اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بعد عامين من العزلة.. الصدر يبحث عن أغلبية لا تضطره للتحالف مع أحزاب

بعد عامين من العزلة.. الصدر يبحث عن أغلبية لا تضطره للتحالف مع أحزاب

نشر في: 12 مايو, 2024: 11:23 م

 بغداد/ تميم الحسن

يشترط مقتدى الصدر، زعيم التيار الشيعي الوطني (التيار الصدري سابقا) عدم التحالف مع القوى السياسية الحالية مقابل خوض الانتخابات المقبلة. ويتحدث اكثر من مصدر شيعي عن نقاشات تجري داخل التيار حول المرحلة المقبلة، وعمليات "إعادة تأهيل" انصار الصدر، والتأثير على العملية السياسية من خارج السلطة.

وفي آخر شهرين جرت تحولات في نشاط الصدر، ولقاؤه المثير مع المرجع الاعلى علي السيستاني، حتى ظهوره العلني الاول بعد اعتزاله السياسة قبل نحو عامين.

ووجه الصدر في خطاب امام جمهوره في النجف، يوم السبت، انتقادات مبطنة الى الحكومة، وخصومه بالاطار التنسيقي الشيعي.

وكان اخر لقاء سياسي جمع الصدر مع القوى الشيعة في كانون الاول 2021، بعد ايام من الانتخابات التشريعية، وجرى في منزل هادي العامري (زعيم منظمة بدر) في بغداد.

وابلغ زعيم التيار آنذاك زعماء الاحزاب الشيعية، لأول مرة بنيته تشكيل حكومة "اغلبية سياسية"، والتي يقول نائب صدري سابق إنها "فكرة مطروحة حتى الان".

"بعد عدة تجارب مع القوى الشيعية لم يعد بالإمكان التحالف مع تلك الجهات، والحل في الحصول على اغلبية لا تضطرنا الى الشراكة معهم"، بحسب ما ينقله النائب السابق من نقاشات داخل التيار.

ويفترض ان تجري الانتخابات التشريعية المقبلة نهاية 2025، فيما لاتزال تتردد في الأوساط السياسية أنباء عن "انتخابات مبكرة" رغم ضيق الوقت.

والصدر حتى الان، وبحسب النائب السابق الذي طلب عدم نشر اسمه، "لم يحسم امره بشأن الانتخابات"، فيما يواصل الاول انتقاد مَن بالسلطة.

في خطاب الصدر الاخير بذكرى اغتيال والده محمد صادق الصدر (اغتيل في شباط 1999) مع اشقائه، دعا انصاره الى الوحدة، واستدرك: "الوحدة داخل التيار الشيعي الوطني وليس مع الفاسدين".

ولمح الصدر منذ اعتزاله في 2022، أكثر من مرة، الى ان القائمين على السلطة "فاسدين"، كما وصف الحكومة قبل عدة أشهر بـ"حكومة بني العباس".

ولعب زعيم التيار منذ ذلك الحين بأعصاب خصومه، كما يقول مستشار سياسي، حيث كان "الاطار" يعتقد في ان الصدر سيعود للسياسة كما المرات السابقة.

ويضيف المستشار لدى احد الاحزاب الشيعية: "بعض القوى ترى الصدريين قنبلة موقوتة، بأي لحظة يمكن ان تنفجر في الشارع، لذا يحاولون جرهم للمشاركة بالانتخابات".

ويبدو نوري المالكي، ولأكثر من سبب، كان اكثر الطموحين لعودة الصدر من العزلة، ما دفعه لمغازلته بـ"الانتخابات المبكرة".

وقال قيادي في الدعوة في وقت سابق ان وفدا من الحزب التقى انصار زعيم التيار وطالبوا بـ"تعجيل الانتخابات"، وهو ما نفته اوساط في الحنانة، حيث مقر الصدر في النجف.

وكان المالكي يبحث الاقتراب من الصدر، وهو حلم يسعى له منذ اكثر من عام، لضرب شعبية محمد السوداني، رئيس الوزراء، الذي قد يحصل على ولاية ثانية.

بالمقابل فان زعيم دولة القانون يُعد اكثر المتضررين من بقاء التيار خارج السلطة، بسبب الانتقادات اللاذعة التي يوجهها الصدر الى الاول، والتي تؤثر على شعبية حزب المالكي.

وفي خطاب الصدر الاخير كان قد انتقد بشكل غير مباشر مفاوضات الحكومة و"الاطار" مع الولايات المتحدة.

وقال الصدر متحدثا لأنصاره وهم يهتفون "كلا ..كلا أمريكا" بأن يوجهوا هذا الخطاب الى المفاوضين الان.

وطرح زعيم التيار الوطني في خطابه، اكثر من سبب وراء حادث اغتيال والده واشقائه، واتهم مرة حزب البعث المحظور، ومرة من اسماهم بـ"الاستعمار الغاشم".

كما لم ينس ان يذكر الصدر مَن اطلق عليهم بـ"المناوئين" لوالده "شرقا وغربا"، بالتورط في اغتياله، ومن اسماهم بـ"المغترين" الذين تركوا محمد الصدر لاسباب "دنيوية"، بحسب وصفه.

والفريق الاخير قال الصدر لانصاره "انكم تعرفونهم..احدثوا التفرقة منذ ذلك الوقت وحتى الان".

تحولات الصدر

منذ رمضان الماضي (آذار) زاد ظهور الصدر العلني، حيث يتجول في الاسواق، ويزور المرجع الاعلى في النجف علي السيستاني، وينظم حملات لإغاثة غزة.

وبعد اللقاء النادر، حيث يرفض المرجع استقبال سياسيين منذ سنوات، وجه الصدر الكتلة النيابية المستقيلة بالتواصل مع الجمهور، في خطوة فسرت بأنها عودة تدريجية للتيار الى السياسة.

وبعد ساعات من التوجيه الجديد، اجتمعت "الكتلة المستقيلة" لتشكيل لجان التواصل مع القواعد الشعبية، بحسب بيان اعلام التيار.

وطلب زعيم التيار تشكيل 5 لجان مركزية، بينها لجنة الكتلة الصدرية المستقيلة برئاسة حسن العذاري، لتقوم بمهام "تثقيفية" و"دينية".

وبعد ذلك بأيام أعلن الصدر تبنيه اسم "التيار الوطني الشيعي" بدلا عن التيار الصدري. وفي خطابه الاخير كان شعار التيار الجديد امامه على المنصة يتوسط العلمين العراقي والفلسطيني.

يقول قيادي في التيار: "نجري حاليا إعادة تأهيل لانصار التيار.. كما ان تأثيرنا كبير ونحن خارج السلطة".

الصدر كان قد دفع الى تعديل قانون "البغاء" ليتضمن المثلية الجنسية، كما يطرح حاليا اعتبار يوم الغدير "عطلة رسمية".

القيادي الذي طلب عدم الاشارة الى اسمه لعدم تخويله بالتصريح، يؤكد بأن عودة التيار للسياسة وبحسب المتبنيات السابقة للصدر تتضمن "حل مجلس النواب الحالي، والإبقاء على قانون الانتخابات السابق" الذي اجريت على ضوئه انتخابات 2021 وغيّره "الاطار" بعد ذلك.

بالمقابل فان اغلب قوى الاطار التنسيقي لا ترى ضرورة الان لتعديل قانون الانتخابات، باستثناء المالكي، كما لم يعد يملك الصدر التأثير السابق خصوصا مع استقالة نوابه وخسارة المحافظين بعد الانتخابات المحلية الاخيرة، وابعاد نحو 40 مسؤولا صدريا عن الدرجات الخاصة، بحسب مقربين من التيار.

ورغم ذلك فان القيادي في التيار يقول "لسنا مجبرين على الدخول الى الانتخابات اذا لم نتخلص من الفريق الفاسد.. البقاء في الاعتزال أفضل من مشاركة الفاسدين".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

انزعاج داخل
سياسية

انزعاج داخل "الإطار".. القوات الأمريكية ستبقى لوقت أطول وتحذر من عودة "داعش"

بغداد/ تميم الحسنيتعرض الاتفاق الضمني بين الحكومة والفصائل على خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية، إلى هزات عنيفة بسبب معلومات عن احتمال "تعطل" انسحاب قوات التحالف لوقت طويل.وأول أمس، ضربت لأول مرة منذ نحو 5...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram