964
في "مناوشة" ودودة، بين الرئيس العراقي السابق برهم صالح، وسفير بريطانيا، ستيف هيتشن، أتيح للمشاهدين متابعة سجال تاريخي وسياسي حول بغداد والسليمانية ولندن، تضمنت الكثير من "الإشارات والتنبيهات"، وضمنت ظهوراً نادراً للأكاديمي ورجل الدولة العراقي، مع الدبلوماسي الذي يصرّ على أن يقترب من الجمهور إلى درجة أن يطلق برنامجاً على السوشيال ميديا، يتحدى فيه أحمد البشير، وبلا هوادة، حيث أطلق الحلقة الرابعة منه.
برهم صالح: نعم فبعد أن بايعت السليمانية الشيخ محمود الحفيد ملكاً على كردستان، مطلع القرن الماضي، بدأت الخلافات مع الحكم البريطاني، فأرسلوا الجنرال فريزر من الموصل عام 1919 وحدث قتال بازيان ومناطق أخرى، وقصف سلاح الجو البريطاني مدينة السليمانية، وحتى الآن أتذكر في طفولتي وجود قنبلة (بريطانية) غير منفلقة في بيت جدي، بقيت في الحديقة. إنها هناك منذ ذلك الحين.
هذه المدينة سكنها البرزنجيون وكان منهم عميد الطريقة القادرية في التصوف ومنهم ينحدر الشيخ محمود الحفيد وهو الذي اعتقله الإنكليز ونفوه إلى الهند.
السفير هيتشن: لكن داخل كل صداقة طويلة هناك فترات من التوتر والانسجام. أليس كذلك؟
برهم صالح: في كل المناطق في العراق كان النظام يضطهد الناس، الذين هم بطبيعتهم نفس الكرم ولا يقبلون الضيم، وحتى عندما ثار الشيخ محمود على الإنكليز، كانت في العراق ثورة العشرين واقترنت هاتان الحالتان.
السفير هيتشن: دكتور برهم أنت تستدرجني إلى الجدل، التاريخ الجدلي!
برهم صالح: كلا، إنه العراق تاريخه حافل بهذا. العراق واقرأ ما يقوله ونستون تشرتشل عن ذلك، ولكن هذا التاريخ لنا أن نستفيد منه!
العراق يجب أن يكون جسراً في التكامل الإقليمي، ونقطة التوافق الإقليمي، لأن فوضى العراق مشكلة للجميع، ومن يتصور بأنه يستطيع التحكم بالعراق بالرغم من إرادة أهله فهو مخطئ. هذا بلد غير مطواع وغير قابل للتحكم به بهذا الأسلوب.
السفير هيتشن: هناك عبارة محلية سمعتها بالسليمانية عنك، وهي "برهم مثل مرهم على كشي يرهم.
برهم صالح: قد يقولها من يحبني، وكذلك من ينتقدني، وهذا وضع منصف، توليت إدارة هذه المنطقة لفترة وتلذذت بذلك!