اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > رواية موبي ديك .. التي وصفت بالملحمة الاميركية الوحيدة

رواية موبي ديك .. التي وصفت بالملحمة الاميركية الوحيدة

نشر في: 28 إبريل, 2024: 10:49 م

عرض/ علاء المفرجي

في سلسلة أعمال خالدة أصدرت دار المدى رواية (موبي ديك) لمؤلفها هيرمان ميلفيل، وترجمة إحسان عباس، وتحتلّ رواية "موبي ديك" مكانةً مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، بالإضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة حول الصراع والتحدّي بين حوت وإنسان.

ويقول الأمريكيون عنها: "إنها ملحمتنا الأميركية الوحيدة". ولاقت الرواية من الإهمال بعد صدورها ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز، ليقضي بقيّة حياته موظّفاً في سلك الجمارك الأمريكية ويموت مُهمَلاً مجهولاً في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

وتدور حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الحضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود، كما تحوّله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش - مطلق العيش - وعن المشروع الأمريكي الذي وجد في عمل ملفيل شكلاً من أشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت أمريكا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكانات. فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة.

وتدور الرواية حول سفر إسماعيل من جزيرة مانهاتن إلى مدينة نيو بدفورد في ولاية ماساتشوستس، مخططًا للتسجيل في رحلة بحرية لصيد الحيتان. كان الخان الذي وصل إليه مكتظًا بالناس، لذا وجب عليه أن يتقاسم السرير مع الإنسان المتوحش ذي الوشوم كويكويج البولنيزي (من سكان بولنيزيا)، وهو صائد حيتان، وكان والده ملكًا لجزيرة روكوفوكو الخيالية. في الصباح التالي، حضر إسماعيل وكويكويج خطبة البابا مابل عن سفر يونان، ثم توجها نحو جزيرة نانتوكيت. سجل إسماعيل في رحلة بحرية مع مالكي سفينة بيكود لصيد الحيتان، وهما الكويكرز بيلداد وبيليج. وصف بيليج الكابتن آهاب: "إنه رجل عظيم، غير تقي، رجل شبيه بالإله"، ومع ذلك هو شخص لديه "إنسانياته". استأجروا كويكويج في صباح اليوم التالي. تنبّأ رجل يُدعى إيليا بأن مصيرًا أليمًا سيحدث إذا انضم إسماعيل وكويكويج إلى آهاب. وبينما حُمّلت المؤن، صعدت شخصيات غامضة على متن السفينة. وفي يوم الميلاد البارد، غادرت بيكود الميناء.

ناقش إسماعيل علم دراسة الحيتان (التصنيف الحيواني والتاريخ الطبيعي للحوت)، ووصف أفراد الطاقم. ستاربك، الربّان الأكبر، والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، كويكرزي من جزيرة نانتوكيت، ذو عقلية واقعية، كان كويكويج رمّاحه لصيد الحيتان، الربّان الثاني هو ستاب، من كيب كود، هو شخص سعيد ومنطلق ومحظوظ ومبتهج، كان رمّاحه تاشتيغو، المغرور، ذي الأصل الهندي النقي، وهو من غاي هيد، والربّان الثالث كان فلاسك، من جزيرة مارثا فينيارد، كان قصيرًا وشجاعًا ورمّاحه داغّو، إفريقي طويل، وهو الآن من سكان نانتوكيت.

عندما ظهر آهاب أخيرًا على سطح مؤخرة السفينة، أعلن أنه مغادر للانتقام من الحوت الأبيض الذي حرمه ساق واحدة من ركبته حتى أسفل قدمه وتركه يستخدم بدلة صناعية مصنوعة من عظم فك الحوت. سيُقدم آهاب للرجل الأول الذي سيرى موبي ديك (الحوت الأبيض الصخم) دوبلونًا، وهي عملة ذهبية، ثبّتها في صارية السفينة. احتج ستاربك على أنه لم يأت من أجل الانتقام بل من أجل الربح. قصد آهاب ممارسة تعويذة غامضة على إسماعيل: "بدت ضغينة آهاب لي أنها لا تخمد". وبدلًا من الاقتراب من منطقة رأس هورن، اتجه آهاب إلى المحيط الهادئ الاستوائي عبر جنوب إفريقيا. وبعد ظهر أحد الأيام، في الوقت الذي يقوم فيه إسماعيل وكويكويج بنسيج شبكة –"بدا أن شدّها كان ضروريًا، لتصبح يداه حرة، وتكون فرصة لرمح كويكويج"– رأى تاشتيغو حوت العنبر. ظهر خمسة من الرجال غير المعروفين من قبل على سطح السفينة، وتبين أنهم طاقم خاص مُختار من قبل آهاب، مفسرين بذلك الشخصيات الغامضة التي شُوهدت تصعد على السفينة. قائدهم فيدالا، بارسيّ الطائفة، وهو رماح آهاب. كانت تلك الملاحقة غير ناجحة.

والمترجم إحسان عباس ناقد ومحقق ومترجم فلسطيني. يُلقب بشيخ المحققين والنقاد العرب. كان أستاذاً فلسطينياً في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكان يُعتبر شخصية بارزة في الدراسات العربية والإسلامية في الشرق والغرب خلال القرن العشرين. ألف عباس "ما يزيد عن مائة كتاب"، خلال مسيرته الأدبية، واشتهر بأنه أحد أبرز علماء اللغة العربية وآدابها وكان ناقدًا أدبيًا مرموقًا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram