اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > من مدينة مُدمرة إلى مزدهرة.. الحويجة تستعيد عافيتها بعد 8 سنوات على تحررها من داعش

من مدينة مُدمرة إلى مزدهرة.. الحويجة تستعيد عافيتها بعد 8 سنوات على تحررها من داعش

نشر في: 30 مارس, 2024: 09:20 م

 ترجمة/ حامد أحمد

تحدثت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، عن مرحلة التعافي التي وصلت لها مختلف مرافق الحياة العامة في مدينة الحويجة من أسواق وطرقات ومدارس لاسيما مراكز الرعاية الصحية التي أشرفت عليها وذلك بعد تحررها من داعش، ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه المنظمة الدولية لتسليم مهام الرعاية لفرق من كوادر محلية بعد تلقيهم تدريب على مدى سنوات.

نرمين عباس، مديرة التطوير في منظمة أطباء بلا حدود في كركوك، تقول: "عندما وصلت للمرة الأولى الى الحويجة ومنطقة العباسي بعد الحرب كانت تبدو وكأنها مدن اشباح. أما اليوم فأنا أرى مدارس ومؤسسات رعاية صحية وأسواق وعودة الحياة بشكل عام الى طبيعتها. وهذا التغيير يجعلني سعيدة".

وتشير المنظمة الى ان أنشطتها في مدينة الحويجة كانت شمولية بحيث انها غطت أنشطة علاجات الأمراض المزمنة وإيلاء أهمية للرعاية الصحة العقلية والنفسية وتطوير الجانب الصحي وتثقيف المجتمع المحلي بمراعاة المخاطر الصحية في حياتهم العامة. وفي بلد يعاني من شحة بأطباء الأمراض النفسية، فقد تم التركيز على تدريب كوادر محلية ليتمكنوا من نقل هذه الخدمات لمجتمع عانى كثيرا من الصدمات والأزمات النفسية جراء المعارك.

وعلى طوال ثماني سنوات في الحويجة، عملت منظمة أطباء بلا حدود الدولية عن قرب مع سلطات الرعاية الصحية للمساعدة في استرجاع منافذ الحصول على خدمات صحية أساسية. وبالإضافة الى الرعاية الصحية فان المنظمة دعمت مديرية الصحة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية لمستشفى الحويجة العام مع تقديم دورات تدريب لكوادر محلية على تقديم الرعاية الصحية.

سيلا مرة، نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في كركوك، يقول: "بينما حان الوقت بالنسبة لنا لإنهاء أنشطتنا كمنظمة خدمات طوارئ ، فنحن نعتقد بانها ليست النهاية. عملنا هنا لم يكن ليتحقق بدون الجهود القيمة لفرقنا الذين هم من أبناء كركوك والحويجة نفسها. وبينما نغادر نحن على ثقة بالمهارات الرصينة التي ستبقى هنا بين الأهالي ومنظومة الرعاية الصحية . الأشخاص الذين تواصلنا معهم سيستمرون بمشاركة خبراتهم وعملهم الجاد مع مجتمعاتهم حتى بعد مغادرتنا."

اسو خليل، ممرضة من كركوك بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود في مخيم للنازحين منذ عام 2017، تقول أيضا: "انا فخورة بالعمل الذي قمت به مع المنظمة، وانا ممتنة لهم عبر الخبرة التي اكتسبتها ونقلتها لاشخاص ومرضى كانوا يمرون بظروف عصيبة. كونت علاقة عمل وطيدة مع الكوادر التي عملت هنا وهذه الجهود ستستمر. مرت بنا ظروف صعبة وظروف اخرى ميسرة ولكننا اليوم مقتنعين بما قدمناه من خدمة هنا."

هاشم عبد الله، احد أهالي الحويجة كان يعاني من مرض مزمن وبدأ يتلقى علاجا من منظمة أطباء بلا حدود منذ العام 2018 يذكر: "كنت ازور المركز الصحي للمنظمة منذ ان رجعت من المخيم . خدمات المنظمة المجانية ساعدتني وساعدت كثيرا من الأهالي في المنطقة للحفاظ على صحتهم بينما يقوموا بإعادة بناء حياتهم وبيوتهم من جديد."

الحويجة، قضاء غربي كركوك، كانت من بين المدن والمحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش علام 2014 .

وعبر الثلاث سنوات اللاحقة ترك آلاف الناس منازلهم من المدينة تاركين كل شيء وراءهم ، وازدادت محنة النزوح شدة مع بدء المعارك لاسترجاع المنطقة في عام 2017 .

مئات الألوف تم تهجيرهم من الحويجة ولجأوا الى مخيمات في كركوك ومحافظات قريبة أخرى. وكان دمار واسع قد لحق المنشآت الصحية في المدينة وبناها التحتية فضلا عن تعرضها للإهمال بعد ذلك.

وبينما نزح الناس من بيوتهم شكلت منظمة أطباء بلا حدود عيادات طبية متنقلة لتقديم خدمات طبية لنازحين من الحويجة في منطقة الدبس ، مع تأسيس وحدة رعاية أولية في مخيم داقوق حيث لجأ اليه نازحو الحويجة.

تقول المرضة آسو خليل "وصل الناس في حال يرثى لها من الناحية النفسية والبدنية . وكان الأكثر تضررا هم الأطفال وكبار السن بسبب فقدانهم الرعاية الصحية وقلة الغذاء قبل ان يتمكنوا من الهروب."

عندما انتهت المعارك لتحرير المنطقة، فإن جميع الخدمات الأساسية كانت غائبة عن منطقة الحويجة، واختارت منظمة أطباء بلا حدود منطقة العباسي لإقامة مركزها الصحي هناك.

سيلا مرة ، نائب مدير البعثة يقول "وصلت فرقنا أولا لمنطقة العباسي لتأسيس مركز رعاية صحية أولية مؤقت، حيث ان المركز الصحي في الحويجة قد تعرض لدمار، وبعد فترة قصيرة وسعنا انشطتنا وبدأنا بالعمل على تأسيس مركز رعاية صحية أساسي في مركز مدينة الحويجة."

وتشير المنظمة الى انه بعد مرور ثماني سنوات، فإن منطقة الحويجة تعافت على نحو كبير وملحوظ وأصبحت معالمها شاخصة في جميع مرافق الحياة.

احمد صديق، من أهالي الحويجة الذي فضل البقاء في المدينة بدلا من الذهاب لمخيمات نزوح، قال "الحويجة كانت منطقة دمار وكوارث خلال العام 2017 لم يكن لدينا غذاء كافي ولا يمكن وصف تلك الأيام من خلال الكلمات. أما اليوم فنحن في وضع افضل بكثير . ونحمد الله ان جميع مرافق الحياة عادت الى طبيعتها في المدينة."

اليوم أسواق الحويجة الشهيرة بمنتجاتها الزراعية رجعت الحياة لها وان البنى التحتية للمدينة افضل حالا.

وشهد نظام الرعاية الصحية في المنطقة تحسنا ملحوظا حيث عاد النشاط الحيوي لمستشفى الحويجة العام ومركزه الصحي الرئيسي فضلا عن استعادة اعمار مركز الرعاية الصحي في منطقة العباسي وعودة مزاولة الخدمة فيه.

عن: موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية
سياسية

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

بغداد/ تميم الحسنلتفادي انهيار الهدنة العسكرية بين الفصائل والقوات الامريكية في العراق، بدأت أطراف مقربة من الحكومة تسريب انباء عن قرب اعلان «موعد انسحاب قوات التحالف».وضربت يوم الخميس الماضي، سلسلة انفجارات قاعدة عسكرية جنوبي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram