 ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، ذي بيلار The PILLAR ، الاخباري الكاثوليكي عودة بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو الى مقره السابق في بغداد الذي غادره الى أربيل في تموز 2023.

وذكر ان هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لسبب عودته تتمثل بدعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني له أو محاولة حصوله على دعم جماهيري لاستعادة المرسوم الجمهوري الذي تم الغاؤه أو بسبب انتقادات من مؤسسة الحريات الدينية في الولايات المتحدة بخصوصه، وبغض النظر عن هذه السيناريوهات يشير التقرير الى انه في الرابع من تموز المقبل سيبلغ 75 سنة من عمره الامر الذي من المتوقع فيه ان يعرض استقالته للبابا فرانسيس الذي قد يوافق عليها او يقرر بقاءه في منصبه.
وذكر التقرير انه بعد ان غادر الكاردينال ساكو، 74 عاما، العاصمة بغداد في تموز 2023 قد أوضح بانه لن يرجع حتى يعيد رئيس الجمهورية عبد الطيف رشيد المرسوم الجمهوري المدني الذي يقر بان ساكو هو رئيس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وهو المسؤول عن اوقافها.
وكان المرسوم قد صدر في العام 2013 بتنصيب ساكو رئيسا للكنيسة الشرقية التي يتبعها اكثر من نصف مليون عضو في اكثر من ستة بلدان.
وكانت حجة الرئاسة العراقية في ذلك هي ان المرسوم لم يستند على أسس قانونية او دستورية، مؤكدة بان سحب المرسوم لا يمس المكانة الدينية او القانونية للكاردينال ساكو.
وكتب ساكو في رسالة الى رئيس الجمهورية في آب 2023 يعبر عن رفضه لهذا القرار قائلا "سأبقى في أربيل حتى نهاية دورتك، وسأبحث مع الرئيس الجديد لاصدار مرسوم رسمي يستمر بالتقليد الذي اعتدنا عليه منذ 14 قرنا مضت".
ويذكر التقرير انه ربما يكون السبب الأول لعودته هو انه تلقى دعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ويتضح ذلك من البيانات الرسمية الصادرة من الموقع الرسمي للكاردينال عقب عودته ووصوله الى بغداد في 10 نيسان الحالي حيث بينت انه تم استقباله في المطار من قبل ممثل عن رئيس الوزراء، ومن ثم قام ساكو بزيارة ودية للسوداني بتاريخ 11 نيسان بعد يوم من رجوعه الى بغداد.
وقدم ساكو في قداس له في كنيسة مار جوزيف شكره لرئيس الوزراء على دعوته المشجعة للرجوع الى بغداد وعلى تعهده بحل القضايا ذات العلاقة واسترجاع هيبة الكنيسة الكلدانية.
اما السيناريو الثاني لسبب عودته هو ان ساكو كان قد غادر بغداد مع الهدف بتحشيد الدعم له من اجل استرجاع المرسوم الجمهوري، وكان يأمل في ان الجمهور المسيحي والسلطات ستلتف حوله وتنتصر له.
ولكن المشككين بهذا السيناريو يقولون انه لم يتلق ذلك الدعم الذي يطمح له ولا حتى ضمن الكنيسة او خارجها . ولهذا فانه كان بعيدا عن جماهيره لمدة تسعة اشهر في أربيل وانه حان الوقت للرجوع اليهم.
في حين يرجح السيناريو الثالث ان عودة ساكو كانت لها علاقة بموعد اللقاء المرتقب الذي حدث بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأميركي جو بايدن بتاريخ 15 نيسان في واشنطن، حيث كان وضع الكاردينال تحت المجهر الأميركي منذ سحب المرسوم الخاص بمنصبه.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد ذكر في بيان له في تموز 2023 ، بان "الحكومة الأميركية قلقة من المضايقات التي تعرض لها الكاردينال ساكو وقلقة من الاخبار التي تشير الى انه غادر بغداد".
في حين ذكر محامو مؤسسة الحريات الدينية ان مأزق ساكو لم ينس في واشنطن.
بغض النظر عن الأسباب المتوقعة لعودة الكاردينال الى بغداد الاسبوع الماضي، فان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية تقترب مسرعة من نقطة مفترق طرق .
ففي 4 تموز المقبل يصبح عمر ساكو 75 عاما وهو عمر اعتاد عليه الأساقفة بان يحالوا للتقاعد. ومن المتوقع ان يعرض استقالته للبابا فرانسيس، الذي أما ان يوافق عليها أو ان يطلب منه البقاء في منصبه.
واذا تمت الموافقة على استقالته فإن مجمع الكنيسة الكلدانية سيجتمع لانتخاب خليفة ، وان اختيارهم سيعرض على البابا للمصادقة عليه.
وليست هناك شحة في مرشحين محتملين في العراق او في المهجر من الكنيسة الكلدانية ، وقد يكون التركيز على 10 أساقفة في الكنيسة الشرقية بضمنهم مطران كنيسة أربيل الاسقف بشار وردة الذي له علاقات بالكنيسة الكاثوليكية الغربية، ولكن بعمر 54 قد يعتبر اصغر بكثير عن المنصب. وربما بالطبع قد يقرر البابا بان الوقت غير مناسب الآن لإحداث تغيير في رئاسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية.
عن: موقع ذي بيلار