TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المحيبس .. لعبة رمضانية تراثية يحافظ عليها العراقيون

المحيبس .. لعبة رمضانية تراثية يحافظ عليها العراقيون

نشر في: 26 مارس, 2024: 11:51 م

 المدى / علي الحمداني

"المحيبس" أو "إخفاء الخاتم"، هي من الألعاب التراثية الأكثـر شعبية عند العراقيين، وتلعب في شهر رمضان خصوصاً، وتمتد إلى العصر العباسي بين القرنين الثامن والثالث عشر، وهي واسعة الانتشار في المناطق الشعبية أكثـر من المناطق الحضرية.

وتعتمد لعبة "المحيبس" على الفراسة وقدرة الخصم على اكتشاف حامل الخاتم من بين عشرات المشاركين، وبهذا تجمع بين المتعة والإثارة، كما أنها تجمع شرائح المجتمع المختلفة، وتقوي أواصر النسيج الاجتماعي بين المحافظات على اختلاف مذاهبها وأديانها.

وأدرجت لعبة المحيبس في العراق عام 1974، وكانت ضمن فرق القوائم الشعبية المشهورة بهذه اللعبة حتى أصبحت المرادف الأقوى لكرة القدم، وفي حينها أدرجت هذه اللعبة تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، بحسب الباحث والأكاديمي، خالد شاني.

ويوضح شاني لـ(المدى) أن "هذه اللعبة انتشرت في جميع محافظات العراق، وأصبح لها مدربون ومشجعون، وسميت بهذا الاسم (المحيبس) نظراً لكلمة محبس وهو الخاتم الذي يتم البحث عنه في أيادي المشتركين بالاعتماد على فراسة النازل وقوته الذهنية بالتوصل إليه".

ويضيف الباحث، أن "لعبة المحيبس، نشطت في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وانتشرت في المقاهي الشعبية والساحات، وغالباً ما كانت المنافسات القوية تكون بين فرق الكرخ والرصافة في بغداد، وكانت تعد صواني الحلويات من (الزلابيا) و(البقلاوة) للاحتفال بالفائز وسط الأغاني والمربعات البغدادية".

ويقول ما يسمى بـ"النازول" والمدرب عبدالله لـ(المدى)، إن "لعبة المحيبس تتم عبر فريقين وبأي عدد من المشتركين، حيث يقوم أحد الفريقين بتخبئة المحبس (الخاتم) بيد أحد أفراد فريقه دون علم الفريق الخصم، بعدها يبدأ أحد أفراد الفريق الخصم برحلة إيجاد المحبس بإسقاط الأشخاص الذي يعتقد بعدم وجود المحبس في أيديهم".

وإذا أراد "النازول" من اللاعب فتح يد معينة يقول له "طُك" اليمنى أو اليسرى، أي "افتح"، وإذا أراد فتح كلتا يدي اللاعب يقول له "صفّق"، أما إذا أراد إخراج جميع اللاعبين مرة واحدة عن اللعب والإبقاء على كم شخص، يقول "الكل يطك ما عدا هذه العظم" ويحددها، ويقصد بـ"العظم" يد اللاعب.

ويضيف، "فإن قال لأحد اللاعبين (طُك) اليد اليمنى أو اليسرى أو (صفّق) وكان المحبس بيده يصرخ اللاعب الذي بيده الخاتم بكلمة (بات) ومن هنا جاء الاسم الثاني للعبة، وفي هذه الحالة يخسر الفريق نقطة ويعاد تخبئة المحبس من جديد، وأن حزر (نازول) الفريق الأول اليد المخبأ بها المحبس ربح فريقه نقطة وحصل على الخاتم ليخبئه بدوره عند أحد أفراد فريقه ليبحث عنه الفريق الثاني وهكذا".

"وعادةً ما ترافق هذه اللعبة مجموعة من الأهازيج والأغاني التراثية مثل المربعات والجالغي البغدادي لبث الحماس والتسلية بين الحضور، ويكون اللعب على شكل تسقيط بين الفرق ويحصل الفريق الفائز في آخر أيام شهر رمضان على الجائزة الكبرى، وتوجد حالياً دورات للعب المحيبس على مستوى دول الخليج"، يقول المدرب.

من جهته، يقول أحد اللاعبين من محافظة بغداد يدعى علي سالم (42 عاماً) إن "أجواء المحيبس في تسعينيات القرن الماضي مع فريقي الكرخ والكاظمية كانت جميلة ولا يمكن نسيانها، وحالياً أحرص على متابعة مسابقات المحيبس التي تبثها الفضائيات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

بيت المدى يناقش إشكالية "الهوية والدين" والموقف من المجتمع

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

مقالات ذات صلة

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

 بغداد – نبأ مشرق أكد السفير الفرنسي في العراق، باتريك دوريل، خلال لقاء خاص مع صحيفة (المدى)، وبحضور الملحق الثقافي منير سليماني ومدير المعهد الفرنسي ساميول مام، أن الشراكة الثقافية بين العراق وفرنسا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram