TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > مساعي الإطار لاستمالة الصدر بعد عطلة الغدير تتأرجح

مساعي الإطار لاستمالة الصدر بعد عطلة الغدير تتأرجح

نشر في: 26 مايو, 2024: 11:41 م

مؤشرات على عودة قريبة لزعيم التيار.. هل يتحالف مع المالكي؟

 

 بغداد/ تميم الحسن

تنفي اوساط التيار الصدري، نية زعيم التيار مقتدى الصدر، التصالح مع خصومه الشيعة في الإطار التنسيقي بعد اقرار عطلة عيد الغدير،

والتي كانت مقترحة من الصدر. وتشير اكثـر المعلومات الى ان الصدر يقترب من التراجع عن اعتزاله قريبا، وقد يكون في الشهر نفسه الذي اعلن فيه ترك السياسة قبل عامين.

وحاول "الاطار" في الشهرين الماضيين التقرب من الصدر من خلال تمرير قوانين في البرلمان، حشد اليها زعيم التيار، رغم انها اثارت جدلا في الداخل والخارج.

وقبل ايام كان انصار الصدر قد اشتبكوا في شرقي بغداد، بالاسلحة الثقيلة مع عناصر تابعين لحركة مسلحة وسياسية داخل التحالف الشيعي، وهم انصار الله الاوفياء، بسبب تعليق على "فيسبوك" اعتبر مسيئا لوالد الصدر، المرجع الديني محمد صادق الصدر.

وكان اخر لقاء جمع زعيم التيار مع اطراف الاطار التنسيقي نهاية 2021، بعد ايام من الانتخابات التشريعية التي شهدت تقدم كتلة الصدر، قبل ان يعتزل السياسة في صيف 2022.

ومنذ شهر رمضان الماضي (آذار) زاد ظهور الصدر العلني، حيث يتجول في الاسواق، ويزور المرجع الاعلى في النجف علي السيستاني، وينظم حملات لإغاثة غزة.

وبعد اللقاء النادر، حيث يرفض المرجع استقبال سياسيين منذ سنوات، وجه الصدر الكتلة النيابية المستقيلة بالتواصل مع الجمهور، في خطوة فسرت بأنها عودة تدريجية للتيار الى السياسة.

وبعد ساعات من التوجيه الجديد، اجتمعت "الكتلة المستقيلة" لتشكيل لجان التواصل مع القواعد الشعبية، بحسب بيان اعلام التيار.

وطلب زعيم التيار تشكيل 5 لجان مركزية، بينها لجنة الكتلة الصدرية المستقيلة برئاسة حسن العذاري، لتقوم بمهام "تثقيفية" و"دينية".

وبعد ذلك بأيام أعلن الصدر تبنيه اسم "التيار الوطني الشيعي" بدلا عن التيار الصدري.

ودعم الصدر في تلك الفترة تعديل قانون "البغاء" واضافة "عيد الغدير" الى قائمة العطل الرسمية، وشكر مؤخرا، القوى السياسية، واغلبها كانت من "الإطار" بسبب القانون الاخير.

وتقول أوساط مقربة من الصدر في حديث مع (المدى) ان "زعيم التيار لا ينوي التصالح في الوقت الحالي مع اغلب الاطراف الاطارية او المشاركة معهم".

وقرأت بعض التحليلات ان تمرير البرلمان تلك القوانين، ربما سيساعد على تصفية الخلافات بين الطرفين.

وقبل اسبوعين، كان الصدر قد هاجم مجددا الحكومة والإطار التنسيقي، ووصفهم في إشارة ضمنية بأنهم "فاسدون"، خلال خطاب جماهيري امام انصاره في النجف بمناسبة ذكرى مقتل والده وأشقائه عام 1999. وحرص على ما يبدو نوري المالكي، زعيم دولة القانون، على تمرير قانون العطل الذي يتضمن عيد الغدير، للتقرب من زعيم التيار، حيث يخطط الاخير الى التحالف مع الصدر.

غالب الدعمي، أستاذ الاعلام في جامعة أهل البيت، يخالف توقعات بقاء الصدر منعزلا، ويقول في اتصال مع (المدى) ان "تحالف الصدر مع القوى التقليدية أمر وارد".

ويضيف الدعمي "في الدورة الحالية التي انسحب منها زعيم التيار، كان قد وجه دعوات للمالكي، وقوى شيعية اخرى، ومستقلين للالتحاق به لتشكيل حكومة اغلبية، لكن في حينها لم يتوافق أحد معه".

يصر المالكي على ان زعيم التيار سيعلن قريبا العودة الى السياسة، وقال في حوار تلفزيوني في وقت سابق ، بان لديه معلومات ان "التيار يحضر للانتخابات المقبلة".

وينوي المالكي، بحسب بعض التسريبات ان يتحالف مع الصدر للاطاحة بأي امل لرئيس الوزراء الحالي محمد السوداني، بولاية ثانية، بسبب خلافات سابقة بين الطرفين على إثر انشقاق الاخير من حزب الدعوة في احتجاجات تشرين 2019.

كما ترجح تلك التسريبات، بالمقابل ان زعيم التيار قد يبدأ في آب المقبل، بالذكرى السنوية الثانية لاعلان اعتزاله، أول خطوات العودة الى المشهد السياسي تمهيدا للانتخابات المقبلة.

وكان إعلان الصدر الاعتزال التام عن السياسة قد جرى بعد اشتباكات في داخل المنطقة الخضراء، بعد نحو شهر من اقتحام انصار زعيم التيار البرلمان والاعتصام داخله.

وبدأت التوقعات بمصالحة بين الصدر وخصومه الشيعة، بعد اقرار قانون العطل. وقال زعيم التيار في تغريدة موجها كلامه الى البرلمان: "مشكورين على (عطلة يوم الغدير) عيد الله الأكبر عطلة عراقية وطنية".

وقبل أيام من جلسة التصويت، وجّه الصدر رسالة شديدة اللهجة للنواب الشيعة في البرلمان، قائلاً: "إذا صوّت أعضاء البرلمان على هذا، فسأقدم لهم الشكر، وإن لم يصوّتوا فسيكون النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والإمام علي خصميهم، بسنتهم وشيعتهم".

وكانت العطلة قد مررت بوجود التحالف الشيعي لوحده تقريبا، حيث قاطع السُنة والكرد، بحسب نواب، الجلسة بسبب اعتراضات سابقة.

في غضون ذلك يرى محمد نعناع، الباحث في الشأن السياسي بان التطورات الاخيرة لن تحقق "وساطات أو تقارب بين الصدر والإطار التنسيقي".

ووصف نعناع ما يجري خاصة بعد إقرار "عطلة الغدير" في اتصال مع (المدى) بأنها "مغازلة للصدر"، مشيرا الى ان زعيم التيار لا يمكن ان يتراجع عن "رأيه السابق بالإطار التنسيقي".

ويشير الباحث في الشأن السياسي الى ان "قبول الصدر بمشاركة القوى الشيعية، وهو لم يشارك معها حتى الان، سيؤدي لفشل مشروعه".

وخلال العامين الاخيرين، رفض الصدر عدة وساطات من قوى الاطار التنسيقي، اخرى من المالكي كانت متعلقة بتعديل قانون الانتخابات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع مقاعد البرلمان؟

خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع مقاعد البرلمان؟

بغداد/ حسين حاتم من المتوقع أن تغير نتائج التعداد السكاني من التمثيل السياسي والنيابي في العراق، إذ حددت المادة (49 أولاً) من الدستور العراقي، عدد النواب بمعدل نائب واحد لكل (100 ألف نسمة)، وزيادة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram