TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يستذكران أهم أضلاع اللحن العراقي الحديث كوكب حمزة

بيت المدى ومعهد غوته يستذكران أهم أضلاع اللحن العراقي الحديث كوكب حمزة

نشر في: 5 مايو, 2024: 11:40 م

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، بالتعاون مع معهد غوته الألماني، وضمن فعاليات "جاي تك" جلسة استذكار للفنان والملحن العراقي الكبير كوكب حمزة، حضرت فيها ابداعاته اللحنية، فضلا عن مداخلات تناولت حياته الفنية والسياسية وصولا الى مغتربه الشاق، واستمرارية حضوره مع العديد من الأجيال، ولغاية الآن، رغم شحيح ما قدمه من الحان.

الناقد الموسيقي سامر المشعل، ادار الجلسة الاستذكارية، متحدثا عن كوكب حمزة الفنان الاستثنائي في ابداعه وحياته وسلوكه، وصاحب الموقف في الحياة فضلا عن موقفه السياسي، ومع هذا لم ينحن امام الدكتاتورية والمغريات المادية.

وأضاف المشعل، ان "كوكب حمزة لا يمتلك نتاجا كبيرا نسبة الى الملحنين الاخرين الذين عاصروه، ولا تتعدى ألحانه الخمسين لحنا لكنها نوعية وحين سألت الملحن الكبير طالب القرغولي عمن يستفزك ابداعيا قال لي كوكب حمزة"، مبينا ان "كوكب حمزة لم يكن ملحنا فقط وانما يثير ويحفز الاخرين ويحرضهم على اجتراح مناطق جديدة بالابتكار بالحداثة".

وأشار الى ان "كذلك كوكب هو مكتشف النجوم، ولا يسمعنا الحان واغاني جديدة وانما أيضا أصوات جديدة، ولولا كوكب حمزة ما كان هناك سعدون جابر في الفضاء الغنائي العراقي، وكذلك حسين نعمة من اكتشاف كوكب حمزة والفنانة العربية أسماء المنور كذلك، هذا هو كوكب".

وبين ان "كوكب كمبدع واستثنائي لا يمكن حصره في جلسة، والعدد القليل النوعي من ألحانه يفسر الضغوطات السياسية التي تعرض لها بعد ان حاول النظام استمالته وكان له موقف، وبدأت مرحلة الترهيب، وساعده على الخروج من العراق مسؤول كبير في حزب البعث وأنقذ حياته وساعد في منحه جوازا ليسافر وهو في قمة نشاطه وحيويته، وبدأت مرحلة الغربة والتغرب وتنقل في العديد من المحطات".

الباحث الموسيقي حيدر شاكر، قال انه "في عام 1969 حدثت انعطافة كبيرة في تاريخ الموسيقى العراقية تمثلت بتشكيل لجنة استكشافية للمواهب الموسيقية والغنائية وكانت الوجبة الأولى تضم الأستاذ حسن الشكرجي والراحل صباح السهل، وبعد 9 أشهر ذهبت اللجنة الى محافظة البصرة وكان الراحل كوكب حمزة من ضمن الأسماء وزميله طالب غالي وحميد البصري ومفيد الناصح، أسماء كان لها حضور مميز في تاريخ الاغنية العراقية".

وتابع، ان "كوكب تجده فراتيا وبصريا ولكن لا تجده بغداديا من خلال التلحين، هو نشأ في مدينة المسيب ودرس وتعلم في معهد الفنون الجميلة ثم عين في محافظة البصرة ومن خلال وجوده هناك كان هناك فرقة شهيرة لها جذور تاريخية هي فرقة الموانئ العراقية"، مشيرا الى ان "للأغنية السبعينية في العراق طعم خاص بوجود شعراء وأسماء كثيرة وكان للراحل كوكب بصمة كبيرة".

وأنهى بالقول: انه "حينما تعود بنا الذاكرة الى اغنية يا نجمة نراها ولدت في هذه المنطقة في فندق الحاج عبد الواحد السنيد ويقع خلف تمثال الرصافي وفي هذه الغرفة كان يسكن الأستاذ حسن الشكرجي وهي مخصصة للرواد من أهالي الناصرية، ولدت يا نجمة كما يحدثني الشكرجي ان الثيمة اللحنية بدأت من المقطع الثاني وكان صوت حسين نعمة المميز هو من أدى تلك الاغنية واشتهرت كثيرا".

من جانبه، قال الباحث الموسيقي ستار الناصر، ان "كوكب حمزة لديه بعض الاحكام القاسية حين ينعت الاغنية التي سبقته بانها اغنية فاشلة، وهي لم تكن هكذا، ومع ذلك عالم السبعين فجرها الراحل كمال السيد في اغنية المكير وهي تأسيس للحالة السبعينية".

وأضاف، ان "الحالة السبعينية هي دخول الملحن من المدينة والحديث عن الماركسية تحديدا، هذا الفهم الاجتماعي الذي دفع جماعة السبعين الى مسارات غير تقليدية، وهو الاغنية ذات النهج الإنساني ويبتعد عن الكوبليه والمذهب ودخل عالم القصيدة التي تحتاج الى الحان من طراز خاص، كون شعر القصيدة لا يعتمد على ايقاعية واحدة بل الايقاعيات متفرقة، لذلك تحولت الاغنية السبعينية تحولت الى معالجة موسيقية لحنية لهذه الابيات، واتت بإيقاعات حديثة ومستمدة من البيئة العراقية".

وأشار الى ان "رواد السبعينيات التفتوا الى الاغنية العربية بصورة عامة فولدت عندهم المقدمة الموسيقية، لذلك تجد الاغنية السبعينية فيها مقدمة موسيقية محترمة ولها ابعاد جمالية، وأيضا هذه المقدمة فرضت ان تكون الفرقة أكبر عددا من الجالغي البغدادي".

بدوره قال الباحث فلاح الخياط، ان "كوكب حمزة وهو أحد اضلاع ملحني الاغنية مع كمال السيد وطالب القرغولي".

ونوه الى ان "كوكب اكتشف عدد من الأصوات في مشواره الفني وانخرط في الحياة السياسية للحزب الشيوعي العراقي وهو طالب في معهد الفنون الجميلة، حيث اشترك في حراك طلابي عرف في وقته بإضراب البنزين واعتقل وأودع في مديرية الامن ثم نقل الى سجن بغداد المركزي وهناك التقى بالشاعر مظفر النواب، بقي مظفر في سجن الحلة واستمر كوكب بزيارته".

وأوضح، ان "الحان كوكب كانت تنسب الى محسن فرحان للتعتيم على اعماله وانتمائه للحزب الشيوعي بسبب رفضه تمجيد النظام السابق".

وعلى مدى الجلسة، قدم الفنان كريم الرسام أغنيات من ابداعات كوكب اللحنية، مع فرقته الموسيقية، وكذلك اشترك في الغناء الفنان الشاب مصطفى الرسام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

 ذي قار / المدى صدر حديثا عن دار الرفاه للطباعة والنشر المجلد العاشر من كتاب (سبعة آلاف مثل عراقي / جمهرة الأمثال في مدينة الناصرية) الذي وثق فيه الباحث حسين كريم العامل جانبا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram