 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية قصة ايزيدية ناجية كانت في العاشرة من عمرها عندما اختطفها داعش من قريتها في سنجار عام 2014 وبيعها للاستعباد الجنسي وأصبحت قصتها مشهورة عبر فيلم وثائقي سردت فيه قصتها لصحفي اميركي التقى بها في مخيم للنازحين في كردستان قبل خمس سنوات اثناء تغطيته الصحفية للمنطقة وسيتم عرضه في مهرجان أفلام حقوق الانسان من 18 الى 24 آذار الحالي في بريطانيا.

الايزيدية الشابة، مديحة إبراهيم الحمد 19 عاما، كانت قد عانت الرعب خلال فترة اسرها على مدى ثلاث سنوات ولم تستطع نسيان هذه التجربة المريرة، وعندما أطلق سراحها وتحررت من قبضة داعش تقول انها شعرت بانه " لا يوجد أحد يصغي اليها".

ومنذ ذلك الوقت وجدت الناجية مديحة عزاءها في فيلم وثائقي بعد ان تم إعطاءها كاميرا من قبل الصحفي ، حسن أوسوالد ، وهو صحفي وثائقي أميركي وصانع أفلام ، التقت به في مخيم للنازحين قبل خمس سنوات بينما كان ينقل اخبار عن المنطقة ، وبدأت تسرد قصة عائلتها وكذلك توثيق التحديات التي واجهتها خلال مرحلة اسرها لدى داعش .

وتقول الناجية الايزيدية مديحة لصحيفة الغارديان "عندما لا يوجد أحد ممن يصغي الي قيل لي بان لا اتحدث عن ما حصل لي ، ولكن الكاميرا أصبحت زميلتي الوحيدة. ووجدت انه عندما اتحدث بصراحة عبر الكاميرا كنت اشعر بأني أصبحت افضل وكأنه ثقل كبير انزاح عني ، لقد استغليت الكاميرا والان اصبح فيلم سيكون بمثابة تعافي لي بكل الأحوال".

وتذكر الغارديان بان الفيلم الوثائقي الذي يصور الناجية مديحة تحول لفيلم وثائقي حصد جائزة مهرجان الأفلام الوثائقية في نيويورك عام 2023 سيتم عرضه هذا الأسبوع في مهرجان للأفلام في بريطانيا.

ويبدأ الفيلم الوثائقي بلقطات من مخيم للنازحين في إقليم كردستان حيث تعيش مديحة مع عمها وأخويها وذلك بعد انقاذها من الاسر عام 2017. ويشتمل الفيلم على صور من زواج والديها. تقول مديحة وهي تتحدث للكاميرا عن والدها ابراهيم " كما هو الحال مع بقية الرجال فانا أتوقع انه قد تم قتله، هذه والدتي عفاف ، انها جميلة ، وتقول بان والدتها ما تزال مفقودة.

وكانت طفولة الناجية مديحة قد انتهت في آب عام 2014 عندما هاجم مسلحو داعش قريتها، تل قصب ، في سنجار مع اسر جميع افراد عائلتها. وكان هجوم داعش قد استقطب اهتمام العالم وأصبح احد اكثر أنشطة التنظيم وحشية في العراق وسوريا. حيث تم قتل اكثر من 3 آلاف ايزيدي واختطاف ما يقارب من 7 آلاف آخر ليصبحوا مجندين ومستعبدين مع تشريد عشرات الالاف منهم، وما يزال لحد الان اكثر من 3 آلاف امرأة وطفل في عداد المفقودين.

مديحة كانت قد تم عزلها عن والديها واشقائها الثلاث وتم بيعها للاستعباد الجنسي ما بين مسلحي داعش. تقول مديحة "لقد تم بيعي اكثر من مرة . كانت تجربة مريرة، مراحل الاغتصاب كانت من افظع مراحل الاسر لدى داعش ، كنت صغيرة في العمر ، الان اشكر الله بانني لم اتعرض للحمل".

وتم انقاذ مديحة بعد تحرير مدينة الموصل، وفي البداية تم اعتقالها لانه تم اجبارها من قبل داعش على حمل السلاح وارتداء حزام ناسف. وتم جلبها الى مخيم للنازحين وإعادة لم شملها مع اخويها وعمها.

وبينما تم توثيق يوميات مديحة عبر فيلم وثائقي ، كان منتج الفيلم أوسوالد قد عرض مشهدا يظهر فيه احد المنقذين يبحث عبر تطبيق محاورات رسائل ، حيث وجد اعلان يقول " مستعبدة عمرها 12 سنة للبيع جميلة جدا في الرقة مقابل 13 ألف دولار . سعر نهائي".

يقول الصحفي الوثائقي اوسوالد "اليوم لا يوجد أي نشاط يتعلق بالإنقاذ، ومع قلة التمويل فقد توقفت جهود الإنقاذ، ليست هناك جهود وطنية او دولية لغرض استعادة المفقودين، وان ما يقدم للناجين هو شيء ضئيل أيضا. أغلب الجهود محصورة بالمستوى المحلي والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخاصة".

أحد المشاهد المؤثرة في الفيلم الوثائقي تظهر فيه لحظة التقاء مديحة بشقيقيها اللذان تم انقاذهما قبلها وتم لم شملهم مع اخيهم الأصغر.

تقول الناجية مديحة "اريد ان اظهر للعالم ما حصل لابناء شعبي وما يزال يحدث لهم . اريد ان اشجع الفتيات الأخريات في المنطقة للتحدث عن ما حصل لهن، ليس فقط للفتيات الايزيديات ولكن لجميع الفتيات اللائي عايشن نفس الظروف ويخشين ان يتحدثن للعالم عما حصل لهن".

وتقول مديحة انها تتمنى ان يتم العثور على والدتها عبر هذا الفيلم ومن يرى صورتها وان يقولوا لها إذا كانت على قيد الحياة بان أولادها احياء موجودون وانها ستكون فخورة بي "أعتقد انها ستأتي الى البيت اذا عرفت ان أولادها أحياء".

• عن الغارديان