بسام عبد الرزاق
اقام بيت المدى في شارع المتنبي، وبالتعاون مع معهد "غوته" الالماني، في اطار فعاليات "چاي توك"، جلسته الرمضانية الثانية، احتفاء بالاغنية البغدادية الرمضانية، والفترات التي ظهرت فيها وتنوعها.
مقدم الجلسةلطيف جاسم اشار في مقدمته الترحيبية الى ان "الاغنية الرمضانية حديثة وقديمة، وكان هناك الكثير من الاغاني الرمضانية في الاربعينيات والخمسينيات وهي مستمرة الى وقتنا الحاضر".
الباحث د.عبد الله المشهداني، قال ان "من المعلوم انه مع اقتراب وحلول شهر رمضان تبدأ في بغداد ظهور الوان غنائية منوعة للاحتفاء بهذا الشهر الفضيل من اغان وبستات ومربعات واهازيج وغيرها، وهذه الوان الاغاني منها ما هو تراثي فولكلوري قديم عاش مع اهالي بغداد، ومنها ما هو حديث والبعض منها نسي واسدل الستار على اثارها ومنها من استمر يحتفي بهذا الشهر الكريم الى يومنا هذا".
واضاف، ان "عدد هذه الاغاني كثير جدا بحيث يصعب جدا على اي كان ان يحصيها ويتناولها في جلسة سريعة، واتكلم عن بعض الاغاني والاهازيج التي مازالت عالقة في ذهني وتقسيمها على فترات اليوم الرمضاني والليلة الرمضانية".
وبين انه "في النهار الرمضاني هناك اغاني كثيرة تتحدث عن خيرات وبركات هذا الشهر الفضيل، وهناك اغنية اسمها (رمضان البركات) للمنلوجست الراحل عزيز علي وهي من نغم الكرد وجميلة جدا يسمعها البغداديون عبر الاذاعة، واغنية اخرى اسمها (رمضان الخير) للفنان الراحل رضا علي وايضا شنفت اسماع البغداديين وتغنوا بها، واغنية اخرى اسمها (تحية رمضان) وهي للمطربة اللبنانية لارا عبد الله كيروز وهذه اقامت في بغداد باسم نهاوند وكانت من الاغاني الجميلة التي يستمع اليها الكثير من الناس خلال رمضان".
وتابع، انه "في الفترة التي تسبق الفطور واذان المغرب، نسميها فترة اعداد المائدة الرمضانية، كانت هناك اغاني تتغنى بالالوان التي تحتويها المائدة الرمضانية، وكانت هناك اغنية تؤكد على ان شربت قمر الدين يعمل بالبيوتات في هذه المناسبة"، لافتا الى انه "اما في فترة لحظات مدفع رمضان والافطار فان اشهر اغنية على العائلة البغدادية والعراقية واستمرت الى اليوم منذ 1962 هي اغنية دعاء الصائم، وهي من كلمات الشاعر هشام الحلي والحان روحي الخماش".
واوضح انه "ايضا هناك اغنية (اقدس شهر رمضان) وهي من كلمات حارث سليم والحان الفريد جورج وهي جميلة جدا تتحدث عن فترة الافطار والشهية الرمضانية"، مبينا انه "اما بعد الفطور والى فترة صلاة العشاء، كانت اغنية (الماجينا) هي الحاضرة، وعلى غرارها في مدن عراقية اخرى (كركيعان) وخلاصتها ان بعض الاطفال يتغنون بها ويطرقون الابواب للحصول على حلويات رمضانية او خردوات الفلس والعانة ويرافقها امور فكاهية".
واشار الى انه "في فترة ما بعد صلاة العشاء والى السحور، فكانت تقام جلسات المقام العراقي والموالد والمناقب النبوية والمربع البغدادي تترافق مع لعبة المحيبس، ولعل عبد الرحمن خضر سجل مقام شرقي دوكا (رمضان اقدس شهر)".
وأكمل المشهداني، بانه "كانت هناك المربعات الكثيرة التي تتحدث عن رمضان واشهرها في العقود الاخيرة (مية هلا برمضان) لقارئ المربعات علي شاكروكان اداء جميل ويكرر خلال ايام هذا الشهر"، موضحا انه "في فترة السحور والامساك واذان الفجر فايضا كانت اغاني خاصة بهذه الفترة الزمنية يتم احياؤها من قبل اهل بغداد ولغاية صلاة الفجر، وكانت اغنية ناظم الغزالي "كوما صلوا الفجر" وهي من كلمات الشاعر عبد المجيد الملا والحان سمير بغدادي".
وانهى بالقول: انه "كذلك اغنية مائدة نزهت (إلهنا ما اعظمك) وكان ايضا لديها ابتهال "يارب" وهي من الاغاني الجميلة التي تبث عبر اذاعة بغداد".
من جانبه، قال فلاح الخياط انه "في بداية الخمسينيات ومع ظهور الاغنية البغدادية حيث تعددت فنونها واكتملت ومنها الاغنية الشعبية والعاطفية والوصفية والتعبيرية والوطنية والقصيدة والموشح والاغنية التربوية والاغنية الدينية المتمثلة بالمناسبات كالاعياد والمناقب النبوية، وقبل هذا التاريخ لم تك توجد اغاني رمضانية ما عدا عدة اغاني هنا وهناك".
ونوه الى انه "ظهرت اللاغنية الرمضانية مع ظهور اغنية بغدادية لوجود مطربين تخرجوا من معهد الفنون الجميلة لا مجال لذكرهم ووجود شعراء وايضا ملحنين".
بدوره ذكر، عادل العرداوي، انه "اكتشفنا ان الاغاني الرمضانية ممكن البحث فيها واصدار كتاب بالنصوص والالحان ومن ساهموا بهذا يستحقون تخليدهم"، موضحا ان "هذه دلالة على اصالة وعمق الغناء العراقي واهدافه والثراء الذي فيه، ومثلما هناك غناء غزلي ووطني وطريف ومنلوجات وريفي مؤثر اضافة الى هذه الاغاني توجد اغاني رمضانية".
واوضح ان "تراثنا يتكئ على ارث زاخرولكن يحتاج من ينقب عنه ويعرف به وهناك تقصير مع هذا التراث وما قدمه الراحلون في هذا المجال".
وقدمت فرقة التراث البغدادي باقة من الاغنيات التي جرى الحديث عنها في الجلسة.