بغداد – 964

قطاع النقل النهري يبدو مجالاً واعداً، إذ تعتقد الوزارة بأنه أنجح مشاريع حزمة فك الاختناقات المرورية، فكلما نجحت الحكومة بإقناع المزيد من الناس بركوب الزوارق والتنقل بين ضفاف مدن البلاد.. ساهم ذلك بالتخفيف عن الجسور والشوارع المرتبطة بها، واليوم يعمل 22 زورقاً فعلياً في بغداد والبصرة والكوفة وبابل، وتنتظر محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وكربلاء وذي قار افتتاح مشاريع التاكسي النهري، إذ تخطط وزارة النقل إلى افتتاح 23 محطة جديدة إضافة إلى الـ 9 الموجودات، ليصبح المجموع 32 محطة نهرية، لكن المشروع يصطدم أيضاً ببعض المعوقات مثل الموافقات الأمنية، وانخفاض مناسيب المياه، إلى جانب تراجع ثقافة التنقل النهري في معظم مدن البلاد لاسيما في البصرة التي مازال استخدام الزوارق فيها مقتصراً على الجولات السياحية، وتوفر الوزارة زوارق متعددة السعات، تحمل 30 أو 40 راكباً إلى جانب زوارق VIP لكبار الشخصيات، كما توفر خدمة حجز الزورق بالكامل، وبأسعار لا تتجاوز 100 دولار للزورق الكامل مقابل التجوال مدة ساعة.
ويقول مدير إعلام وزارة النقل ميثم الصافي، لشبكة 964، إن التاكسي النهري هو أنجع مشروع من المشاريع الحكومية لفك الاختناقات المرورية في البلاد، فهو ينقل المواطنين بين ضفاف الأنهر سيما طلاب الجامعات، إلى جانب الجولات السياحية والتعرف على المناطق التي تمر بها الخطوط.
ويؤكد أن هذا المشروع مفعل الآن في 4 مدن عراقية هي بغداد والبصرة والكوفة والحلة، لكن الخطة المستقبلية تهدف إلى تفعيله في كل من ذي قار، صلاح الدين، نينوى، كربلاء، والأنبار، مبيناً أن الزوارق المستخدمة فيه تمتاز بأعلى مواصفات السلامة الدولية وهي صديقة للبيئة.
مجموع الزوارق الخاصة بمشروع التاكسي النهري في العراق هو 22 زورقاً من 4 أنواع بحسب سعتها، أولها زورق يتسع لـ 40 شخصاً، وآخر لـ 30، ثم لـ 10 أشخاص، وزورق VIP للشخصيات الرسمية.
أما تسعيرة النقل النهري للشخص الواحد فهي 2000 دينار، وفي حال حجزت عائلة كاملة زورقاً لرحلة خاصة، فيحدد السعر عندها حسب الوقت، فالرحلة لربع ساعة تكلف 30 ألفاً، ورحلة لنصف ساعة 60 ألفاً، ورحلة لساعة كاملة 150 ألف دينار.
بغداد:
تعرضت الزوارق في العاصمة لتضرر كبير وتعطلت لفترة، لكن الخط اليوم مفعّل ويعمل بـ 4 محطات هي القشلة “المتنبي” والكاظمية والأعظمية والجادرية بـ 6 زوارق، وهناك مساعي للحصول على موافقات أمنية من أجل زيادة عدد المراسي في بغداد.
لكن مصدراً يعمل في المنشآت النهرية بالعاصمة يؤكد للشبكة، أن مشروع النقل بين محطة وأخرى متوقف منذ فترة طويلة، بسبب قضايا فساد مالي وإداري، ويقتصر على الجولات السياحية قرب كل محطة، باستثناء النقل بين ضفتي المتنبي والكاظمية، وهو ما يؤكده الصافي، إذ يقول إن الوزارة تبحث مع الجهات الأمنية توسيع مساحات حركة الزوارق عبر الحصول على الموافقات الأمنية لتسيير النقل بين المراسي الأربعة، كما تبحث مع وزارة الموارد معالجة مشكلة انخفاض المناسيب التي تعرقل توسع المشروع.
البصرة:
مشروع التاكسي النهري هناك هو الأكثر فاعلية بين مدن البلاد، سيما أيام الاحتفالات الوطنية والمناسبات الرياضية، إذ تعمل 10 زوارق بين مرسيي العشار والقصور الرئاسية.
ويوضح الصافي أن مشروع التاكسي النهري مفعل بشكل كامل وتسعى وزارته إلى زيادة عدد الزوارق والمراسي في شط العرب، لكنه يتحدث في الوقت نفسه، عن عدم إقبال المواطنين على استخدامه كوسيلة نقل، بل يكتفون بالجولات السياحية العائلية سيما أيام العطل، وهو ما أكده مراسل الشبكة في المحافظة.
ويبيّن الصافي، أن السبب وراء الإقبال الضعيف هو توقف المشروع لعدة مرات ولفترات طويلة، لكنه يؤكد أن الوزارة ستفتتح مراس جديدة وتزودها بزوارق إضافية، إذ تبحث مع الجهات المختصة الحصول على الموافقات الأمنية لتوسيع مساحات التنقل.
الحلة والكوفة:
حصة الحلة من الزوارق أقل من سابقاتها، إذ تملك 3 زوارق فقط، تتنقل بين منتجع آثار بابل ومنطقة “جسر بتة” ذهاباً وإياباً، كما هو الحال في الكوفة التي تملك 3 أيضاً لكن تعمل بمحطة واحدة هي كورنيش الكوفة، وبجولات سياحية صغيرة فقط تصل إلى أسفل جسر الإمام علي وتعود للنقطة ذاتها.
مراسل الشبكة في الحلة يقول إن الخط بين المحطتين فعّال ويستخدم للنقل بين الضفتين إضافة إلى الجولات السياحية الأكثر إقبالاً من المواطنين.
الصافي يكشف عن مساع تقوم بها شركة الموانئ البحرية، لإنشاء مرسى “سدة العباسيات” ومرسى “طويريج” ومرسى “الهندية” خلال الأيام المقبلة، موضحاً أن التنسيق جارٍ حالياً ومستمر مع الموارد المائية لتحديد 23 موقعاً جديداً في العراق لإنشاء مراس للتاكسي النهري، إذ تم إعداد مخططات لها وبانتظار المصادقة عليها من قبل الموارد.
ويضيف، أن المفاوضات جارية إلى الآن لترخيص كافة المناطق المائية التي ستنتقل من خلالها الزوارق، لافتاً إلى تقديم خارطة بالمواقع التي تريد الوزارة أن تصلها من خلال المشروع، وتنتظر الموافقات اللازمة.
ويشير الجدول التالي إلى محطات التاكسي النهري في كل مدينة:
بغداد 4 محطات – متوقف بسبب قيود أمنية باستثناء ما بين المتنبي والكاظمية، إلى جانب الجولات السياحية.
البصرة محطتان – الإقبال ضعيف على النقل بين المحطتين، وفعّال للجولات السياحية.
بابل محطتان – فعّال للنقل بين المحطتين وللجولات السياحية.
الكوفه محطة واحدة – فعّال للجولات السياحية فقط.