اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الثقافة السياسية لرموز الدولة

الثقافة السياسية لرموز الدولة

نشر في: 6 مايو, 2024: 10:15 م

يعقوب يوسف جبر

لا يختلف عاقلان حول أهمية أن يملك الاشخاص من ذوي المناصب العليا في الدولة ثقافة سياسية ليس فقط في المجال النظري بل ثقافة منتجة وثقافة اخلاص ونزاهة.

فأي رئيس وزراء في أية حكومة هو بحاجة ماسة الى هذه الثقافة والمعرفة وكذلك كل وزير وكل عضو في مجلس النواب.

لكن ماهي هذه الثقافة؟

1ــ إلمامه بالمصطلحات السياسية التي درجت الدول على استخدامها ومن ابرزها مصطلح سياسة الذي يعني إدارة الشؤون السياسية بالشكل الذي يحقق اهدافا سياسية تصب في منفعة الصالح العام.

2ــ معرفته بقواعد إدارة الشؤون السياسية التي تدخل ضمن اختصاصه.

3ــ اعتقاده الجازم ان وظيفته تنحصر في تلبية متطلبات الجمهور والبلد.

4ــ ركونه الى الخبرات السياسية لدى الخبراء من ذوي التجربة السياسية الطويلة.

5ــ امتلاكه القدرة على وضع السياسة حسب وظيفته المكلف بأداءها.

اضافة ذلك ينبغي لكل صاحب منصب سياسي ان يتمكن من استثمار منصبه والمؤسسة التي يترأس شؤونها وإدارتها في تحقيق اهداف ذات نفع عام. لو افترضنا ان هذه المؤهلات غير متوافرة لدى صاحب المنصب فإن منصبه سيتحول الى وسيلة للفساد والضرر الذي سيلحق المصلحة العامة والخاصة. من هنا تقتضي الضرورة ان يسند المنصب الرفيع لمن يستحقه ولمن يملك القدرة على حمل هذه الامانة.

كم من صاحب منصب فشل لكنه لم يعترف بفشله ولم يتنح عنه مما تسبب في هدر الامكانيات الهائلة المخصصة لإدارة شؤون وزارته. ان من مصاديق نجاح صاحب المنصب هو ماتحققه وزارته من إنجازات ومشاريع واهداف عملاقة، لكن ذلك يتطلب المزيد من الجهد والتخطيط وهو مايسمى بصناعة المنجزات.

خلال تجربة مابعد 2003 هل نجح جميع اصحاب المناصب في تحقيق هذه الغايات؟ نجح البعض لكن دون مستوى الطموح وفشل الآخرون فشلا ذريعا مما خلق ردود افعال سيئة لدى الرأي العام. فمن فشلوا كان همهم تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح الاحزاب التي ينتمون اليها رغم انهم مؤتمنون على هذه الامانة. كان من المفروض والمنطقي ان يحترم كل ذي صاحب منصب وظيفته لأنها وسيلة لخدمة البلد ومجتمعه. ما لاحظناه خلال السنوات الفائتة أن استغلال المناصب الوظيفية من قبل البعض لتحقيق غايات فاسدة وتشجيع الفساد هو أمر مؤسف. والسبب ان هؤلاء لايملكون ثقافة سياسية رصينة مقترنة بنزاهة واخلاص ووطنية.

من هنا تمس الحاجة الى تسنم المناصب من قبل اناس مخلصين مثقفين وخبراء لكي تتحقق الغايات الوطنية الكبرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram