اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > اليوم الذي تعمد فيه آدم والنبي يحيى (ع)..الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي في ذي قار

اليوم الذي تعمد فيه آدم والنبي يحيى (ع)..الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي في ذي قار

نشر في: 18 مايو, 2024: 11:00 م

 ذي قار / حسين العامل

احتفل ابناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، بيوم التعميد الذهبي (الدهفة ديمانه) ، اليوم الذي يقتدي فيه المندائيون بتعميد آدم والنبي يحيى والملاك هيبل زيوا ، اذ يجري تعميد جماعي لأبناء الطائفة المندائية، ولا سيما الاطفال الذين يؤهلهم التعميد لأول مرة في هذه المناسبة ليكونوا مندائيين.

ويعد طقس التعميد من اهم الطقوس المقدسة في الديانة المندائية، اذ تشير المصادر المندائية الى ان الطقس الرئيس في شعائر المندائيين هو الاغتسال في الماء الذي لا يعد رمزا للحياة فحسب بل، الى درجة معينة، الحياة نفسها.

وفي مثل هذا اليوم (يوم التعميد الذهبي)، يتوافد أبناء الصابئة المندائيين منذ ساعات الصباح الأولى على المندى وهم يرتدون ثيابهم البيض التي تتكون من خمس قطع هي (الكسويا – القميص) و(الشروال- السروال) و(البرزنقا- العمامة) و(النصيفة- الوشاح) و(الهميانة– الحزام)، وهذه الأخيرة عبارة عن حزام من الصوف يتكون من 61 خيطاً وهو أقدس جزء في الزي الذي يسمى بـ (الرسته).

وفي حديث لـ(المدى) عن هذه المناسبة الدينية يقول عضو مجلس أبناء الصائبة المندائيين في ذي قار سامر نعيم إن "ابناء طائفة الصابئة المندائيين يحتفلون بعيد (الدهفة ديمانه)، يوم التعميد الذهبي"، مبينا ان " هذا اليوم هو الذي تعمد فيه الملاك (هيبل زيوا) جبرائيل الرسول، مبارك اسمه في عالم الانوار، عند عودته من عالم الظلام وهو اليوم الذي تعمد فيه ابونا ادام من قبل الملاك هيبل زيوا، وكذلك هو اليوم الذي تعمد فيه الانبياء شيتل، سام، ادريس واخرهم ابونا يحيى ابن زكريا مبارك اسمه".

وأضاف نعيم، أن "الطفل الذي يجري تعميده لأول مرة في (الدهفة ديمانه) ويمنح الاسم الديني (الملواشه) يصبح مؤهلا للدخول في الديانة المندائية".

ويجد عضو مجلس أبناء الصائبة المندائيين أن "طقوس التعميد (الارتماس في الماء الجاري) في هذا العيد لا تقتصر على الأطفال فحسب، وانما هي متاحة لكل من يرغب بتجديد التعميد من الاشخاص الكبار".

ولفت نعيم، إلى أن "طقوس العيد تتواصل على مدى يوم واحد تتخللها مظاهر الابتهاج واقامة الصلوات وعمل الثوابات (اللوفاني) على ارواح الموتى".

وتشير مصادر المندائية، الى ان العيد الذي يأتي بعد 60 يوماً من عيد (البنجة) أي في الاول من شهر (هطية) المندائي هو عيد (الدهفة ديمانة)، وهو احتفال بتعميد (آدم) وفيه يجب على الاتقياء ان يتعمدوا كأسلافهم.

وفي هذه المناسبة يتعمد الاطفال عمادهم الاول ليصبحوا مندائيين، ويطلق المندائيون على اول تعميد للفرد المندائي اسم (تعميد زهريثة) وهو التعميد الذي يدخل الفرد المندائي ضمن مجموعة المندائيين ومن دونه يبقى معلقاً.

وتفضل بعض الامهات التقيات وفق ما تقول الليدي درور الباحثة البريطانية المتخصصة بالشؤون المندائية، ان يجري التعميد للطفل بعد اليوم الثلاثين من عمره لأنه إذا حدث ان مات دون تعميد فلن يذهب الى عوالم الانوار.

والتعميد وفق الاعتقاد المندائي، هو ولادة ثانية فمن خلال رمز الماء الجاري الذي يغطس فيه المندائي تتحد نفسه بوحدة الحي في عالم الانوار وتقوى وتشمخ في النزاهة والاخلاص والايمان ويمكن ان تغفر الخطايا والآثام والذنوب ويصبح الانسان طاهرا، فمن خلال الطهارة بالماء الجاري يمكن ان تستجاب بحسب الاعتقاد المندائي جميع الدعوات الصادقة التي يناجي بها المؤمن ربه بقلب نقي وفيها تتحد ذات المؤمن بمثيله النوراني.

وتوضح المصادر التاريخية القديمة ان الارتماس في الماء كجزء من الطقوس الدينية كان يمارس في العراق قبل ولادة السيد المسيح بآلاف السنين مع اختلاف واضح في مضمون الصلوات المصاحبة لطقس التعميد حيث كانت الصلوات تختلف من دين لآخر.

وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوبي العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوروبية أبرزها النرويج وأستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.

ويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع انحاء العالم سنويا بأربعة اعياد ومناسبات دينية رئيسة هي (البرونايا) عيد الخليقة و(الدهفة ديمانه) يوم التعميد الذهبي و(الدهفة ربة) العيد الكبير و(الدهفة حنينا) عيد الازدهار، فضلا عن الاحتفال بثلاث مناسبات اخرى لا تقل اهمية عن الاعياد الرئيسة هي مناسبتا ابو الفل وابو الهريس وشيشان عيد.

وقد ورد ذكر (الصابئين) اتباع الديانة المندائية في عدد من الآيات القرآنية من بينها سورة البقرة {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

وعُرف عن الصابئة المندائيين عملهم في صياغة الذهب والفضة وتجارة المجوهرات، ولأبناء هذه الطائفة مركز مرموق في هذا المجال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

انزعاج داخل
سياسية

انزعاج داخل "الإطار".. القوات الأمريكية ستبقى لوقت أطول وتحذر من عودة "داعش"

بغداد/ تميم الحسنيتعرض الاتفاق الضمني بين الحكومة والفصائل على خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية، إلى هزات عنيفة بسبب معلومات عن احتمال "تعطل" انسحاب قوات التحالف لوقت طويل.وأول أمس، ضربت لأول مرة منذ نحو 5...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram