أربيل/ سوزان طاهر

تشهد أسواق محافظات إقليم كردستان حراكاً غير مسبوق بالتزامن مع عيد الفطر المبارك، وذلك بعد قيام حكومة الإقليم بصرف راتبين في أقل من 10 أيام.

ومنذ أيام تشهد أسواق الإقليم اكتضاضاً بالمتبضعين وحركة بيع وشراء غير مسبوقة، حيث تفتح المحلات أبوابها حتى ساعات الفجر وقبيل آذان الفجر.

وقامت وزارة المالية بحكومة إقليم كردستان بصرف رواتب شهر آذار، وذلك بعد أيام من صرف رواتب شهر شباط، بعد التوصل لاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، أعلن عنه رئيس الحكومة مسرور بارزاني.

تعويض فترة الكساد

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي فرمان حسين إن، صرف راتبين في مدة قصيرة بعث برسالة إطمئنان للمواطن، وانعكس على حركة الأسواق، التي عوضت كساداً كبيراً خلال الأشهر الماضية.

ويضيف في حديثه لـ(المدى) أن "المواطن بالعادة عندما تحصل أزمة مالية يكتفي بالحاجات الأساسية من الطعام والشراب والدواء، ويستغني عن الحاجات الكمالية غير الضرورية".

وأضاف أن "أسواق الإقليم في الفترة الماضية أصيبت بالشلل التام، وتعرضت لخسائر كبيرة، وهناك  مراكز تجارية ومحلات اضطر أصحابها إلى غلقها، كونها أصبحت خارج الخدمة".

وبين أن "صرف الرواتب بشكل منتظم، والاتفاق بين بغداد وأربيل على حل المشكلة بشكل نهائي، أعاد الحياة لأسواق الإقليم، وشيئاً فشيئاً ستنتعش القطاعات المختلفة من أسواق الذهب والعقارات، والأجهزة الكهربائية ومعارض السيارات وغيرها".

كما أشار إلى أن، المواطن انتقل من الآن، من الحاجات الأساسية إلى الحاجات الكمالية، وهذا الأمر سينعكس على الحركة الاقتصادية بشكل عام، وستزيد من فرص العمل في المستقبل القريب.

وأعلن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني عن التوصل لاتفاق مع الحكومة الاتحادية، لحل أزمة رواتب الموظفين في الإقليم بشكل نهائي، من خلال مباحثات مطولة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وطوال الأشهر الماضية، كانت رواتب الموظفين في الإقليم تتأخر، بسبب عدم الاتفاق بين بغداد وأربيل، على حل المسألة وتبادل الاتهامات بين الطرفين، بخصوص عدم التزام كل طرف بالاتفاق المبرمة.

تشغيل الأيدي العاملة

ويقول آمانج خليل وهو صاحب محل لبيع الملابس في السليمانية بإن، الأسواق طوال الأشهر الماضية عانت من كساد غير مسبوق، وفكرت لأكثر من مرة بغلق محلي، والاتجاه لعمل آخر.

مؤكداً في حديثه لـ(المدى)، أن "كل الحياة في الإقليم متوقفة على رواتب الموظفين، فهم أصحاب أكبر سيولة مالية، فالراتب الذي يحصل عليه الموظف يتحول إلى السوق، من خلال شراء الطعام والشراب والملابس والأجهزة المختلفة".

وتابع أنه، خلال الأيام الماضية، استطاع أن يبيع ما عجز عن بيعه لمدة شهرين أو أكثر، لذلك قمت بالاستعانة بعمال اثنين للعمل معي طيلة فترة العيد، لكي استطيع تلبية طلبات الزبائن.

وهذا دليل، عودة الحياة والانتعاش إلى أسواق السليمانية والإقليم بشكل عام، بفضل الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على صرف رواتب الموظفين، ونأمل أن يستمر هذا الأمر، وأن لايدفع المواطن ضريبة أي خلافات بين الجانبين.

وتشهد مراكز التجميل والصالونات هي الأخرى حركة كبيرة، حيث تبقى هذه المراكز تفتح أبوابها حتى ساعات الفجر، ومن الصعوبة الحصول على حجز خلال هذه الأيام، بسبب الزخم الكبير من الزبائن.

وتشير لانا أحمد، وهي مواطنة من أهالي أربيل بأن، شعب إقليم كردستان يحب الحياة، ودائما ما يسعى للتغلب على الصعاب.

وتوضح في حديثها لـ (المدى) إلى أنه "مع صرف رواتب الموظفين، فقد عادت لنا الحياة مجدداً، وبدأنا بصرف رواتبنا للشراء والتحضير للعيد، وسنخرج للتنزه والاحتفال، بعد ضياع مناسبات عديدة علينا، بسبب الأزمة المالية، وقضية الرواتب".

نصف مليون سائح

كما أن، توافد السياج الكبير إلى الإقليم، مع توقعات بدخول أعداد كبيرة، ساهم بزيادة الحركة التجارية في أسواق كردستان.

ويقول المتحدث باسم هيئة السياحة في الإقليم إبراهيم عبد المجيد إنه "من المتوقع دخول أكثر من نصف مليون سائح إلى إقليم كردستان، طيلة أيام عيد الفطر المبارك".

لافتاً في حديثه لـ (المدى) إلى أنه "وفرنا كل احتياجات السياح، ونراقب بشدة أي عمليات استغلال ورفع الأسعار، ونحاول توفير كل سبل الراحة، والإرشادات التي يحتاجها السياح للذهاب إلى المناطق السياحية".

كما أن، الأجهزة الأمنية ستقوم بتسهيل مهمة دخول هذه الأعداد الكبيرة، وهناك اجتماع للإدارة المحلية مع الأجهزة الأمنية بهذا الخصوص.