ترجمة / حامد أحمد

كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، بأن مبنى جامع النوري ومنارته الحدباء الشهيرة ايقونة مدينة الموصل القديمة الذي دمره تنظيم داعش في العام 2017 وبوشر بمشروع إعادة إعماره في العام 2018 ستتم إعادة افتتاحه بحلول نهاية هذا العام، مشيرة الى قرب اكتمال إعادة إعمار كنيسة الطاهرة بحلول شهر حزيران من هذا العام ايضا.

وقالت ماريا ريتا اسيتوسو، مديرة مشروع اليونسكو لإعادة اعمار المبنى المقيمة في العراق في حديث لموقع، ذي ناشنال، الاخباري «هدفنا هو اكمال مبنى جامع النوري بأكمله بالإضافة الى المنارة الحدباء بحلول نهاية خريف هذا العام».

ويعتبر جامع النوري، الشهير بمنارته الحدباء، أحد أقدم معالم مدينة الموصل التاريخية التي اجتاحها تنظيم داعش منتصف عام 2014 ثم قام في العام 2017 بنسف الجامع مع المنارة بينما كانت القوات الحكومية مدعومة من التحالف الدولي تتقدم في زحفها لاستعادة المدينة وتحريرها وطرد المسلحين منها.

وقالت مديرة المشروع، اسيتوسو، إن المشروع الذي انطلق في العام 2018 «قد اكتمل فيه بشكل أساسي الان الجزء الهيكلي من الجامع والمنارة. لقد أكملنا اعمال تدعيم وتعزيز اركان القبة. وما نقوم به الان هو العمل بشكل متوازٍ في قاعة المصلى وباحة المصلى الخارجية». مشيرة الى ان إعادة إعمار المجمع الهيكلي لمبنى الجامع قد اكتملت.

مع ذلك فان المنارة الحدباء واللمسات النهائية للموقع بأكمله ما تزال لم تكتمل بعد.

وتقول مسؤولة اليونسكو في العراق انه «لضمان ان تكون ابعاد وسمك وتركيبة الأحجار نفسها التي كانت المنارة الحدباء مشيدة منها بالأصل قبل تحطيمها من قبل داعش، فقد حرصت اليونسكو على الاستعانة بمنتجي احجار مناسبين يتمكنون من إنتاج الأحجار التي نريدها وفقا للخصائص الفنية لنفس الأحجار الاصلية والتي ارسلناها لمختبر جامعة الموصل للفحص».

وكان مشروع اليونسكو الذي أطلق عليه عبارة، احياء روح الموصل، قد تم تمويله على نحو كبير من قبل دولة الإمارات التي تبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لاستعادة مجمع جامع النوري وكذلك كنيستين قديمتين بالمقربة منه وهما كنيسة الساعة والطاهرة.

والمشروع هو جزء من مبادرة دعم لحملة إعادة إعمار المدينة لما بعد مرحلة داعش، حيث وفر منذ الشروع به اكثر من 3 آلاف فرصة عمل لأبناء المدينة المحليين، وتوسع المشروع فيما بعد ليشمل إعادة إعمار كنيستي الساعة والطاهرة.

وتعتبر الموصل وما يحيطها من مناطق سهل نينوى مركز تجمع اقدم الطوائف المسيحية في المنطقة من آشوريين وسريان وكلدان فضلا عن الايزيديين والشبك بالإضافة الى العرب والاكراد.

وتقلص تعداد السكان المسيحيين في العراق على نحو مطرد منذ الغزو الأميركي للبلد عام 2003 إلى ما دون 400 ألف شخص بعد ان كان تعدادهم يزيد على 1.5 مليون شخص قبل العام 2003

وتقول مديرة مشروع اليونسكو إن إعادة اعمار كنيسة الآباء الدومينيكان (الساعة) قد انتهى، وأقيم اول قداس فيها بعد ذلك في كانون الثاني 2024.

كنيسة (الساعة) التي تم الاكتمال من بنائها قرابة نهاية النصف الثاني من القرن التاسع عشر بأمر من الآباء الدومينيكان الكاثوليك تعتبر معلما مهما من تاريخ وتراث الفن المعماري القديم للمدينة ورمزا أيضا للتعايش في البلاد.

وقالت مسؤولة المشروع أسيتوسو «التسليم الرسمي للكنيسة لم يتم بعد، نحن بانتظار اكتمال كل المتعلقات الخاصة بالكنيسة وأمر السلطات المحلية في المحافظة لكي نتمكن من إعادة مفاتيح الكنيسة للآباء الدومينيكان رعاة الكنيسة».

وشهدت الكنيسة في أوائل شهر آذار من العام الماضي نصب ثلاثة أجراس خاصة بالكنيسة تم جلبها بعد ترميمها في مدينة النورماندي الفرنسية ورفعها وتعليقها في برج الكنيسة وسماع صوت الأجراس لأول مرة وذلك بحضور المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، اودري أزولاي.

وقالت مديرة المشروع، اسيتوسو، إن اعادة إعمار كنيسة الطاهرة التي يبلغ عمرها 800 عام قد اكتمل أيضا، مع بعض اللمسات الأخيرة وسيتم الانتهاء منها بحلول شهر حزيران من هذا العام.

وكانت المنظمة الدولية لليونسكو وخلال مشاركتها في المؤتمر الدولي لإعادة اعمار وتنمية العراق الذي عقد في مدينة الكويت للفترة من 12 و 14 شباط 2018 قد أعلنت في حينها عن اطلاق مبادرة ترعاها اليونسكو تهدف الى إعادة احياء مدينة الموصل القديمة وذلك من خلال تنسيق الجهود الدولية لإعادة اعمار التراث وانعاش المؤسسات التعليمية والثقافية في الموصل.

عن ذي ناشنال الإخباري