متابعة المدى
تضيف دائرة الفنون في وزارة الثقافة معرضا شخصيا للفنان علي رضا، الذي حمل عنوان (بورتريهات) وهو خاص بالبورتريهات لمجموعة من المبدعين عراقيين وعرب، عمل عليها الفنان في الفترة الأخيرة. وقال الفنان علي رضا عن معرضه هذا: انطلقت فكرة المعرض من محاولة كتابة سيرتي الذاتية من خلال ادواتي في الرسم ومثلما هو معروف ان سيرة المبدعين تكتب وتتحول إلى كتب وتترجم إلى لغات عدة، اما الفنانين فهم يسجلون سيرتهم الذاتية بالخطوط والألوان والاحاسيس والانفعالات والأفكار المشرقة.
وأضاف: أنا اكتب سيرتي الذاتية بعد اربعة عقود من الممارسة الفنية مع الخطوط وأنواعها وسماتها وخصائصها ورهافتها وعلاقتها مع الخطوط المجاورة لها ومجموعها تشكل هذا النسيج الساحر في المساحات الخطية وتأثير الظل والضوء عليها وتناغم أشكال البورتريت ومفرداته الجميلة وروحيته التي تتشابك وتتزاوج مع الشكل . كل هذا وأنا احاول ان استرجع ذكريات جميلة ورائعة لصديق مبدع لم التق به منذ فترة طويلة ورسم سماته ومحاولة تفكيك هياكل الشكل والتعامل معها كل على حدة يجمعهم الإحساس المرهف والخطوط الرشيقة التي تنسج شكل البورتريت في حوار صامت متوهج بالفن والمحبة والعطاء المشرق.
وكتب الفنان والناقد الدكتور سعد القصاب في كتلوك المعرض كلمة بعنوان (بورتريهات علي رضا سعيد) قال فيها: تفترض هذه التجربة، والمتمثلة بتخطيطات لشخصيات من المبدعين عراقيين وعرب ، انجزها الفنان "علي رضا سعيد"، صورة علاقة راسخة، ومتعددة، بين العمل الفني والنموذج المرسوم. تشير هذه العلاقة إلى كونها تعيّن على نحو مباشر، وجوها لاشخاص فاعلين في الحياة الثقافية والفنية والفكرية للبلد، وهي، أيضاً، تسعى الى أن توثّق وجودهم، بل تحتفي بهم، وتدعوهم إلى أن يحتفون ، كذلك، في فضاء انسانيتهم وفضائلها.
إن أثرها الجمالي يتأتى من البقاء بقوة في الفضاء العاطفي، والبعد التاريخي والوجودي لهذه العلاقة. هذه الوجوه هم أصدقاء الفنان، رفاقه في الحياة، لذا كانت تخطيطاته أحد السبل لإظهارها، مصحوبة بهذا القدر من التبجيل والثناء، ذاك الذي تمكن معاينته عبر طبيعة الممارسة الفنية الخلاقة، والاهتمام الدؤوب، التي حضرت بها هذه التخطيطات.
عبر هذا التعدد، سيكون لهذه التجربة معناها، دلالاتها، انها لم تكتف بأن تكون في حدود فن "البورتريه - فن الصورة الشخصية"، حتى وإن كانت مخلصة لقواعد وتقاليد هذا الفن، بل سترتحل الى ذلك المعنى العاطفي، الشديد التشابك، من تواريخ، وتجارب، واحداث، ومواقف، وذكريات، ولقاءات، ويوميات، والذي يختبئ، هانئاً بين طيات خبرة الفنان وخصوصية رؤيته.
مثل هذه التجربة، جاءت بأسباب إيمان الفنان "علي" أيضا، بانها تتمثل صورة الذات، والتي يمكن تشخيصها بمهارة مكرّسة وراسخة، وقادرة على ان تصرّح بتوصيفها الدقيق والاخاذ، بل وتكتفي بها، كما في تجسيد ذكرى العلاقة عبر هذا التشبيه، كي تكتسب حضوراً واقعياً اثناء خضوعه لمتطلبات التمثيل والتشابه.
إن الزمن في هذه التخطيطات سيبدو مضاعفاً، مرة في بعده الجمالي، وأخرى حينما يسرد لنا حكايات عن أصدقائه الطيبين.