متابعة المدى
مرت قبل ايام ذكرى رحيل الكتبي العراقي الرائد قاسم محمد الرجل صاحب مكتبة المثنى من اقدم المكتبات التجارية في العراق.
اقام بيت الحكمة في بغداد ندوة بهذه المناسبة تحدث فيها عدد من المختصين عن دور النشر العراقية الاولى في بدايات القرن العشرين.
حتى مجيء قاسم محمد الرجب ليحول العمل الكتبي الى عمل منظم و دؤوب لتصبح مكتبته بعد سنوات قليلة من اكبر المكتبات التجارية في الشرق الاوسط، ليصبح قاسم الرجب من الاسماء اللامعة في عالم الكتب والمكتبات كما واصبح خبيرا بالكتب المطبوعة والمخطوطة حتى انه استدرك على كتاب كارل بروكلمان (تاريخ الادب الغربي) الذي يعد من اوسع فهارس الكتب العربية في العالم.
تحدث عدد من المحاضرين عن واقع المكتبات ومشاكل الكتاب العراقي ومنهم الدكتور عارف الساعدي مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافي ومستشار رئيس الوزراء. عن واقع الكتاب العراقي ومشاكله المزمنة فينا يتعلق يتصديره وتوزيعه ودعم مؤلفيه.
وقدم الاستاذ رفعة عبدالرزاق محمد في كلمته تاريخاً لمكتبة المثنى التي تأسست عام ١٩٣٥ وصاحبها الرجب، وعرج على صفحات مطوية من تاريخ النشاط الكتبي والطباعي في العراق واكد على ان وفاة قاسم رجب عام ١٩٧٤ كانت تشوبها شبهة جنائية، كما ان الحريق الكبير في بيروت، الذي حاق بالمكتبة سنة ١٩٩٩ واتى مع اغلب محتوياتها من الكتب المطبوعات النادرة، كان كما قال احد المسؤولين في الدفاع المدني انه بفعل فاعل وتضمنت الجلسة مداخلات عديدة واسئلة وجهتها للمحاضر عن تاريخ الكاب والطباعة في العراق، المشاكل التي تواجه المؤلف العراقي او الكتاب العراقي.
وقاسم الرجب أحد الرموز الأدبية العراقية ولد عام 1919 وتوفي عام 1974، وتعلم القرآن وهو صغير ثم أكمل دراسته الابتدائية، واشتغل في (المكتبة العربية) الشهيرة في سوق السراي لصاحبها نعمان الأعظمي، ولعدة سنوات، وكان ذكياً يحب مطالعة الكتب ويستمع إلى زوار (المكتبة العربية) وجلاسها حين يبدون آراءهم في الكتب ودرجاتها وأهميتها، وبرع في عملهِ، واكتسب خبرة في تصريف الكتب، ثم انفصل عن أستاذه، وافتتح مكتبة صغيرة في سوق السراي سماها (مكتبة المعري)، عام 1935م وهو شاب، ثم غير اسمها إلى (مكتبة المثنى)، ثم نمت المكتبة وتوسعت حتى صارت من أشهر دور الكتب في الوطن العربي.