بغداد – 964

دافعت نقابة أطباء الأسنان في العراق عن مزاولة عمليات التجميل غير الجراحية، بعد أن لوحوا بوقفة احتجاج يشارك فيها ”سياسيون بارزون“، رفضاً لقرار حول ذلك أصدرته وزارة الصحة مستندة إلى تسجيل ”أخطاء طبية“ ارتكبتها العيادات، ما وصل حد تسيير لجان مدعومة “بقوات أمنية” للتفتيش في تلك المراكز عن مواد الحقن التجميلية.

وقال نقيب أطباء الأسنان في العراق، لشبكة 964، إن قرار المنع مجحف وظالم، وإن التخصص الدقيق للأطباء معني بتجميل الوجه والفكين، وإن مواد الحقن (فيلر وبوتوكس وما شابه) جزء من العلاج.

لكن مسؤولاً في وزارة الصحة أكد أن القرار جاء بعد تسجيل عدد كبير من المخالفات، ولا يمكن العدول عنه.

ودافع علي الياسري، وهو رئيس قسم طب الاسنان في كلية الحلة الجامعة، متحدثاً لشبكة 964، عن قرار وزيرة الصحة عديلة حمود التي أجازت منذ سنوات، لأطباء الأسنان ممارسة التجميل غير الجراحي، بعد دارسة شارك فيها متخصصون، معرباً عن اعتقاده بأن إلغاء القرار يحتاج إلى دراسة مماثلة.

ماذا حدث

في 9 أيار 2024، قررت وزارة الصحة العراقية منع أطباء الأسنان من ممارسة عمليات التجميل للوجه واستخدام مواد ”الميزو” والفيلر“ و“البوتوكس” للحقن.

وأرسل وزير الصحة صالح الحسناوي فرق تفتيش للعيادات والمراكز لإغلاق المخالف منها، بعد ورود معلومات عن مخالفات وأخطاء طبية، وفقاً للوزارة.

وقال الناطق باسم الوزارة سيف البدر، في تصريح صحفي، إن ”القرار يقضي بمنع أطباء الأسنان من القيام بعمليات الحقن في مراكز التجميل أو في عياداتهم، وخضوعهم للعقوبات حال تسجيل أي مخالفة".

ويجري تداول أنباء على نطاق واسع في مواقع التواصل بشأن ”أخطاء كارثية“ جراء عمليات تجميل يقوم بها أطباء غير متخصصين، لكن يصعب التحقق من مزاعم أشخاص يقولون إنهم ضحايا ”أطباء يجهلون التجميل".

مسؤول في وزارة الصحة، لشبكة 964:

قرار منع الأطباء من مزاولة عمليات التجميل جاء على خلفية تسجيل عشرات الأخطاء الطبية في بغداد والمحافظات.

طبيب الأسنان لا يملك أي خبرة في مجال عمليات التجميل لأن اختصاصه الدقيق بعيد جداً عن هذا المجال.

الأطباء المتخصصون فقط في مجال التجميل هم الوحيدون المرخصون بمزاولة المهنة.

الوزارة شرعت بتنفيذ حملات واسعة لملاحقة مراكز التجميل المخالفة للضوابط الجديدة من خلال تشكيل لجان مدعومة بقوات أمنية.

اللجان تقوم بتقديم إنذار أولي أو غرامة مالية لكل عيادة طب أسنان تجد لديها مواد خاصة بعمليات التجميل مثل مادة “الفلر”.

اللجان تقوم بتشميع العيادات وتقديم شكاوى رسمية في المحاكم في حال وجود مراجعين يريدون إجراء هذا النوع من العمليات في عيادات الأسنان.

الوزارة لا تستطيع السيطرة على ظاهرة دفع رشاوى للجان مقابل التغاضي عن إغلاق العيادات المخالفة.

أبو بكر الراوي – نقيب أطباء الأسنان، لشبكة 964:

قرار وزارة الصحة بشأن منع أطباء الأسنان من مزاولة عمليات التجميل غير الجراحية مجحف وظالم وغير قانوني.

نقابة أطباء الأسنان ترفض القرار جملةً وتفصيلاً، وستكون لديها وقفة احتجاج كبرى بحضور شخصيات سياسية بارزة تنديداً بالقرار.

النقابة لديها كل الأدلة والوثائق التي تثبت أحقية طبيب الأسنان بمزاولة هذا النوع من العمليات.

علي الياسري – رئيس قسم الأسنان في كلية الحلة، لشبكة 964:

قبل أعوام كانت وزارة الصحة أجازت عمل أطباء الأسنان في العمليات التجميلية غير الجراحية، بناءً على مباحثات مطولة من قبل لجان استشارية وضعت تعليمات جرى الالتزام بها.

اللجان ضمت أطباء من اختصاصات مختلفة، واستندت في قرارها لوقائع ومعايير علمية دقيقة.

مهنة طب الأسنان تقوم على أساس التجميل من ناحية الأسنان وعضلات الوجه، والذي يتطلب استخدام الفلر والبوتكس ومشتقاته، وكلها مواد تدخل في علاج الوجه.

لا يمكن إلغاء أي قرار جاء بناءً على دراسة علمية دون وجود أسباب حقيقية وعلمية، وما أقدمت عليه الوزارة أخيراً أثار استهجان جميع أطباء الأسنان في العراق.

من حق أطباء الأسنان الآن تقديم شكوى قضائية ضد القرار الجديد، خصوصاً وأن عمل هذه الشريحة من الأطباء في التجميل سار منذ 2018.

بوتوكس وفلر

المواد المستخدمة في حقن البوتوكس والفلر تدخل إلى العراق عبر وزارة الصحة، من شركات معتبرة.

قرار وزارة الصحة الأخير غير مدروس. إذا أخذنا دول الجوار او بعض الدول الكبرى في مجال الطب مثل الولايات المتحدة الأميركية، تجد أن أطباء الأسنان هناك يجرون هذا النوع من العمليات غير الجراحية.

مواد الفلر وغيرها تستخدم أيضاً في علاج مشكلات عضلات الوجه والعصب السابع وغيرها من الأمراض.

الحديث عن تسجيل أخطاء طبية عديدة من قبل أطباء الأسنان في هذا الجانب غير صحيح.

جميع أطباء الأسنان الذين يتخرجون يخضعون لكورسات مكثفة من قبل النقابة بالتعاون مع اللجان العلمية في وزارة الصحة للحفاظ على المريض ومنع حصول أخطاء طبية.