واسط / جبار بچاي
منذ الأول من شهر رمضان الحالي تعوّد المواطن الواسطي ، علي محمد صالح على إقامة مأدبة إفطار في أحد الشوارع الرئيسة بمدينة الكوت والذي يربط المدينة مع المحافظات الاخرى الجنوبية وبعض أقضية ونواحي المحافظة.
والهدف من ذلك إفطار الصائمين المارين عبر الكوت الى تلك المناطق سواء كانوا من سواق شاحنات نقل الحمولات أو مستخدمي مركبات الأجرة ممن يصادف مرورهم أثناء وقت الإفطار، وبدأت المبادرة بسفرة رمضانية صغيرة لكنها تحولت بمرور الأيام الى مأدبة كبيرة وسفرة تمتد لأكثر من 25 متراً وذلك بعد رفدها بمساهمات مختلفة من أبناء المحافظة ، بينما يتوقع الكناني أن يصل طول هذه السفرة الى أكثر من مائة وخمسين متراً في قادم الأيام.
ويقول صاحب هذه المبادرة في حديث لـ ( المدى )، إن " البداية كانت خلال رمضان الماضي حيث أقمت أول وجبة إفطار على أحد الشوارع الرئيسة في المحافظة والذي يؤدي بدوره الى المحافظات الجنوبية وبعض أقضية ونواحي واسط، والهدف إفطار أصحاب المركبات والركاب المتجهين الى هناك." ويضيف، أن "وجبة الإفطار كانت بسيطة، عبارة عن التمر واللبن والماء مع الشوربة وبعض الفواكه مع قليل من الخبز والسفرة ذاتها كانت صغيرة أيضا بحدود خمسة الى ثمانية أمتار وكل تلك الأمور كنت أرتبها بجهدي الخاص وجهد عائلتي." ويكمل، أن "وجبة الإفطار تغيرت هذا العام وأصبحت السفرة بطول أكثر من 25 متراً وحتى الموقع انتقل الى حديقة 14 تموز التي تمر عبرها المركبات المذكورة والأهم من ذلك أن مائدة الإفطار تنوعت وأصبحت عامرة بأنواع عديدة من الطعام والشراب إضافة الى العصائر"،مشيراً إلى أن "هذه الوجبة تميزت أيضاً بمشاركة فاعلة لعدد من الشباب الذين تطوعوا معي وأعلنوا المساهمة بإعداد وجبة الفطور، كما ساهم عدد كبير من الأهالي بتقديم أنواع مختلفة من الطعام والشراب والفواكه إضافة الى الماء واللبن والعصائر وغير ذلك".
ويبين راعي المبادرة "اننا نقوم بذلك خدمة للصائمين المارين عبر مدينة الكوت وإفطارهم أمر أسعدنا كثيراً وعزز العلاقة مع قسم من السائقين الذين تعودا منذ العام الماضي الإفطار على ما أسميناه ، رصيف رمضان، أحبوا المشاركة معنا بتقديم بعض أنواع الطعام كأن يكون صمون أو علب لبن أو ماء وحتى العصائر". من جانبه، يقول أحد المشاركين بإعداد هذه الوجبة أنها "توفر الفطور أيضا لرجال المرور والشرطة ممن هم في الواجب ضمن المنطقة الجغرافية كذلك بإمكان كل شخص يتأخر عن موعد الإفطار أو كان في الطريق الى منزله وتزامن موعد الإفطار أثناء مروره أن يفطر معنا ولو بشيء بسيط".
متوقعاً أن "تنمو هذه المبادرة أكبر وأكبر خاصة مع وجود دعم كبير من الناس الميسورين أو ممن يرغبون المشاركة فيها، سيما العائلات التي أخذت ترفدنا يومياً بأنواع عديدة من الطعام ، ونأمل أن تمتد سفرة فطور رمضان في الكوت لتلتف حول الساحة بأكملها ونتوقع أن يصل طولها الى نحو 150 متراً في قادم الأيام ، فهي تزداد كل يوم بجهد ودعم الخيرين".