اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

نشر في: 4 مايو, 2024: 09:39 م

ثائر صالح

الجزء الأول: ماريانا مارتينس

تصوروا أن فتاة تسكن في الطابق الثالث من بناية تعيش في طابقها الثاني أميرة أرملة من عائلة أسترهازي،

وفي نفس الطابق الثالث يسكن الموسيقار الإيطالي مؤلف الأوبرا وأستاذ الغناء نيوكولا بوربورا (1686 - 1768) وفي طابقها الأعلى، يسكن يوزف هايدن الشاب في غرفة باردة رطبة. وقد سكنت العائلة لعقود مع الشخصية الإيطالية الاسطورية الشاعر متاستازيو، شاعر البلاط النمساوي، واسمه الحقيقي بييترو تراباسّي (1698 - 1782) وهو من ألّف نصوص أهم الأوبرات التي كتبت في القرن الثامن عشر. وكان متاستازيو الذي عُدّ أحد أفراد العائلة قد تكلف بتربية الفتاة ماريانّا مارتينس (1744 - 1812)، والإشراف على تعليمها الموسيقى والفنون والآداب والعلوم واللغات. هذه العلاقة الخاصة عنت كذلك أنها كانت على احتكاك مباشر بالصفوة الموسيقية، من المشهورين من الموسيقيين مثل هايدن حتى الموسيقيين الشباب الواعدين، مثل سالييري وموتسارت.

بدأت دراستها على الهاربسيكورد عند هايدن الشاب عندما كانت في السابعة، ثم درست عند الجار الآخر بوربورا الغناء بعد أن بلغت العاشرة. وتعاون الإثنان على تعليمها فكان هايدن يصاحبها على الهاربسيكورد عندما أرشدها بوربورا إلى أسرار الغناء. ثم بانت موهبتها في التأليف، فأخذها متاستازيو إلى صديقه مؤلف الأوبرا الألماني الشهير يوهان آدولف هاسه (1699 - 1783) لتتعلم عنده أصول التأليف. وكان هاسه (إلى جانب مواطنه كريستوف فيليبالد غلوك 1714 - 1787) أول من زعزع احتكار فن الأوبرا من قبل الإيطاليين. وكانت العائلة تعد بين أصدقاء عائلة موتسارت حتى قبل انتقاله إلى فيينا في 1781، ويعتقد بعض الباحثين أن أول أعمال موتسارت الصبي الدينية (مثل القداس الاحتفالي رقم K139) قد تأثر بما كتبته مارتينس التي تكبره باثنتي عشرة سنة. وقد ألف موتسارت بعد سنوات سوناتا في ره كبير لأربع أيادي حتى يعزفها معها (K448).

بعد هذا التعليم الراقي عند أفضل أساطين الموسيقى في فيينا عاصمة هذا الفن وقتها، انطلقت ماريانا مارتينس إلى عالم التأليف والغناء والعزف، وكانت تقدم الأماسي في القصر الإمبراطوري عند الامبراطورة ماريا تيريزا بانتظام، وكانت قد قدمت أول أعمالها في القصر الإمبراطوري وهي في السابعة عشرة. طبعت أولى السوناتات التي ألفتها مارتينس سنة 1762 في فيينا، وكانت في الثامنة عشر. ولم يكن نشر امرأة أعمالها الموسيقية اعتياديا في ذلك الوقت. وصلت شهرتها إيطاليا بدعم من متاستازيو عندما قدم عدد من أعمالها الدينية هناك بنجاح كبير، مما أدى إلى قبولها في صفوف أعضاء الأكاديمية الفيلهارمونية في بولونيا سنة 1773 قبل أن تبلغ الثلاثين من العمر، وكانت أول امرأة تقبل في الأكاديمية منذ تأسيسها.

برزت مارتينس بين أقرانها من المؤلفات الموسيقيات المعاصرات لها في فيينا في تأليف الموسيقى الدينية مثل القداس والموتيت علاوة على سوناتات الهاربسيكورد والموسيقى الأوركسترالية والمسرحية، مثلاً اهتمت ماريا تيريزيا فون باراديس بفن الأوبرا، أو يوهانا أورنهامر التي برعت في التأليف للبيانو. ولا شك أن تقديم أعمالٍ دينية في مناسبات عامة يعني الكثير من الشهرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram