علي لفتة سعيد
على مدى أربعة أيام شهدت مدينة سيدي بو سعيد الساحلية في تونس فعاليات المهرجان العالمي للشعر بدورته التاسعة، والذي أقيم للمدة 25- 28 نيسان الماضي بمشاركة إحدى عشرة دولة كمصر وفرنسا وكندا ولبنان وسوريا وفلسطين وكذلك المغرب وإسبانيا، وإيطاليا والهند إضافة الى العراق حيث شارك الشاعر حبيب السامر والأديب علي لفتة سعيد.
المهرجان الذي افتتح على إحدى قاعات السفارة الكندية بحفلٍ موسيقي غنائي وكلمات ترحيب من رئيس المهرجان الشاعر معز ماجد الذي كان مع الشاعرة الإعلامية آمنة الوزير دينامو الحدث والمتابعة المستمرة طوال أيام المهرجان.
وتحدث عن المهرجان الشاعر معز ماجد وقال إن الشعر هو مفتاح العالم والحضارة، مثلما الشعر هو الفكر الذي يحرك العالم ولهذا فإننا نريده فغي هذا الزمان القاتل المتحارب المتعصب المتعطش للدماء يكون الشعر هو الجمال الذي يزيح كل هذا.. وذكر الشاعر ماجد ان فكرة تأسيس المهرجان كانت البداية لا تعدو عن كونها سهرة شعرية أو حتى تظاهرات شعرية بهدف الاعلاء من شأن الشعر وتحريك الراكد من الوعي والثقافات وسط عالم مضطرب. ولفت الى أن هذا العام امتاز بكونه ركّز على العلاقة المتينة التي أضحت تربط بين الشعر والسينما حين تم تخصيص يوم كامل للتطرق إلى صورة آرثر رامبو في السينما.
أسماء ومنهاج
كانت المشاركة فاعلة من الجميع ورغم أن القراءات كانت بلغاتٍ أجنبيةٍ وخاصة الفرنسية والانكليزية إلا أن الترجمة كانت متفاعلة. وقد شارك عدد من الشعراء العالميين منهم فرانسيس كومب (فرنسا)، وقد قرأ عن فلسطين وغزة ، فضلا عن مشاركة الكندي فرانسيس كاتالانو حيث قرأ قصائد اهتمت بقضايا المناخ والاحتباس الحراري والمحافظة على البيئة، وكذلك الشاعر الإيطالي كلاوديو بوتزاني حيث قرأ نصوصًا عن الصراع الموجود في الشخصية الغربية بين ظلمات التوحش الفاشي وثقافة التنوير. فيما قرأ الإسباني خوسيه ساريا قصائده تتحدّث عن الحرية والحب. وقرأت الشاعرة الفلسطينية المصرية ديمة محمود قصيدة تحاكي فيها "غزّة".
الشاعر العراقي حبيب السامر تحدث عن المهرجان قائلًا إن رسالة المهرجانات الثقافية تتبلور بمدى التفاعل الحقيقي مع معطياته، كونه يمثل حلقة مهمّة في تعزيز التواصل الإبداعي من خلال حضور نافذة الشعر وما تمنحه للذات العامة من شعور انساني يكلل أيامه بفعاليات متعددة.
مثلما شهدت إحدى جلسات المهرجان في المركز الثقافي الفرنسي، عرض فيلمين فرنسيين فقد شهد المهرجان كذلك عدة جلسات شعرية بمرافقة موسيقية وغير موسيقية، وعرضت أفلام سينمائية وجلسات موسيقية في أكثر من قاعة، وقد كانت واحدة من القراءات الجميلة في الافتتاح والختام الأداء الغنائي لكل من محمد علي بن الشيخ، وهيفاء عامر، وكذلك قراءات شعرية خصّصت للشاعرات تحت عنوان "شاعرات من كل صوب" وأقيم على الحديقة الفارسية في قصر النجمة الزهراء. وفي غاليري سلمى فرياني بالبحيرة 3، أقيمت أيضًا قراءات شعرية وحفل موسيقي. أما حفل الاختتام الرسمي فتم في قصر النجمة الزهراء، حيث قرأ الشعراء نصوصًا تكريمية لروح الشاعر محمد الغزّي (1949 ــ 2024). وشهدت الجلسة الشعرية الأخيرة قراءات شعرية من تونس وفرنسا وإيطاليا والعراق، حيث قرأ الشاعر حبيب السامر قصيدة (عصا الخرنوب) وقرأ الشاعر علي لفتة سعيد قصيدة ( بانتظار موسيقى القيامة).