TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

نشر في: 18 مايو, 2024: 10:40 م

الجزء الثالث: فيينا الجاذبة

ثائر صالح

ذكرت في الحلقات الماضية بضعة أسماء، بينها أسماء موسيقيين أجانب جذبتهم فيينا إليها فأمضوا جزءاً كبيراً من حياتهم يعملون فيها.

أحد الأسباب هو رعاية عائلة هابسبورغ للفنون والموسيقى، بينما تنافس النبلاء والارستقراطيين في تمويل فرقهم الخاصة بهم، كما هو الحال مع عائلة أمراء أسترهازي الذين عمل هايدن عندهم لعقود. كان بيتهوفن أحد أكثرهم شهرة لا ريب، فهو الذي ولد في مدينة بون الألمانية في سنة 1770 قد انتقل إلى فيينا سنة 1792 وهو في الثانية والعشرين ليعيش ويموت فيها سنة 1827. العبقري الثاني هو موتسارت، جذبته فيينا بعد سنوات أمضاها في خدمة اسقف زالتسبورغ حيث ولد في 1756، وكان في الخامسة والعشرين من عمره ليموت فيها بعد عشر سنوات.

الموسيقار الآخر الذي نذكره هنا، هو يوهانس برامز، فقد ولد في هامبورغ الألمانية في الشمال سنة 1833 وانتقل إلى فيينا متأخراً نسبياً، سنة 1872، قبيل بلوغه الأربعين ليعيش ويبدع أعظم أعماله ويموت فيها.

قبلهم جاء الفينيسي العظيم أنطونيو فيفالدي إلى فيينا في 1740 على الأغلب، ربما لتقديم بعض أعماله هناك بدعم من القيصر كارل السادس. لكن الأخير توفي في تشرين الأول 1740 تاركاً فيفالدي دون معين، مما أدى إلى فقدانه كل مدخراته، ثم وفاته في تموز 1741 فقيراً. دفن فيفالدي بمراسيم بسيطة في مقبرة تابعة لمستشفى عام أزيلت أواخر القرن الثامن عشر، تقع بالقرب من كنيسة كارل الباروكية الجميلة، ضمن منطقة بناية كلية الهندسة. ويشير إلى ذلك لوح تذكاري موجود على جدار المبنى الرئيسي لكلية الهندسة، وكان موضوع ثاني صورة ألتقطها فور وصولي فيينا بعد صورة كنيسة كارل.

وتوفي الموسيقي الألماني مؤلف الأوبر اللامع كريستوف فيليبالد غلوك في فيينا كذلك سنة 1787، حيث عاش قرابة ثلاثة عقود، ومثله تلميذه الإيطالي أنطونيو سالييري (1750 - 1825) بعد إقامة طويلة في فيينا.

كان هذا الحال مع العديد من الموسيقيين المولودين في أراضي الامبراطورية كذلك، كان أنطون بروكنر (1824 - 1896) أحدهم، فقد ولد في قرية قرب لينتس (نحو 180 كم غربي فيينا)، وانتقل إلى العاصمة في 1868 ليدرّس في الكونسرفاتوار ويؤلف سيمفونياته الشهيرة. أما العبقري غوستاف مالر (1860 - 1911) فقد ولد في يهلافا (في تشيخيا اليوم) ودخل أكاديمية الموسيقى في فيينا سنة 1875. تنقل مالر بين مختلف المدن بعد تخرجه، إذ عمل كقائد اوركسترا في ليوبليانا (سلوفينيا اليوم) ثم أولوموتس (في مورافيا / تشيخيا)، كاسل، براغ، لايبزيج، ثم بودابست وهامبورغ ليعود إلى فيينا ليقود أوبرا البلاط (اوبرا الدولة اليوم) بين 1897 - 1907 ثم يغادرها إلى نيويورك ليقود المتروبوليتان. توفي مالر في فيينا ودفن في مقبرة غرنتسينغ.

يرى من يسير في شوارع فيينا الكثير من اللوحات التذكارية لهذا المؤلف أو ذاك، منهم سيبيليوس الذي أمضي فيها سنتين، وحول عدد من البيوت التي سكنوها إلى متاحف، وهذا موضوع الأحد القادم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

دجلة الجريح .. رحلة نهرية عبر مهد الحضارة

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram