ذي قار / حسين العامل
كشف عالم الآثار الإيطالي البروفيسور فرانكو دي أوغستينو عن اثر الاعلام في تسليط الضوء على اعمال التنقيب في المواقع الاثرية العراقية ، مستعرضا خلال ندوة اقامتها كلية الاعلام في جامعة ذي قار جانبا من تجربته في مجال التنقيب التي تواصلت على مدى 13 عاما في موقعي ابو طبيرة واريدو الاثريين .
واوضح أوغستينو في الندوة التي حضرها طلبة وعميد واساتذة كلية الاعلام وادارها الدكتور أحمد مزهر السعيدي وقدمه فيها الاديب امير دوشي ان " دور التنقيب لا يقتصر على اكتشاف الاثار وانما تقديم المعلومات وصور الاثار واهميتها عبر الاعلام "، مؤكدا ان "استخدام الاعلام في حقل الاثار ليس مزحة وانما امر جدي".
وتحدث أوغستينو في الندوة التي حضرتها (المدى) عن تجربته في تنقيبات تل ابو طبيرة وموقع اريدو الاثريين مشيرا الى ان "فريق التنقيب كان يفكر بالكيفية المناسبة لتقديم رسالة اعلامية عن عمله"، مشددا على "اهمية اختيار التوقيت المناسب لكل شريحة مستهدفة بالرسالة الاعلامية".
ويجد أوغستينو الذي يشغل ايضا منصب رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة روما ان " لكل شريحة من الشباب والنساء والشيوخ توقيتا معينا يجب مراعاته عند بث الرسالة الاعلامية ".
ونوه بان " الفكرة في حقل الاثار والاعلام الداعم له تتمثل بكيفية تقديم المعلومات الكافية عن الاثار وكيفية تحفيز المتلقي على الاهتمام بهذا الجانب"، منوها الى ان "اول تمويل لعمل فريق التنقيب في تل ابو طبيرة جاء من خلال عرض عمل الفريق عبر وسائل الاعلام حيث تلقى دعم من احدى النساء الايطاليات".
ويرى عالم الاثار الايطالي ان "تفعيل دور الاعلام في مجال الاثار لا يأتي فقط من خلال اهتمام ومبادرة وسائل الاعلام بل من خلال تفاعل العاملين في مجال الاثار وتفعيل دورهم التواصلي مع تلك الوسائل"، واضاف "فالآثاري ينبغي ان يتحدث عن تفاصيل مكتشفاته ويجيب عن كل التساؤلات التي تدور في ذهن المتلقي عن الحقبة الحضارية للمواقع المكتشفة واهمية تلك المكتشفات في توثيق التاريخ الحضاري للإنسانية".
ومن جانبه وفي مستهل اعمال الندوة تحدث الاستاذ في كلية اعلام جامعة ذي قار احمد مزهر السعيدي عن كيفية توظيف الاعلام المحلي في ابراز العمق الحضاري لمدينة الناصرية التي وصفها بالمتحف الاثري كونها تضم اكثر من 1200 موقع اثري لم ينقب منها سوى 5 بالمئة، على حد قوله، مشيرا الى " عمل 10 بعثات تنقيبية دولية في مواقع اثرية متفرقة من الناصرية".
وشدد السعيدي على ضرورة تفعيل دور الاعلام في تغطية نشاطات تلك البعثات ، داعيا في الوقت نفسه الى تخفيف الاجراءات الحكومية امام وسائل الاعلام التي ترغب بتغطية النشاطات والاعمال في المجال الآثاري.
بدوره قدم الاديب امير دوشي نبذة مختصرة عن حياة رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة روما وطبيعة عمله في المواقع الاثرية العراقية في الناصرية والبصرة حيث تعود بدايات عمله الى عام 2011 .
وفي ختام اعمال الندوة قدم عالم الآثار الإيطالي وبحضور عميد كلية الإعلام الدكتور هادي فليح شهادة تقدير من جامعة روما للدكتور ياسر البراك لدوره كمثقف عضوي ولجهوده في ميدان الثقافة والفن والآثار.