ترجمة عدنان علي
اشارت تقارير الى ان سيارات كهربائية رخيصة صينية الصنع قد أثارت حالات قلق بين بلدان غربية كبرى دفعتها لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية أسواقها المحلية لما تشكله هذه السيارات من تهديدات امنية واقتصادية. وأعربت عدة بلدان عن رفضها السماح بدخول سيارات الصين الكهربائية لحين تبديد هذه المخاوف.
وأعربت المملكة المتحدة مؤخرا عن حظرها للسيارات الكهربائية الصينية حول مزاعم تصريحات استيراد غير عادلة . وقال وزير النقل البريطاني، مارك هاربر، ان الحكومة ستضمن "بانه لدينا تجارة دولية عادلة ونحن لا ننفق اسعارنا المدعومة في شيء غير مجدي . الشيء المهم هو بيئة تنافسية عادلة".
وكان الاتحاد الأوروبي قد اطلق العام الماضي تحقيق وإجراء عقابي لحماية الصناعة المحلية من استيراد سيارات صينية كهربائية رخيصة الثمن. وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي اورسولا فون دير لاين "الأسواق العالمية مليئة الان بسيارات كهربائية صينية ارخص ثمنا، وان أسعارها بقيت اقل وفقا للأسعار المدعومة من الدولة . هذا الشيء يربك سوقنا".
عدة بلدان في أوروبا دعمت إجراءات التحقيق الأوروبية. وقال وزير المالية الفرنسي بورنو لي مالير "اذا كانت هذه الأسعار المدعومة غير خاضعة لأحكام منظمة التجارة الدولية ، فانه يتوجب على أوروبا ان تقف ضد هذا الشيء". وقال وزير المالية الألماني روبرت هابيك "ان الامر متعلق يالتحقيق فيما اذا هناك دعم بالأسعار مباشر او غير مباشر خلقت حالات تنافس تجارية غير عادلة".
وولد ذلك رد فعل قوي من الصين حذرت فيه الاتحاد الأوروبي من الحاق الضرر بالعلاقات التجارية وأسعار أعلى للسيارات الكهربائية للمستهلكين الأوروبيين. مع ذلك اطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا رسميا بتجارة السيارات الصينية الكهربائية بقوله "الزيادة التي حصلت مؤخرا بمعدلات بيع سيارات كهربائية مستوردة من الصين لاوروبا ذات أسعار مدعومة، انما تشكل تهديدا اقتصاديا لصناعة السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي".
خبراء صناعيون رحبوا بهذه الإجراءات المتخذة لمنع استيرادات السيارات الصينية الكهربائية لكون أسعارها الرخيصة تشكل تهديدا للسوق الأوروبية في هذا المجال. وقال مدير عام اتحاد صناعات السيارات الأوروبية ، سيرجي فيريز، "ان الفائدة الواضحة التي تحققها الصين من خلال أسعارها التنافسية تلحق بضررها على السوق الأوروبية المحلية".
الولايات المتحدة أيضا أعربت عن قلقها بخصوص احتمالية ان تشكل السيارات الكهربائية الصينية تهديدا امنيا لها، وأشارت إلى ان هناك شكوكا ان تقوم السيارات الكهربائية الصينية بجمع معلومات سرية وتنقلها الى الصين.
وقال مدير مجلس الاقتصاد الوطني الأميركي ، ليل برينارد ، ان تكنولوجيا الاتصال في السيارات الكهربائية الصينية تسمح بنقل المعلومات ومشاركتها مع معدات أخرى داخل وخارج السيارة وهذا يشكل تهديدا امنيا كبيرا، مشيرا الى ان "كثيرا من هذه العجلات بإمكانها تحقيق تواصل على نحو مستمر مع بنانا التحتية عبر هواتف السائقين الذكية مع سيارات قريبة أخرى، وبهذه الطريقة تقوم بجمع كميات كبيرة من المعلومات".
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يرى ان سوق السيارات الكهربائية الصينية بدأت تغزو اسواق العالم بشكل وأساليب غير عادلة وأنه لا يسمح بان يحصل ذلك.
وتخطط المملكة المتحدة أيضا لمنع استيراد السيارات الكهربائية الصينية، وقال وزير النقل هاربر إن بلاده ستستخدم إجراءات صارمة لمنع استيراد السيارات الصينية الرخيصة ودعم الصناعات المحلية وتحقيق افضلية للسيارات البريطانية في السوق المحلية ضمن بيئة تنافسية عادلة.
