بغداد / المدى
في خطوة غير مسبوقة على مستوى العراق، وتجربة بدأت اولى فصولها قبل 5 سنوات كحلم راود خبيرا زراعيا، قبل ان يتحقق في انشاء اول حقل على مستوى البلاد لاعادة احياء الاشجار المهاجرة، وهي أشجار أصلها من العراق لكنها تنتشر في بلدان اخرى وبدأت تصبح نادرة في العراق موطنها الاصلي.
وتشكل هذه الاشجار تنوعا فريدا من خلال ما تتضمنه من خصائص نادرة فهي تعتمد مبدأ "ازرعها ودعها"، وما تحمله من امكانية ان تنقذ الصحاري من مستقبل مجهول في خضم المتغيرات المناخية المتسارعة.
عدي الربيعي خبير زراعي اكد في تصريح صحفي ان "حلم انشاء حقل زراعي نموذجي لاعادة احياء اشجار العراق المهاجرة والتي تضم 11 صنفا لذلك حمل الحقل تسمية 10+1 في اشارة الى عددها وهي اصناف متعددة اغلبها بات نادرا في البيئة العراقية بسبب عمليات التجريف والتجاوزات خاصة في مناطق البوادي الجنوبية والوسطى".
واشار الى ان "الفكرة والتي بدأ تنفيذها من خلال السعي الى زراعة 100 ألف شتلة تعتمد على احياء امهات الاشجار ومن ثم الاستفادة من حبوبها في توسيع دائرة الزراعة خاصة وان هناك أصنافا نادرة جدا في العراق رغم انه موطنها الاصلي"، لافتا الى ان "بعض خصائص الاشجار تخلق تنوعا في احياء الصحاري من خلال قدرتها على جذب المياه من اعماق بعيدة الى قرب السطح والبعض الاخر ومنها ثمرة العبيد التي يمكن ان تتحول الى غذاء لمن يسكن في الصحاري او من يتوه فيها". وتابع، انه "خصائص الاشجار انها لا تحتاج الى عناية، فتتم زراعتها ومن ثم تركها لتأخذ مسارها في النمو وهذا امر بالغ الاهمية"، مؤكدا بان "الحقل الذي بدأ العمل عليه تصل مساحته الى 25 دونما ضمن منطقة الغالبية شمال غرب بعقوبة بنحو 20 كم".
وبين ان ما يقوم به "بدعم سخي من قبل البعض يمثل تجربة عراقية هي الأولى من نوعها وهي تشكل بوابة لإنقاذ الصحاري والبوادي واعادة التوازن البيئي من خلال احياء اشجارها التي تمتاز بخصائصها النادرة".