اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > مواطنون يشكون المصارف وخبير مصرفي يؤكد: العراقيون عبيد للقروض

مواطنون يشكون المصارف وخبير مصرفي يؤكد: العراقيون عبيد للقروض

نشر في: 13 إبريل, 2024: 09:55 م

المدى/ ذو الفقار يوسف

يستشيط المواطن علي محمد غضبا كلما تعلق الامر بمرتبه، وبالرغم من ان راتبه الشهري بحدود المليون دينار عراقي، الا ان نصفه قد استقطع بسبب استلامه قرضا من احد المصارف، لم يكن هذا وحده من يغضب علي، ففائدة القرض تطيل من إمكانية تسديده للمبلغ، فحسب قوله متى سأتخلص من هذا "الاستعباد"؟.

منحة المحنة

مواطنون انتقدوا سياسات المصارف العراقية الحكومية والأهلية واتهموها بالتلاعب بحياتهم من خلال الفوائد المترتبة على القروض والتي اعتبروها لا تساعد في تحقيق الغرض، في حين وصف مختصون اقتصاديون آلية منح السلف والقروض في العراق بأنها "الأسوأ" بين دول العالم.

العديد من المصارف الحكومية والأهلية في البلد تتنافس بوحشية على منح القروض واطلاق تعليماتها بدون دراسة مستفيضة تحقق جدوى هذه القروض لتكون في خدمة المواطن، فيما اكد مختصون ان الخدمات التي توفرها المصارف تبتعد عن تسميتها بشكل تام، لانها تكون محنة للمواطن وخصوصا من ذوي الدخل المحدود.

مراقبة توازن

مصرف الرافدين بدوره وضع قرار الحكومة نصب عينه ليغير نمط خدماته في جانب فوائد القروض، حيث في بيان تلقته (المدى)، انه "اعتماد أسلوب الفائدة المتناقصة على كافة القروض للأفراد والمؤسسات منذ بداية ٢٠٢٤ بدلا من الاسلوب الثابت للفائدة الذي كان معمولا به سابقا". مشيرا الى، ان "ذلك في اجراء يهدف الى ضمان تقديم افضل الخدمات لجميع شرائح المجتمع".

اما اللجنة المالية النيابية فتحاول بين الحين والآخر استضافة المسؤولين في البنك المركزي والمدراء العامين في المصارف لمناقشة آلية منح القروض والفوائد ومدة التسديد على ان تكون فوائد متناقصة.

عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى الكرعاوي وضح، بأن "الإجراءات التي تتخذ بمراقبة عمل المصارف هي حكومية وليست نيابية باعتبار أن المصارف يكون ارتباطها بالبنك المركزي ماليا وبوزارة المالية إداريا وبالتالي السياسة النقدية ترسمها الحكومة". مشيرا الى، انه "نحن نطرح ان يكون هناك توازن في تقديم الخدمات للمواطنين وفي نفس الوقت تطوير المصارف البقية باعتبارها قطاع مصرفي مهم كلما تطور اعطى قوة للاقتصاد المصرفي في البلد". ويدعو الكرعاوي، ان "لا يكون هناك ابتزاز او ضغط على المواطن فيما يخص تقديم الخدمات".

سياسة نقدية

فيما أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح في حديث صحفي تابعته (المدى)، ان "القرار الذي وجه فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الخاص بإعادة النظر باحتساب فوائد القروض، يصب في مصلحة المواطن المقترض مباشرة ولاسيما من المصارف الحكومية، ذلك بإعادة احتساب الفائدة السنوية التي كانت تتقاضاها المصارف على كامل مبلغ القرض الممنوح الى المواطن المقترض الى حين تاريخ تسديده كاملاً".

وأضاف أن "القرار يسري على أرصدة القروض غير المسددة، وهو توجيه مهم سيخفف من أعباء الفائدة التي تفرض على كامل المبلغ المسدد وغير المسدد لغاية تاريخ التسديد النهائي لكامل القرض كما كان يجرى في السابق"، مبيناً أن "الأسلوب الثابت في استيفاء فوائد القروض (أي الأسلوب التراكمي) يستبطن مضاعفات غير محسوسة في استيفاء معدل الفائدة نفسه، وبشكل مكرر بسبب طريقة الحساب التي كانت معتمدة بموجب الممارسات المصرفية التي كانت سائدة". وأشار صالح الى أنه "ابتداءً من العام الحالي تغيرت طرق احتساب الفائدة السنوية على القروض المصرفية، لاسيما الحكومية الممنوحة للمواطنين لتصبح كلفة القرض بأقل ما يمكن عند احتساب الفائدة التي تعاقد عليها صاحب القرض مع المصرف عند منحه القرض"، مؤكداً أن "هذا القرار يسري على الجهاز المصرفي العراقي كله من دون استثناء، والقروض الممنوحة جميعاً بما في ذلك قروض الإسكان".

بينما قال الخبير المصرفي سيف الحلفي، إن "فوائد القروض والسلف بالنسبة لدخل المواطن العراقي تعتبر كبيرة جدا، لكن المشكلة انها تعتمد على سياسة البنك المركزي العراقي لأنه وحسب سياسته المعمول بها الان انه يريد بذلك سحب السيولة النقدية الموجودة لدى المواطنين ويعيدها للحاضنات المصرفية". منوها الى، ان "حجم الكتلة النقدية التي تطبعها الحكومة هي 110 تريليون دينار عراقي 60-70% منها موجود في منازل المواطنين". مستدركا بحديثه، بأن "هذه الظاهرة غير صحية فهي تعرض الكتلة النقدية للتلف نتيجة الاستخدام اليومي والتمزيق ويكلف الدولة ثمنا كبيرا مقابل طباعتها مجددا، وكلما تتم طباعتها بمطابع عالمية رصينة كلما تتم زيادة تكلفتها، وكلما تطبع في مطابع سيادية متوسطة الرصانة تكون بذلك معرضة للتزوير لهذا فان البنك المركزي يحاول ان يطبع بأرقى المطابع".

حلول

يضيف الحلي في حديث لـ(المدى)، ان "عملية تداول العملة العراقية اليومي عن طريق عملية (اليد بيد) تعرض هذه الكتلة النقدية للتمزيق والتلف لهذا فان البنك المركزي يحاول ان يرفع سعر الفائدة حتى يقوم بسحب التضخم والذي هو عبارة عن كتلة نقدية موجودة في منازل المواطنين ويعيدها للمصارف". مؤكدا، ان "الفائدة تعتمد على نسبة وتناسب وفق تقديرات البنك المركزي وهو الحكم في هذا الموضوع فهو يعرف كمية نسبة التضخم والسياسات النقدية التي يجب عليها التعامل بها لكي ينجح بسحب الكتلة النقدية لدى المواطنين".

يتابع الخبير المصرفي، ان "نسب الفائدة ستتغير نتيجة التوجه نحو استخدام بطاقات الدفع الالكتروني، لكونها ظاهرة مهمة جدا، فضلا عن زيادة الوعي لدى المواطنين، اذ ان نظام الدفع الالكتروني يستخدم بكل الدول فلماذا علينا ان لا نجاري الدول البقية بهذا الجانب التقني، اذ ان هذا الامر يحل مشكلتين الاولى هي سحب الكتل النقدية من المواطنين والثانية تقليل نسب الفائدة المفروضة على المواطنين من قبل المصارف، اذ انه كلما انخفضت نسبة التضخم انخفضت معها نسب الفائدة". ويكمل، انه "حسب الدراسات المتفاوتة بين وزارة التخطيط والبنك المركزي ومعاهد الدراسات الستراتيجية الموجودة في لندن وفي سويسرا وامريكا تحدد متوسط راتب دخل المواطن العراقي بقيمة 500 دولار امريكي، وهذه القيمة امام نسبة الفوائد المرتفعة تعتبر متهالكة على المواطن العراقي وبالتالي يصبح "عبدا" لحين تسديد القرض وفائدته، فهو بحاجة الى المال لشراء مستلزماته الحياتية فضلا عن ايجاد السكن له والمشاريع". مشيرا الى، ان "اعتقد بان البنك المركزي في المستقبل سوف يقوم بتعديل نوعية القروض والفوائد، فالقروض الاستهلاكية من اجل شراء السيارات وغيرها تكون فوائدها عالية، لكن القروض الانتاجية مثل شراء سيارة (الحمل والاجرة) لإدامة مشاريع انتاجية صغيرة ومتوسطة وذلك ليكون المشروع منتجا ومربحا". يذكر ان السوداني وجه وزارة المالية والبنك المركزي العراقي والمصارف الحكومية والأهلية في وقت سابق بإعادة النظر في احتساب الفوائد المدفوعة على القروض الممنوحة للمواطنين باستعمال أسلوب الفائدة البسيطة التناقصية بدلاً من الأسلوب التراكمي الذي يحمل المقترضين أعباء تثقل من كاهلهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

انزعاج داخل
سياسية

انزعاج داخل "الإطار".. القوات الأمريكية ستبقى لوقت أطول وتحذر من عودة "داعش"

بغداد/ تميم الحسنيتعرض الاتفاق الضمني بين الحكومة والفصائل على خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية، إلى هزات عنيفة بسبب معلومات عن احتمال "تعطل" انسحاب قوات التحالف لوقت طويل.وأول أمس، ضربت لأول مرة منذ نحو 5...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram