 الموصل / سيف الدين العبيدي

يعد فصل الربيع في الموصل مميزاً عن باقي فصول السنة ويحظى بإقامة العديد من النشاطات سواء من مهرجانات او معارض او الخروج برحلات سياحية عائلية واخرى تعليمية، ومع ظهور الازهار والورود التي تمتاز بها نينوى وعلى هامش مهرجان الربيع والعودة لذكريات الماضي عندما كان يضم خلال فعالياته عرضاً لأنواع الورود التي تنبت في المدينة ، لذا اعيد العمل به واقيم معرضاً خاصاً للزهور والنباتات بتنظيم بلدية الموصل وعلى ارض حديقة الشهداء اقدم حدائق ام الربيعين الواقعة بالجانب الايمن من المدينة، شارك بالمعرض ٤٠ مشتلا اهليا وحكوميا الى جانب خبراء واساتذة جامعيين متخصصين في الزراعة، ويعد هو الاكبر من نوعه في نينوى.
واستمر لمدة 5 ايام ابتداءً من يوم الأحد ولغاية اليوم الخميس، ويأتي المعرض ضمن حملة التوعية والتثقيف التي تعمل عليها مدينة الموصل في التشجيع على التشجير والزراعة وزيادة المساحات الخضراء، حيث تسعى بلدية الموصل وبالتعاون مع الخبراء الزراعيين في انشاء اكبر مشتل للنباتات والزهور او محمية خضراء في أم الربيعين على مساحة ٦٠ دونما والذين سيكون من خلال تعاون بين بلدية الموصل واصحاب المشاتل وبإنتظار رصد ميزانية خاصة لها من قبل حكومة نينوى المحلية. ويقول ماهر يونس- صاحب مشتل- في حديث لـ(المدى)، ان المعرض له فائدة كبيرة للناس الغير مهتمة بالنباتات ويهدف على تشجيعهم على التشجير وإيصال رسالة ان الزراعة رئة الحياة والتعريف بأنواع النباتات، ويتمنى أن يتواصل إقامة هكذا نشاطات لأجل ان يكون هناك انتشار اوسع للاهتمام بالنباتات، وبين اهالي الموصل لهم اهتمامات كبيرة بالتشجير واهتمامهم كثيراً بالاشجار المثمرة والورود، مشيرا الى الزهور الهولندية والتركية هي اكثر ما موجود في هذا المعرض.
من جانبه اكد عبدالرحمن ناظم -احد اصحاب المشاتل -ان الموصليين خلال فصل الربيع يقبلون على شراء البناتات والزهور، وقد لاقى إقبال كبير منهم خلال هذا المعرض، واضاف ان الهدف من هذه الفعالية هو اطلاع الناس على انواع الاشجار والنباتات وزيادة تثقيف الجمهور بالتشجير وتعريفهم بأهمية النباتات، واكد ان مدينة الموصل شهدت بالسنوات الاخيرة نمو خضري ونقل نوعية في مجال التشجير. وتابع قوله ان اشياء كثيرة تميز بها هذا المعرض منها دعم البلدية له والمشاركة الواسعة من المشاتل التي اصبحت احدى واجهات المدينة. وأضاف، ان المعرض يضم نباتات معمرة تصل الى ٥٠ سنة وكذلك سناديل الاسمنتية المصممة بأشكال جميلة وهي مقاومة للظروف المناخية القاسية وانه استطاع انتاج ٨٠ الف شتلة وانه يطمح على رفع الإنتاج وتقليل المستورد قدر الإمكان. وأوضح، ان هذا المعرض هو من اقوى المعارض بعد معرض بغداد للزهور، وقد جهز له من قبل ٢٠ يوم ويعكس بفائدة كبيرة على المشاتل في تعريف الناس بأنواع النباتات والتعرف على باقي المشاتل. إلى ذلك تحدث مدير بلدية الموصل المهندس عبدالستار الحبو لـ(المدى) قائلا: ان الموصليين يحبون النباتات والزهور والتشجير والدليل ان اغلب منازل الاهالي تحوي حدائق داخلية وحتى خارجية، وانهم بدأوا خلال السنوات الثلاث الاخيرة بالاهتمام بالزراعة اكثر فأكثر خاصة مع ظاهرة التغير المناخي الحاصل.
وأضاف، ان البلدية تهتم بشكل كبير في جانب البيئة والقضاء على التصحر وقد زرعت الالاف من الاشجار في الطرقات وشيدت العديد من الحدائق العامة وانشئت منتزهات جديدة للمدينة وشجرتها ووفرت لها حماية واهتمام وادامة مثل منتزه باب الموصل في قلب الجانب الايمن ومنتزه الربيع وكذلك اليرموك، وحولت مقتربات المجسرات والطرق الى اماكن خضراء، وكذلك لديها مشتل لإنتاج وبيع النباتات وبأسعار رمزية للمواطنين ومجانية للدوائر والمؤسسات الحكومية،وعلى هذا النهج اقمنا هذا المعرض الذي سيستمر بشكل سنوي وسنسعى الى تطويره اكثر فأكثر خلال الاعوام القادمة. بدوره، رأى قاسم سالم - صاحب مشتل - ان المعرض شهد إقبالا كبيرا من اهالي الموصل خلال أيامه الخمسة من خلال شرائهم للنباتات والورود المتنوعة، وبين ان هذا النشاط جاء بفائدة كبيرة وكان تعريفا عن ما تحويه المشاتل من نباتات خاصة انها مشاتل انتقلت الى مقرات جديدة لها في منطقة حي الكرامة بالجانب الايسر بعد ان كانت بالقرب من مديرية الجنسية والجوازات.