علي حسين
هل شاهدت مثلي الصورة التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع جميع الكتل السنية بكل زعاماتها التي تتعارك على الفضائيات ، ويصر كل واحد منهم أن يُقصي خصمه وأن يضعه في خانة النسيان ، لكنني وأنت معي عزيزي القارئ وجدنا الجميع يجلسون في حضرة " المعلم " أردوغان ، مثل التلاميذ .. .
ولا تسأل عزيزي القارئ ما الذي جعل محمد الحلبوسي يجلس قبالة مثنى السامرائي وكيف جلس محمود المشهداني مع رافع العيساوي ؟ وارجوك لا تسأل: هل أن أردوغان وساسة السنة ناقشا الأوضاع في العراق ومن سيصبح رئيساً للبرلمان .. أما الخبر الأهم فإن رجب طيب أردوغان يريد من الحلبوسي والسامرائي والجبوري أن يصبحوا يداً واحدة في مواجهة هذا الشعب الناكر للجميل.
يا سادة، مبروك عليكم أحضان أردوغان وقبلاته ، ونتمنى أن تتجاوزوا مرحلة كسر العظم، لكن ماذا عن المواطن في بلاد ما بين النهرين؟ وما مصير المهجرين، والعاطلين؟ .
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على ساستنا الأفاضل في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يمنحهم وسام الرافدين لجهودهم في إفقار الشعب ، ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا "الميامين" وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لطهران وأنقرة ، وبين بطر هذا الشعب الذي يريد خدمات وديمقراطية وعدالة اجتماعية في بلد تتنازعه طوائف السياسة .
كنتُ قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا تفعل وسائل الإعلام عندما تكتشف أن مسؤولاً كبيراً قصّر ولو بشكل بسيط في عمله، ولا أريد أن أذكركم بحكاية نائب رئيس وزراء بريطانيا الذي استقال من منصبه، لأنّ أحد أفراد الشرطة قال للصحافة إنه وجد قبل سنوات في اللابتوب الخاص بالمسؤول الكبير صوراً فاضحة، فكان لا بد أن يعتذر الرجل ويذهب إلى بيته مشيّعاً بسخرية الرأي العام، ولا برئيسة كوريا الجنوبية السابقة التي حكم عليها بالسجن لمدة " 20 " عاماً بتهمة التدخل غير القانوني في ترشيحات حزبها قبل الانتخابات البرلمانية في عام 2016 ، وستقولون حتماً يارجل يابطران، هل هذا الخبر يجعلك تسقط على ظهرك من الضحك؟.. نعم ياسادة، لأننا، عشنا وشفنا، مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع ، لكنهم لا يزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات والشوارع .
لست خبيراً في الشؤون الدولية، ولا في ستراتيجيات الدول الصاعدة ، لكني أقول، وأصر على القول، إن تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في أن نحظى بالمراكز الأولى في الخراب والانتهازية ، الحمد لله فقد تجاوزنا أفغانستان التي لاتزال تحتفظ بالرقم العالمي، ودخلنا موسوعة غينيس في أعداد الناهبين للمال العام