الخالص (ديالى) 964

يعمل الحاج عدنان سلمان، المعروف بـ "عدنان السني" معالجاً للكسور كما يصف نفسه، وكما يعتقد أهل حي الزهراء، وهو في هذا المجال منذ عقود، ويؤكد أن له خبرة طويلة في جبر الكسور ورثها عن أبيه، أما عن التسمية، فهي تعود إلى حقبة ماضية، حين جاء جد عدنان أول مرة إلى أطراف الخالص، قادماً من الأنبار، وقد عُرِف بدق الدفّ في المناسبات الدينية كما يفعل المتصوفة، فأطلق عليهم السكان بيت "السني" بعفوية.. كما لو أنها مهنة أو عشيرة، ثم ذهبت لقباً!

عدنان سلمان – معالج كسور لشبكة 964:

تسمية بيت السني، حكايتها بدأت بعدما انتقل جدنا من محافظة الأنبار بعد حادثة، واستقر في أطراف قضاء الخالص، وكان جدي يدق الدف في المناسبات الدينية، ولقبه السكان بـ"السني" نسبة لمذهب معظم سكان المنطقة التي جاء منها.

بعدها انتقل لمركز قضاء الخالص، واستقرت عوائلنا فيها إلى يومنا هذا ومازالت التسمية مقترنة بنا ويطلق على العائلة "بيت السني" كحال أية عائلة لها لقب في قضاء الخالص مثلاً "العلوچي" أو "بيت أبو الكعك" وحتى في الأوراق الرسمية التسمية موجودة ولقبنا هو "السني".

أنا من مواليد 1944، وتعرضت لحادث سيارة عندما كنت طفلاً وأدى إلى إصابتي بكسرين، الأول في الساق والثاني في الفخذ، واستمرت فترة علاجي سنة كاملة حيث كان والدي الحاج "سلمان" قد تعلم أصول العلاج من أحد أصدقائه، وكانت رغبتي بتعلمها واضحة.

أبي كان يقول لي "إلك واهس تتعلمها" فتعلمتها وأحببت المهنة كونها إنسانية تساعد الناس على تجاوز إصابات يتعرضون لها خلال حياتهم اليومية.

والدي كان يستقبل الكثير من الحالات نساءً ورجالاً وأطفالاً، وبعد تشخيص الإصابة تبدأ مراحل إعادة العظم أو الغضروف أو كما يسمونه بالعامية "الكركطة" إلى مكانها، ويوصف له ما بعد المعالجة الأولية أن يرطب المنطقة بالماء والملح أو الزيت والملح بهدف ترطيب المنطقة لمدة 72 ساعة.

الكسر علاجه يحتاج إلى 60 يوماً وبعد إزالة الجبس نتأكد من التصاق العظم، وفي حال عدم الشفاء نزيد فترة الجبس حتى يمتثل المصاب للشفاء.

في السابق كنا نستخدم طحين الماش (نوع من الحبوب) ويخلط مع صفار البيض وتحضر منه عجينة توضع على مكان الكسر حتى يتماثل المصاب للشفاء، وبعده عُرف الجبس وغيرها من الطرق العلمية الحديثة.

خروج المفصل عن مكانه يسمى في العامية "الفصخ"، ويتعرض له كل مفصل نتيجة شدة خارجية ومثل هذه الحالة، مدة العلاج تستمر 15 يوماً مع تدليك الموضع 3 مرات باليوم بماء بارد لتجنب التورم، وبعدها يعود الإنسان طبيعياً، ويفضل دهنها بالزيت بهدف ترطيب المكان وتليين المفصل.

أما فطر العظم فهو حاله كحال الكسر، ونميزه عند الضغط على المكان المشكوك فيه، وعندما يتألم المريض هنا نفرض عليه الراحة ونظاماً غذائياً بدءاً بحليب الجاموس ومرق العظام وأيضاً بتناول البيض قبل نضوجه تماماً، وهذا يساهم بتحفيز العظم على إفراز مادة تسرع عملية التحام العظم، وتختلف فترة الاستشفاء من مكان إلى آخر، فاليد أو القدم 60 يوماً، أما الحوض فيحتاج 6 أشهر وأحياناً عاماً.

أعالج أصعب الحالات، ومن الحالات المعقدة التي أعالجها هي انفصال أو تهشم عظم الحوض خاصة لدى النساء وهي حالة يعجز عنها بعض الأطباء.

مثلما ورثت هذه المهنة عن والدي، أحاول توريثها لأولادي خدمة للناس.