 ترجمة/ حامد أحمد

يسعى العراق لتعزيز دفاعاته الجوية عبر خيارات من مناشئ دولية متعددة من بينها كوريا الجنوبية التي قد تجد فيها بغداد ما تبحث عنه من منظومات أسلحة متطورة في هذا المجال بعد ان كانت قد حصلت سابقا على منظومات دفاع جوي من الولايات المتحدة وفرنسا.

وتذكر مجلة "فوربس"، الأميركية في تقرير لها ان العراق قد اعلن مؤخرا انه يبحث في أسواق حول العالم عن منظومات دفاع جوي حديثة وذلك من خلال ارسال لجان لعدة بلدان للتفاوض في عقود بشأنها.

وفي الوقت الذي لم تتضح فيه بعد فيما اذا ستحصل بغداد في النهاية على هذه المنظومات، فإن كوريا الجنوبية قد تكون البلد المفضل لعدة أسباب.

ونقلت المجلة عن المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول قوله في تصريحات إعلامية بتاريخ 18 آذار، إن "العراق يتعاقد لشراء منظومات دفاعية، وان هناك لجان فنية وعسكرية قد زارت عددا من البلدان وقدمت عروضا لهم للحصول على أسلحة دفاع جوي مضادة للطائرات".

وكان وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي ، قد التقى الأسبوع الماضي بنظيره الكوري الجنوبي لمناقشة التعاون العسكري بين البلدين.

ويشير التقرير الى انه في الوقت الذي لم تؤكد أي من هذه التطورات الأخيرة ان بغداد قد اختارت منظومة دفاع جوي كورية جنوبية، ولكن إذا صح ذلك فإن هذا الخيار سيكون مفضلا عن خيارات أخرى.

ومن اهم منظومات الدفاع الجوي التي اقتناها العراق لما بعد 2003 هو حصوله عام 2014 على منظومات بانتسير أس 1 الروسية متوسطة المدى.

وفي أواخر فترة عام 2010 وبدايات عام 2020 أشار مسؤولون عراقيون على نحو متكرر الى رغبة بغداد في إمكانية الحصول على منظومات صواريخ الدفاع الجوي الروسية المتطورة بعيدة المدى، أس -300 أو أس – 400.

ولكن العراق له تجربة مباشرة عندما واجه صعوبة في الاستمرار بإدامة أسطوله من طائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية، وبالأخص أسطوله من طائرات الهليكوبتر، مي – 17 ، التي تعتبر سلاحا جويا حيويا لعمليات الجيش ضد تنظيم داعش.

ومنذ ذلك الوقت توجهت بغداد نحو بدائل من الولايات المتحدة، وان منظومات أس -400 هي اعقد بكثير من طائرات الهليكوبتر المفيدة ، ولهذا فإن العراق قد لا يقدم على المجازفة بإنفاق مليارات على هكذا عرض.

الولايات المتحدة تعتبر خيارا أيضا ولكن كثيرين قد لا يرون فيها خيارا مثاليا. وهناك بند في قانون تخويل الدفاع الوطني لعام 2024 الذي اقره الكونغرس "لتسليح وتدريب القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة للدفاع ضد هجوم بصواريخ ومقذوفات ومنظومات مسيرة." مع ذلك ، فانه من المحتمل ان تمتنع الولايات المتحدة عن تجهيز دفاعات جوية متطورة للعراق اذا ما أصرت بغداد على مغادرة قوات التحالف البلاد .

وعلى نحو عرضي توجه العراق في العام 2013 صوب الولايات المتحدة للحصول على منظومات دفاع جوي. وطلبت بغداد تجهيزها بأربعين منظومة دفاع جوي أفينجر A N-TWQ1 و ثلاث بطاريات هاوك- 21 وهي نسخة محدثة عن منظومة هاوك -23 متوسطة المدى.

وفي النهاية وبمواجهة العراق في حينها الحرب مع داعش، فانه تلقى ثماني منظومات أفينجر فقط ، وانه من غير المعلوم انه يرغب بتجديد ذلك العقد.

وكان العراق قد استلم رادارات استطلاع جوية، تيل غراوند ماستر 403، بعيدة المدى من فرنسا، ومن غير المستبعد ان تكون باريس مستعدة أيضا لبيع دفاعات جوية لبغداد.

وبالمصادفة ان دفاعات العراق الجوية لحقبة الثمانينيات كانت تضم صواريخ روسية الصنع مصنعة وفق منظومات، كاري، الفرنسية للقيادة والسيطرة والاتصالات.

وقد تشتري بغداد صواريخ مسترال أو كروتال قصيرة المدى الفرنسية لتعزيز ترسانتها الموجودة من منظومات الدفاع الجوي بانتسير –أس 1 وافينجر ومنظومات الدفاع الكلية ضد الطائرات المسيرة.

وقد تختار أيضا منظومات سامت- تي بعيدة المدى، المتمكنة أكثر ضد صواريخ كروز والصواريخ البالستية.

ويشير التقرير الى انه من دون شك ان كوريا الجنوبية ستكون راغبة ببيع منظومتها الدفاعية الجديدة متوسطة المدى، شيونغانغ 11 كي أم –سام للعراق.

وقبل كل شيء انها عبرت عن رغبتها ببيع طائرتها المقاتلة القادمة، بورامي كي اف 12 ، للعراق، والذي اشترى سابقا 24 طائرة، تي -50 غولدن ايغل، سوبرسونك لأغراض التدريب.

وحتى ان سيئول صنعت طرازا خاصا من طائرة، تي -50، لصالح العراق.

ولهذا بإمكان العراق الحصول على منظومات دفاع جوي متطورة من كوريا الجنوبية تضاهي مزاياها مواصفات منظومات أس -400 الروسية بدون أية عراقيل قد تحصل عند شرائها من روسيا.

عن: مجلة فوربس