 السيلمانية/ سوزان طاهر

ما يزال قرار وزارة التربية بغلق ممثليات التربية للطلبة النازحين في إقليم كردستان يثير جدلاً واسعاً بين العوائل المقيمة داخل الإقليم.

ومنذ صيف عام 2014، وبعد سيطرة تنظيم داعش على محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء من ديالى وبابل وكركوك، انتقلت الآلاف من العوائل للعيش في محافظات إقليم كردستان.

وقررت وزارة التربية، حينها فتح مدارس وممثليات لها في محافظات أربيل، ودهوك، والسليمانية، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المانحة.

لكن وبعد تحرير المدن من سيطرة داعش، بدأت الوزارة ومديريات التربية في المحافظات تضغط على كوادرها التدريسية بهدف العودة إلى مدنهم.

ووجهت وزارة التربية الاتحادية العراقية كتاباً إلى ممثلياتها في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، أشارت فيه إلى أن مجلس الوزراء العراقي حدد يوم (30 تموز 2024)، موعداً نهائياً لإغلاق المخيمات وعودة النازحين، وأنه بالاستناد على القرار قررت وزارة التربية إغلاق ممثلياتها في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك في نفس التاريخ.

الظروف غير مهيأة

ويقول فاضل عبد الكريم وهو نازح من أهالي محافظة الأنبار مقيم في السليمانية، "أتمنى أن يصل صوتي لمن أصدر قرار إغلاق مدارس النازحين في الإقليم".

ويضيف في حديثه لـ(المدى): "نحن هنا في أتم الاستقرار والأمان والهدوء وسلامة أولادنا عندما يذهبون إلى مدارسهم".

ويتابع، أن "منزلي في محافظة الأنبار، تعرض للدمار أثناء العمليات العسكرية، ولم تقم الحكومة بتعويضي حتى الآن، كما أن إيجار المنازل في مناطقنا مرتفع جداً، واضطررنا للبقاء في السليمانية، وهذا الحق منحه لنا الدستور، الذي لا يمانع في أن يعيش المواطن في أية منطقة".

ويردف عبد الكريم، "نحن بحاجة الى مساندتنا كوننا نعيش في اقليم كردستان وان المدارس العربية قليلة ما عدا مدارس النازحين وإن تم غلقها فهذا يعني إجبارنا على العودة إلى مناطقنا، رغم عدم توفر الظروف المناسبة".

بدورها، تؤكد أم أحمد، وهي نازحة من أهالي ناحية جرف الصخر في محافظة بابل، بأنه لم يسمح لنا بالعودة لمناطقنا حتى الآن، بسبب الخلافات والمشاكل الأمنية.

وتضيف في حديثها لـ(المدى) أن "المدارس الأهلية في الإقليم أجورها مرتفعة، والمدارس التي تدرس باللغة العربية محدودة جداً، وليس لنا سوى إدخال أولادنا في مدارس النازحين، لذلك يجب الإبقاء عليها خلال هذه الفترة".

أعداد الطلبة

مدير ممثلية الطلبة النازحين في السليمانية رباح حسن أشار إلى، وجود 32 ألف طالبة وطالب يدرسون في مدارس النازحين فقط في محافظة السليمانية.

ويذكر في حديثه لـ(المدى) أن "هناك 82 مدرسة ما بين بنايات تم إيجارها، وأخرى كرفانية، وهناك طلبة يدرسون في بنايات تابعة لوزارة التربية في حكومة إقليم كردستان".

ويضيف أن "هناك الآلاف من الطلبة ونسبتهم حوالي 50%، هم ليسوا من المحافظات التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش، فهناك طلبة من بغداد وكربلاء ومحافظات الوسط والجنوب، ونحن سنلتزم بقرار وزارة التربية بغلق المدارس في نهاية العام الدراسي الحالي".

وعلى الرغم من عمليات التحرير، لكن مناطق كاملة ما زال الآلاف من أهلها لم يعودوا لمنازلهم لأسباب أمنية وعشائرية، أبرزها جرف الصخر في بابل، وسليمان بيك ويثرب وعزيز بلد وبيجي في صلاح الدين، والسعدية وأطراف جلولاء في محافظة ديالى.

وتعيش الآلاف من العوائل العربية في إقليم كردستان، ما يضطرها لإدخال أبنائها في مدارس النازحين، بسبب وجود مدارس محدودة تابعة لحكومة الإقليم تدرّس باللغة العربية.

التربية تعلق

وعلق المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، على مطالبة العوائل العربية بالإبقاء على مدارس النازحين في الإقليم.

ويوضح في حديثه لـ(المدى)، أن "هناك قرارا من مجلس الوزراء بإنهاء ملف النزوح وغلق المخيمات، وبالتالي فإن وزارة التربية ملتزمة بتنفيذ هذا القرار".

وأضاف أن "وزارة التربية ملتزمة بغلق ممثليات الطلبة النازحين في الـ30 من تموز من العام الحالي، وأية تعليمات جديدة، تخص تأخير القرار أو التأني به فسنلتزم بها ونطبقها، ولكن القرار الحالي ينص على الإغلاق لجميع ممثليات أربيل، ودهوك، والسليمانية".

وكان النائب عن محافظة نينوى شيروان دوبرداني قد دعا وزارة التربية الاتحادية إلى التراجع عن قرار إغلاق ممثليات وزارة التربية في إقليم كردستان هذا العام.

وقال دوبرداني في بيان سابق إن "إغلاق ممثليات وزارة التربية في أربيل ودهوك والسليمانية نهاية العام الدراسي الحالي سيؤثر سلبا على النازحين الموجودين في الإقليم".وأردف، أن "القرار سيؤثر سلبا على أكثر من 148 ألف طالب وطالبة نازحين اضطروا للبقاء في إقليم كردستان".