 واسط / جبار بچاي

يحاول العراق الاستفادة من مياه الأمطار والسيول واستثمارها كخزين مائي يسهم في تلافي جفاف المسطحات والبحيرات المائية، وبحسب الخبير المائي علي حسين حاجم فأن "منخفض الشويجة في محافظة واسط لا يمكنه الاحتفاظ بخزينه المائي خلال فصل الصيف".

ويقول علي حسين حاجم، خلال حديث لـ(المدى)، إن "السيول التي تجمعت في منخفض الشويجة شرقي الكوت نتيجة غزارة الأمطار الأخيرة لا يمكن الاحتفاظ بها كخزين مائي للصيف القادم لأنها لا تزال دون الطاقة الخزنية وفي نفس الوقت تحمل ملوثات كلسية بنسبة عالية".

ويردف، أن "هناك نسبة جيدة من مياه السيول تجمعت في منخفض الشويجة ( 12 كم شرقي الكوت ) نتيجة غزارة الامطار الأخيرة وتدفق سيول بنسب متفاوتة من الاراضي الايرانية تبعاً لغزارة المطر هناك".

ويكمل الخبير المائي، أن "معظم المياه المتجمعة في منخفض الشويجة هي من الأمطار المتساقطة في محيطها مع كميات من كلال بدرة وكلال ترسخ وباقي المنحدرات التي تتدفق فيها تلك السيول والتي جلبت معها ملوثات كلسية من الهلال الكلسي في مناطق الشريط الحدودي".

ويتابع، أنه "لا يمكن للمياه الواردة والأمطار المتجمعة في الشويجة تحقيق عمق يصل لـ ( 2 ) متر وبالتالي ستتبخر صيفا عملاً بمعاير السدود ودراسات التبخر المدروسة والمدققة عملياً".

ويوضح، أن "بقاء كمية كبيرة من المياه في الشويجة لحين فصل الصيف سوف يزيد التراكيز الملحية فيها وبالتالي تكون عديمة الفائدة للزراعة وباقي الاستخدامات الأخرى إضافة إلى ذلك فأنها ستتناقص كثيراً نتيجة الحرارة العالية والتبخر".

وعن سبب عدم إمكانية الشويجة بالاحتفاظ بمياهه، يوضح الخبير البيئي، أنه "يتم تحويل مياه الشويجة خلال موسم الربيع وقبل ارتفاع درجات الحرارة الى نهر دجلة من خلال ناظم أم الجري ويكون هذا الإجراء بالتناغم مع إطلاقات مؤخر سدة الكوت، إذ يتم اقتطاع كمية من مياه ميسان من مؤخر السدة تكافئ المجهز من الشويجة عبر ناظم أم الجري وبالتنسيق مع منظومة السدود المركزية".

ويبين ، أن "هذه العملية تحقق وفرة مائية إلى محافظة ميسان مع تحقيق خزن للمياه في سدود الأعالي حتى وأن كان أقل من إطلاقات مهرب أم الجري الى نهر دجلة".

ويستطرد حاجم، أنه "من الخطأ توصيف الشويجة على أنها هور، إنما هي منخفض طبيعي أوجدته طبيعة الأرض هناك والتي ترتفع كلما اتجهنا الى الحدود الشرقية ما يؤدي الى جريان مياه الامطار من المناطق المرتفعة شرقاً الى أرض الشويجة المنخفضة لتتجمع فيها ويتم التحكم بها والسيطرة على كمياتها من خلال تصريفها الى نهر دجلة".

ويدعو الخبير البيئي، إلى "أهمية عمل سدود حصاد للمياه على الوديان المغذية للشويجة قبل دخولها المناطق الملحية وعرضها للتلوث وهذا يحقق فائدة كبيرة منها للري التكميلي في المنطقة الشرقية وتعزيز المياه الجوفية وتقليل ضائعات الامتصاص والتبخر".

يذكر أن منخفض الشويجة يعد بمثابة سد مانع يحمي مدينة الكوت من خطر السيول الايرانية، ويشغل مساحة 600 كم مربع ويمتد من الحدود الادارية بين محافظتي واسط وديالى شمالاً حتى مهرب الجباب شمال مدينة شيخ سعد، وبلغت أعلى طاقة خزنية وصلت لها الشويجة في آذار 1994 إذ بلغ حجم الخزين المائي فيها 390 مليون متر مكعب ويمكن أن تحقق خزين أعلى من إذا تم تدعيم سدادها مع وفرة في الواردات المائية.

ويشار إلى أن "الشويجة تحيطها سدة تربية عريضة يطلق عليها السدة الوترية، غالباً ما تحصل فيها عمليات صيانة وتأهيل وتحصينات تسبق موسم هطول الأمطار سنوياً وترتبط تلك السدة مع سداد الشماشير التي تمتد من أطراف ناحية شيخ سعد الشمالية حتى علي الغربي في محافظة ميسان والتي تهدف لحماية الطريق العام كوت ميسان، ويشطر الشويجة الطريق المار من الكوت الى مهران مروراً بمدينتي جصان وبدرة، وكلما ارتفعت مناسيب السيول في منخفض الشويجة وأصبحت تشكل خطراً على مدينة الكوت يتم تمريرها الى نهر دجلة عن طريق مهرب النشامى ومهرب أم الجري".