اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في روايتها الجديدة (لقد أحببنا دائما أيام الآحاد):ليدي سالفير: الكسل كالعمل.. من الإبداعات الحديثة

في روايتها الجديدة (لقد أحببنا دائما أيام الآحاد):ليدي سالفير: الكسل كالعمل.. من الإبداعات الحديثة

نشر في: 11 مايو, 2024: 09:40 م

ترجمة: عدوية الهلالي

أصدرت الكاتبة ليدي سالفير للتو روايتها الجديدة (لقد أحببنا دائمًا أيام الآحاد)والتي تقدم لنا فيها الكاتبة الحائزة على جائزة غونكور لعام 2014، احتفاءا لذيذًا بالكسل.

في حوار أجرته معها مجلة لوبوا قالت عن السبب الذي دفعها لكتابة هذا المديح للكسل:

– منذ الأزمة الصحية، بدأ الكثير من الناس يعيدون النظر في عملهم. هل أسعدهم، هل أشبعهم، هل منحهم الوقت للعيش؟ أم على العكس من ذلك، هل استنفدهم، وأدى الى كبتهم، وحرمهم من كل رغبة، وكل إحساس، وكل إبداع؟ لقد نظرت إلى هذه الأسئلة لأدرك أن الكسل، مثل العمل، كما يُنظر إليه اليوم، هو إبداع حديث لأنه معاصر للثورة الصناعية إذ كان النشاط الشاق في السابق وسيلة لتلبية الاحتياجات؛ في المجتمعات التجارية، حيث يهدف العمل إلى خلق الاحتياجات، في سباق محموم من أجل الوفرة والربح.

وعن سؤالها ان كانت روايتها تشكل معارضة لمجتمع الأداء والعمل، قالت:

-لقد أثنى على الكسل وامتدحه العديد من الشعراء (سولي برودوم، تيوفيل غوتييه، رامبو، بودلير، الخ)،والكتاب (هيرمان ملفيل وبارتلبي، غونشاروف وأبلوموف، بيكيت ومورفي)، والفلاسفة. ويعرفه عدد من الباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية على وجه التحديد بأنه لا يستجيب لأوامر المنفعة والأداء والربح في عالمنا التجاري. الكسل إذن هواختيار اليوم، وزراعة الحديقة،وجمع شتات النفس، والتأمل في روعة العالم، والتفرغ للقراءة، وتخصيص وقت للحب، والانفتاح على الفكر... باختصار، عمل أشياء غير مربحة في ضوء مجتمعاتنا الإنتاجية.

ولدت ليدي سالفاير عام 1946 في أوتانفي لعائلة من الجمهوريين الإسبان المنفيين في جنوب فرنسا منذ نهاية الحرب الأهلية الإسبانية.والدها أندلسي وأمها كاتالونية. أمضت طفولتها في أوتريف، بالقرب من تولوز، في بيئة متواضعة لمستعمرة اللاجئين الإسبان. وهي كاتبة باللغة الفرنسية. وقبل أن تصبح كاتبة، كانت طبيبة نفسية.والفرنسية ليست لغتها الأم، بل هي اللغة التي تكتشفها وتتعرف عليها من خلال الأدب..تقول: "كثيرًا ما أقول إن الإسبان الذين وصلوا إلى فرنسا كلاجئين سياسيين عام 39، في قرية أوتيريف، كانوا يشكلون جزيرة إسبانية داخل فرنسا. لقد كانوا جميعًا مقتنعين بأنهم سيغادرون قريبًا، عندما يُطرد فرانكو، ويعودون إلى ديارهم. في إسبانيا! لكننا نشأنا في مجتمع اسباني داخل فرنسا.

بعد حصولها على البكالوريا، درست الأدب في جامعة تولوز حيث حصلت على شهادة في الأدب الحديث، قبل أن تلتحق عام 1969 بكلية الطب. وبعد حصولها على شهادة الطب، تخصصت في الطب النفسي في جامعة مرسيليا، حيث عملت لعدة سنوات كطبيبة نفسية مقيمة في عيادة بوك بيل إير قبل أن تنتقل إلى باريس عام 1983 حيث عملت طبيبة نفسية للأطفال في إحدى مستشفيات المركز النفسي التربوي في ضواحي باريس.

بدأت ليدي سالفير الكتابة في نهاية السبعينيات وبدأت النشر في المجلات الأدبية في إيكس أون بروفانس ومرسيليا في بداية الثمانينيات.تم اختيار العديد من رواياتها لجوائز أدبية، إذ حازت روايتها "شركة الأطياف" المنشورة عام 1997 على جائزة نوفمبر، ثم انتخبت ك"أفضل كتاب العام" من قبل المجلة الأدبية لير. كما فازت ليدي سالفاير بجائزة فرانسوا بيليتدو عن روايتها B.W.

وفي عام 2014 كتبت روايتها "لا تبك" التي فازت بجائزة غونكور.وكان الدافع لكتابة هذه الرواية هو قراءة رواية ( المقابر الكبرى تحت القمر) للكاتب الفرنسي جورج برنانوس التي تقول عنها: "عندما قرأت "المقابر الكبرى تحت القمر"، شعرت بصدمة هائلة، لأنني اكتشفت إسبانيا التي لم أكن أعلم عن عنفها. كتبت الصفحة الأولى من كتاب "لا تبك" مباشرة بعد الانتهاء من قراءة تلك الرواية. لست متأكدة من أنني كنت سأكتب هذا الكتاب بدون هذه القراءة.إن المشاهد المروعة التي يرسمها جورج برنانوس عن أعمال العنف التي ارتكبت في بالما دي مايوركا تتوافق مع الدراما العائلية التي عاشها أبطال روايتي مونتسي وشقيقه جوزيب في فجر الثورة التحررية عام 1936 في إسبانيا".

تمت ترجمة رواية "لا تبك" إلى حوالي عشرين لغة كما تم إنتاج اقتباس مسرحي للرواية في المعهد الفرنسي ببرشلونة في عام 2019، بحضور الكاتبة، مع الممثلين آن سي ومارك غارسيا كوتيه.

وفي عام 2017 أصدرت سالفير رواية ( كل انسان ليل) التي تحكي قصة شاب يدعى أنس، وهو من أصول إسبانية، يكتشف أنه يعاني من مرض السرطان، فيقرر الهروب من العالم، من شريكته وعمله ويستقر بعيدًا، في قرية في الجنوب، حيث يجد نفسه في مواجهة مجموعة من رواد الحانات الذين ينقسمون بين مارين لوبان ودونالد ترامب، وقد أوضحت ليدي سالفير أنها شعرت بالإلهام لكتابة هذا العمل ضمن السياق السياسي في ذلك الوقت.

تقول: "عندما اقتربت الحملة الرئاسية. لم يمر يوم دون أن أسمع شيئًا وضيعًا أو قدحًا أو كرهًا للأجانب أو بيانًا إقصائيًا. فقلت لنفسي إنني لن أستطيع الاستمرار في كتابة رواياتي الصغيرة، وكأن شيئًا لم يحدث"..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram