اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > تحديات تعليمية تواجه المكفوفين.. المعاناة تبدأ من الابتدائية وحتى انتهاء الجامعة

تحديات تعليمية تواجه المكفوفين.. المعاناة تبدأ من الابتدائية وحتى انتهاء الجامعة

نشر في: 26 مارس, 2024: 11:57 م

 بغداد/ تبارك عبد المجيد

"يكره مدرس الرياضيات وجودنا في الصف، فهو لايفهم صعوباتي ويتجاهل حاجتي لإعادة شرح المادة، بظل غياب الكتب التعليمية الخاصة بنا"، هذا ما يقول أحد "المكفوفين".

يضع غياب المستلزمات التدريسية، والكوادر المتخصصة "المكفوفين"، في تحديات اجتماعية عديدة، منها الانعزال والتوحد والعزوف عن التعليم.

ولا توجد إحصائيات رسمية بشأن أعداد المكفوفين في العراق، غير أن جهات معنية بهم تقدر أعدادهم بأكثر من 500 كفيف، بناء على أرقام ترتبط بتسجيلهم في مؤسسات غير حكومية.

يقول بسام المالك (كفيف)، يعمل في إحد معاهد المكفوفين، إن "الوضع في مرحلة الابتدائية للطلبة المكفوفين يكون جيدًا مقارنة بالمراحل الأخرى، على الرغم من كون بعض المعلمين غير مؤهلين لتعليم المكفوفين"، مضيفا، أن "مراحل التدريس الابتدائي تتم في معاهد خاصة بالمكفوفين، مما يوفر بيئة ملائمة لتعلمهم وتطوير مهاراتهم بشكل أفضل، خلال مراحلهم الأولى".

ويضيف بسام لـ(المدى)، بحسرة، أن "المعاناة تبدأ من المرحلة الأخيرة في الابتدائية وتمتد حتى انتهاء الجامعة، حيث يواجه بعض الأساتذة الطلاب المكفوفين بعدم الانسانية، خاصة من قبل لجان المراقبة في المراحل النهائية وبعض المحاضرين الذين لا يتعاطفون مع وضعهم خلال الامتحانات وحتى خلال الدروس".

ويواصل بسام حديثه، موضحًا أن "المؤسسات الحكومية تبدأ في المرحلة المتوسطة بإرهاق المكفوفين حتى يوافقوا على قبولهم كطلاب، كما تغيب جميع الوسائل التعليمية الضرورية، وعدم المراعاة في تقديم المواد التعليمية بطريقة تلبي احتياجاتهم"، مشيرا إلى، أن "بعض الأساتذة يكرهون وجودنا في الصف، مما يزيد من صعوبة تجربتهم التعليمية ويؤثر سلبًا على تقدمهم الأكاديمي".

"هذا الأسلوب جعلنا أكثر عزلة وتفاعلا مع المحيط"، يقول ويضيف أنهم بالرغم من ذلك يحاولون "القراءة، والاجتهاد، والتفوق".

وذكر موقفاً حدث معه عندما كان طالبا "رفض احد الأستاذة ان اشرح المادة الدراسية؛ فقط لأني كفيف"، على الرغم من أنه كان الشخص الوحيد الذي كان مستعداً.

وتحدث عن تحدي آخر يواجه الأشخاص المكفوفين، حيث يوضح أن "المدرسة تطلب سنوياً تقريراً طبياً يثبت إعاقة الرؤية للطالب ليتمكن من الاستمرار في الدراسة، وبسبب التأخير في إصدار هذا التقرير، يفوّت العديد من الطلاب المكفوفين مواد دراسية هامة"، و يشدد على أهمية إيجاد حلول لهذه المشكلة، مقترحاً تقديم التقرير الطبي في المراحل النهائية فقط.

‏من جانبه، يقول عثمان الكناني، رئيس جمعية السراج العراقية للمكفوفين، إن "أبرز التحديات التي يواجهها المكفوفون تتمثل في العجز عن أداء بعض الوظائف الخاصة بالبصر وعدم التفاعل مع المحيط الخارجي بسبب نقص التسهيلات والترتيبات التي تسهم في تسهيل حياتهم، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة وعدم الاندماج في المجتمع"، ويشدد على أهمية إنشاء طرق خاصة للمكفوفين ووضع العلامات بطريقة "بريل"، وتوفير البنية التحتية الملائمة لهم، خاصة في المؤسسات الحكومية.

‏ وفي حديثه لـ(المدى)، يؤكد الكناني، أن "أكبر التحديات تكمن في غياب الثقافة المجتمعية للتعامل مع هذه الشريحة، بالإضافة إلى التحديات الصحية والتعليمية والمساواة".

ويشير إلى أن العراق جزء من اتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق ذوي الإعاقة، بما في ذلك الاتفاقية التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام ٢٠٠٦ وصادق عليها العراق عام ٢٠١٧.‏

ويستدرك قائلا، إن قضية "تعليم المكفوفين تمثل إحدى القضايا الهامة، حيث تغيب المناهج المطبوعة بطريقة بريل النقطية، التي غالباً ما تتوفر في المعاهد الخاصة للمكفوفين، وهي قليلة جدا، مما يحرم نسبة كبيرة منهم من فرص التعليم. وأشار إلى أن الوضع التعليمي يعد تحدياً كبيراً أيضاً في مرحلة الدراسة الثانوية، نظراً للتحديات التنظيمية والإدارية بين الوزارتين المعنية".

ويبين، أن " التعليم يعد سلاحاً رئيسياً للمكفوفين، خاصة مع قلة الفرص الوظيفية في القطاعين الخاص والعام.

ورغم وجود العراق ضمن الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق ذوي الإعاقة، إلا أن هناك حاجة ملحة لتشريعات وتخصيصات مالية خاصة لتسهيل الوصول إلى التعليم وتطوير برامج تناسب احتياجات المكفوفين بشكل فعّال". ختاماً يذكر أنه في جمعية السراج العراقية للمكفوفين، تم تأسيس فرق مسرحية ورياضية وتنموية، مما ساهم في دمج المكفوفين في المجتمع وتمكينهم من المشاركة في مختلف المجالات.

من جانبه، يشير سبحان الفتلاوي، مسؤول القسم القانوني في دائرة رعاية ذوي الهمم في النجف، إلى أن "بعد تخرج المكفوفين من المعهد، يُفترض أن يتم تعيينهم في وظائف حكومية، لكن أغلبهم يجدون أنفسهم في وظائف ذات فائدة محدودة مثل قراءة القرآن أو تقديم الأناشيد الدينية.

ويضيف لـ (المدى)، أن "هذه الوظائف لا تلبي تطلعاتهم وليست بديلاً جيدًا عن التعيينات الحكومية المستحقة، مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم المهني والاقتصادي".

كما يشدد على ضرورة توفير وسائل النقل لهم بين المعهد ومنازلهم، حيث يواجه العديد من الأهالي صعوبات في تسجيل أبنائهم في المعاهد بسبب صعوبات المعيشة ونقص الموارد المالية.

ويحث على "تحسين البنية التحتية وبناء معاهد جديدة في المناطق النائية، بما يتناسب مع احتياجات هذه الشريحة المهمة"، ويضيف أن "معهد المكفوفين في النجف يضم أكثر من ٨٠ طالبا، وهو عدد يفوق الطاقة الاستيعابية، ما يبرز حاجة ملحة للمزيد من الدعم والاهتمام".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية
سياسية

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

بغداد/ تميم الحسنلتفادي انهيار الهدنة العسكرية بين الفصائل والقوات الامريكية في العراق، بدأت أطراف مقربة من الحكومة تسريب انباء عن قرب اعلان «موعد انسحاب قوات التحالف».وضربت يوم الخميس الماضي، سلسلة انفجارات قاعدة عسكرية جنوبي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram