خاص/المدى
تمثل مدينة الحبانية السياحية في محافظة الأنبار من أهم الموارد الاقتصادية للبلاد في حال تم استثمارها وإعادة تطويرها بعد الخراب الذي أصاب أغلب مفاصلها الترفيهية وبنيتها التحتية.
ويرى خبراء أن "تطوير مدينة الحبانية السياحية يتطلب تخطيطًا ستراتيجيًا يشمل تحسين البنية التحتية، وتسويق المدينة على المستوى الدولي، وتوفير خدمات عالية الجودة للسياح، هكذا يمكن تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرجوة".
فيما دعا ناشطون، إلى "أهمية الإلتزام الحكومي بوعود تطوير مدينة الحبانية السياحية لتحقيق نهضة اقتصادية وثقافية في الأنبار، وأن لا يبقى المشروع حبر على ورق كما هو الحال مع كل حقبة حكومية تشهدها المحافظة".
ويقول الخبير الاقتصادي، عمر أحمد، خلال حديث لـ(المدى)، إن "مدينة الحبانية تعد من الوجهات السياحية المهمة بفضل موقعها الجغرافي المميز ومواردها الطبيعية، وتحسين وتأهيل هذه المدينة يحمل أهمية كبيرة لمحافظة الأنبار"، مشيراً إلى أن "تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية في الحبانية يمكن أن يجذب عددًا أكبر من السياح، ما يساهم في زيادة الإيرادات وتحفيز الاقتصاد المحلي، السياحة تولد فرص عمل جديدة وتدعم القطاعات الأخرى مثل التجارة والخدمات".
ويردف، أن "الحبانية تملك تراثًا ثقافيًا وتاريخيًا يمكن استغلاله لتعزيز الهوية الوطنية والعالمية للعراق، وتأهيل المدينة يساعد في الحفاظ على هذا التراث وتقديمه للسياح بصورة مشرفة".
ويكمل أحمد، أنه "يفترض الاستفادة من الموارد الطبيعية، لأن الحبانية تمتلك بحيرة ومناطق طبيعية خلابة يمكن أن تكون وجهة مثالية للأنشطة الترفيهية والرياضية، وتحسين هذه المناطق يرفع من جاذبيتها ويسهم في الحفاظ على البيئة".
ويؤكد أن "تطوير المدينة السياحية يوفر خدمات أفضل للسكان مثل الطرق، الكهرباء، والمياه، ما يعزز من مستوى المعيشة ويرفع من جودة الحياة"، لافتاً إلى أن "السياحة تُعتبر وسيلة لتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي وقتٍ سابق، أعلن قائممقام مدينة الحبانية بمحافظة الأنبار علي داوود سلمان، عن خطط لتطوير مدينة الحبانية السياحية عبر الاستثمار، فيما أشار إلى أن "الخطط تتضمن توسيع المدينة السياحية وبناء منازل وتأهيل الفندق".
يذكر أن مدينة الحبانية السياحية، كانت ضمن قائمة الوجهات الترفيهية التي تروج لها الشركات السياحية العاملة في العراق. لكن المنتجع الكبير في المدينة ليس جديداً، إذ جرى افتتاحه عام 1979، مستغلاً بحيرة الحبانية التي أنشئت عام 1956 بصفتها مشروعاً يمنع فيضان نهر الفرات، وصنفت المدينة بين أفضل منتجعات الشرق الأوسط، لما تمتعت به من خدمات متنوعة توفر للزائر متعة الاستجمام والترفيه.
الظروف التي مرت بها البلاد، أثرت سلباً على جميع المنشآت السياحية، وكان تأثيرها الأكبر على موقع مدينة الحبانية السياحية في الأنبار، غربي البلاد، إذ اتخذتها القوات الأميركية (2003 -2011) مقراً لها، ما ساهم في إهمالها، ثم تحولت إلى مخيم للنازحين عقب سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق بالعراق من بينها الأنبار بين عامي 2014 و2017. تلك الأسباب كانت وراء خراب كبير حل بهذا المنتجع.
يشار إلى أن "هيئة الاستثمار العراقية طرحت خلال السنوات الماضية، مشروع المدينة السياحية على المستثمرين لتطويرها بكلفة قدرت بـ25 مليار دينار عراقي (21 مليون دولار أميركي)، بهدف تأهيل الفندق السياحي، و200 شقة سياحية، وقد تضررت كثيراً بسبب إهمالها وتوقفها عن العمل، فضلاً عن بناء مرسى للزوارق، ومدينة ألعاب، وعدد من المطاعم الحديثة".