متابعة المدى
أقام نادي أعلام الأدب في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الاربعاء الماضي في قاعة الجواهري جلسة استذكارية للناقد الراحل أ.د.علي عباس علوان، شارك فيها مجموعة من النقاد هم الدكتور علي حداد والدكتور محمد رضا مبارك والدكتور عبد العظيم السلطاني والدكتور جاسم محمد جسام، في جلسة ثقافية شهدت حضوراً كبيراً .
وبين مدير الجلسة، الناقد الدكتور جاسم الخالدي أن "النقد العراقي حفل بأسماء مهمة داخل المؤسسة الأكاديمية وخارجها لها إسهامات كبيرة في الثقافة العراقية، اعتمدت على مقدرتها الشخصية والعلمية فعرفها القاصي والداني، وأن نتاجاتها ما زالت تشكل ظاهرة مهمة في النقدية العراقية، سيما ونحن نحتفي ونستذكر اليوم قامة نقدية عراقية كبيرة"، معرجاً بعد ذلك لسرد السيرة الذاتية والإبداعية لعلوان.
وافتتح الناقد الدكتور علي حداد، الجلسة بالقول: إن علي عباس علوان هو الأكاديمي الممتلئ المعطاء، الذي لا يكتفي بقاعته وطلابه بل ينفتح خارج حدود ذلك ليصبح جزءاً من المشهد الثقافي لبلده، وكان فاعلاً ومتحركاً ومؤثراً وقريباً من طلبته، مشيراً إلى أنه ليس بكثرة التأليف يصبح الاستاذ أستاذاً ولاسيما حين يقدم جهداً عميقا ويقدم رؤى وحلولاً مثل علي عباس علوان الذي قدم رؤية في تطور الشعر العراقي الحديث هو والدكتور عبد الإله أحمد، وهو بصمة نقدية لا يمكن تجاوزها، فإذا أراد أي أحد دراسة الشعر العراقي فلابد له من الرجوع لعلوان.
وأشار الناقد محمد رضا مبارك، في بداية حديثه إلى علاقته بعلوان، مبيناً أنه ليس أديباً فقط بل كان سياسياً ويحمل فكراً قومياً وكانت السياسة تشغله بشكل كبير وقد نتجت عن ذلك معارضته للنظام، وكان يشعر بأنه يجب أن يخرج من جلباب الانطباعية وأن يأتي بجديد، فكتب كتاباً بعنوان "نقد الرواية العراقية محاولة في تحديث المنهج" وقال من خلاله إننا بحاجة لتغيير المناهج وإن هذه المناهج القديمة اصبحت عالة على الأدباء العراقيين، وقد اعتمد فيها على أربع ركائز أهمها الأسلوبية والبنيوية.
أما عبد العظيم السلطاني، فقد قدم ورقة نقدية بعنوان"مشاهد ومعالم" لافتاً إلى أن علاقته بعلوان كانت أشبه بعلاقة التلميذ باستاذه، سيما وأن سيرة الكبار تقدم لنا المعاني المهمة، وهو لم يستسلم لما تعلمه ولم يكتف به، ولم يكن تقليدياً في النقد وكان مستوعبا البنيوية في الأدب بشكل كبير، أثناء تدريسها والكتابة عنها والتنظير لها لذلك من الصعب أن نقول عنه بأنه ناقد انطباعي.
واختتم الناقد جاسم محمد جاسم، الجلسة بورقة نقدية حملت عنوان "الخطاب النقدي عند علي عباس علوان أسئلة الفقد ومرجعيات الخطاب" قال فيها إن "التجربة النقدية عند علي عباس علوان تتموضع من خلال مسارين، أولهما التراث النقدي العربي والنظريات النقدية المنقولةعنه وهو مسار له ما يبرره اذا نظرنا بشيء من التبصر إلى اشتغالات علوان وضبط مفاهيمه وآلياته نجده يتبع اساساً مهماً ينتمي إلى الذاكرة التراثية وينفتح بعد ذلك على الاخر الحداثي التنويري وهي تقصيات نجد صداها في النقد الشعري والتنظيري وخصوصاً كتابه (تطور الشعر العربي) الذي اخذ شهرة واسعة بالإضافة إلى الدراسات الاكاديمية التي اشتغل عليها، والآخر كتاباته التنويرية التي يبدو فيها مثقفاً جذرياً ما يمنح خطابه النقدي بعداً مغايراً، ينتمي الى الخطاب الفكري الكوني كالهوية والمثاقفة والتعددية الثقافية.