علي حسين
في العراق هناك ظواهر عجيبة وغريبة أبرزها ظاهرة النائب " الملاكم " ، وأعني به النائب الذي لا يتوقف عن استخدام يديه وصوته ، ما إن يختلف مع زميل له داخل قبة البرلمان حتى تجده يتحول إلى محمد علي كلاي ،
وفي الوقت نفسه ما إن تضع أمامه المايكرفون تجده يقول كل ما يخطر على بال المشاهد ، وما لا يخطر أيضاً ، والغريب أنّ هذا النائب له راتب يتقاضاه من الدولة التي يستنكف الانتماء لها وامتيازات ومقاولات وعقود ، وله قضية تشغله دائماً وأعني بها مسألة الانتصار على الآخر سواء بنزال ملاكمة كما فعل " العلامة أحمد الجبوري أبو مازن ، أو في استخدام القندرة مثلما قررت ذات يوم البروفيسورة عالية نصيف ، مع الاعتذار للمفردة ، فيما وجدت حنان الفتلاوي أن استخدام قناني الماء في ضرب المختلفين معها أرقى وأنفع .
ولهذا لا أعتقد أيها السادة أنّ هناك من يصاب بالملل، وهو يتابع أخبار نوابنا الأعزاء، المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في دهشة وألم وقلق، ويعتقد مثلما تحاول بعض الفضائيات إيهامه، بأنّ هناك مؤامرة على العملية السياسية، ونحن نتفق معهم،نعم هناك مؤامرة، لكنها هذه المرة ليست على العراق وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي يصحو كل يوم على أخبار مضحكة من عيّنة معركة الهمام أبو مازن مع نائب من حركة تقدم ، والتي انتهت بقرار ثوري اتخذه الرفيق أبو مازن بأن يخوض نزال القرن مع النائب هيبت الحلبوسي .
برع نوابنا، بإقامة حلبات الملاكمة داخل قبة البرلمان ، وبث الخطاب الطائفي في القضائيات كل صباح، ونقرأ مطولات غزل بدول الجوار ، لكن لا أحد يريد أن يعرف مجموع ما شرِّد من العراقيين، ومجموع ما قُتل على الهوية، ومجموع ما نهب من ثروات البلاد.
وأنا أشاهد نزال أحمد الجبوري " أبو مازن " تذكرت الفتى الأسمر محمد علي كلاي الذي قال قبل أيام من رحيله: "أرجو أن يتذكروا بأنني الرجل الذي لم يبع شعبه أبداً، الرجل الذي كان لا ينظر إلى الأسفل خجلًا أمام أولئك الذين ينظرون إليه بتعالٍ، وإذا كان ذلك كثيراً عليّ، فليتذكروا أنني كنتُ إنساناً " .
محمد علي كلاي الذي رفض أداء الخدمة العسكرية في فيتنام، قائلاً للقضاة: "إنّ ضميري لا يسمح لي بأن أُطلق النار على إخوة لي في الإنسانية". الناشط المدني الذي لم يسعَ للارتزاق من الاحتجاجات مثلما فعل الكثير من ناشطينا "الأجلاء"، ولم يساوم على مبادئه من أجل صورة مع مسؤول، الذي قال لمارتن لوثر كينغ يوماً: "لقد سئِمَت الناس من الشعارات، يجب أن نذكّرهم بالأحلام التي ستتحقق".. والحمد لله تحققت احلامنا في هذه البلاد مع الملاكم " ابو مازن " .
جميع التعليقات 1
Khalid muftin
منذ 6 شهور
اين كان الجبوري من داعش الذي استباح مدنهم .( اسد على وفي الحروب نعامة).؟؟؟