TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صورة رافع العيساوي!!

العمود الثامن: صورة رافع العيساوي!!

نشر في: 8 إبريل, 2024: 12:47 ص

 علي حسين

في منتصف القرن العشرين كتب الفرنسي رولان بارت بحثاً عن الصورة وعلاقتها بالسياسة قائلاً: "هذه الصور ما هي إلا مجموعة من الإعلانات التي لا تحظى باحترام الجمهور"، وأعتذر لكم عن العودة إلى عالم الكتب والفلاسفة،

 

لكن ما ذا أفعل فقد تعلمت من أساتذه أجلاء أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو البحث في الكتب عن حكايات التاريخ وعبره، وتذكير الناس مرة ومرتين وثلاثاً بما يجري حولهم، ولهذا تجدني مضطراً لأكرر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات أصحاب الفخامة والمعالي.

قبل أيام امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي ومعها بعض الوكالات بصور للسيد رافع العيساوي يحضر مأدبة إفطار حضرها أيضا السيد نوري المالكي ، صور نشاهدها لسياسيين ظل الواحد منهم يطارد الآخر ، ثم بين لحظة وضحاها نجدهم يجلسون يتسامرون ، وكأن شيئاً لم يكن ، سيقول البعض يارجل ألا تفرح حين تجد الساسة متصالحين متوائمين فيما بينهم ، نعم ياسادة أفرح ، ولكن ماذا عن الصراع الذي استمر سنوات كان فيها رافع العيساوي مطارداً ، وكنا نقرأ المدونات حول جرائم رافع العيساوي وخرج علينا السيد نوري المالكي وجماعته وهم يهددون ويتوعدون كل من يتحدث عن براءة العيساوي ، لكننا اليوم اكتشفنا أن ما جرى كان فصلاً من تمثيلية دفع المواطن العراقي سوء إخراجها وكتابتها ..فلماذا الآن يصمت الذين صدعوا رؤوسنا بخطابات الوطنية ، ومطاردة العيساوي .. صمتوا وكأن شيئاً لم يكن .. هذه الفصول التمثيلية التي كبدت العراق عنفاً وقتالاً على الهوية، ومطاردات، تنتهي بلحظة واحدة حيث نكتشف أن الأمر لم يكن سوى معركة لكسر العظم بين السيد نوري المالكي وشركائه في الحكم، وكان منهم رافع العيساوي.

لعل موضوعي الأساسي في هذا المقال، ليس الدفاع عن رافع العيساوي ونصرته أنا شخصياً مع أي سياسة حكومية تحاسب المفسد والقاتل وتقتص منه عبر سياسة متكاملة واضحة ومدروسة، فهذا أمر جيد لكن غير الجيد،هو تلك الفردية التي أدار بها السيد المالكي شؤون البلاد في سنوات حكمه ، وقد كان يدعونا دوماً لأن نكون طرفاً في الحرب الضروس التي كانت تدور بينه وبين خصومه ودخول لعبة التجاذبات الطائفية التي يجيدها السياسيون ، ألم يكن من الأجدى والأفضل والأكثر احتراماً للناس إيقاف هذه الحملة مؤقتاً حتى تتضح الرؤية؟.. فليس من المعقول أبداً ما نشاهده في الفضائيات وعلى الصفحات الأولى.

لن يتحقق الاستقرار والازدهار إلا إذا تخلصنا من سياسيي الأزمات، الذين أثبتت التجربة أنهم جاؤوا لخدمة مصالحهم، فازدادوا ثراء فوق ثرائهم، ، فأساؤوا للتجربة السياسية الجديدة والتي لم يكتب لها النجاح للأسف.

المشكلة لم تكن في الصور، ولا في الشعارات التي يطلقها البعض، بل في الخداع، خداع الناس مرة ومرتين وعشراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram