النجف – 964
تتصاعد مخاوف المؤرخين والنشطاء من زوال معالم القلعة أو قصر الرحباوي بسبب عوامل التعرية وغياب أعمال التأهيل، ويقع المعلم الأثري الذي يعود للعصر العباسي، في أطراف بادية النجف الجنوبية ضمن ناحية الرحبة على بعد 35 كيلو متراً عن مركز مدينة النجف، ويقول مؤرخون إن زبيدة زوجة هارون الرشيد قامت بتعمير طريق الحجاج الذي يمر بالناحية، وفي عام 1750م أعاد السيد محمود الرحباوي الذي يعود نسبه للامام موسى بن جعفر الكاظم بناء القصر، مستعينا بعيون الماء التي اشتهرت بها الناحية آنذاك، وبعد وفاة الرحباوي سنة 1813م أهملت المنطقة بالكامل، ثم ازدهرت من جديد وعاشت عصرها الذهبي وانتعشت اقتصادياً عام ١٩٣٦م بعد ردم جزء من بحر النجف وافتتاح طريق الحج البري، ووفقاً للجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة فإن فريقاً متخصصاً سيزور المكان لتقييم الوضع.
عبد الزهرة تركي الفتلاوي – مؤرخ تاريخي لشبكة 964:
يبلغ طول الخان حوالي 110 متراً وعرضه 80 مترا، وقد بنيت الجدران من الحجر، والسقف بطريقة العقود والأقبية، وفيه أبراج نصف دائرية عند أركان المدخل الرئيسي، وفيه دار ومسكن السيد محمود السيد أحمد مير جمال الرحباوي الموسوي.
في الرحبة عيون ماء كثيرة منها (عين الرحبة، عين بجاي، عين خريبة، عين يازي) والسيد محمود هو الذي أظهر عين الرحبة المطمورة بالرمال، واستخدم ماءها في ترميم القصر القديم بجانبها، واتخذ منه سكنا.
المنطقة مهمة وكانت من مقرات دولة المناذرة وقلاعها الغربية، ومحطة مهمة من محطات الطريق المتصل بقلب الجزيرة العربية قبل الإسلام.
عام 1887 ولما أخذت منطقة بحر النجف بالجفاف تم شق طريق ترابي سلكته قوافل الحجاج من مدينة النجف إلى الرحبة ومنها إلى المدينة المنورة.
من الملاحظ خلال العصر العباسي أن السدود المقامة على فروع نهر الفرات كانت تنهار من وقت لآخر ما يؤدي إلى إغراق بساتين بحر النجف وقطع طريق القوافل السالكة للخط الصحراوي إلى الحج، وسمي درب زبيدة لأن زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد قامت بتعميره وإحياء عيون الماء الموجودة فيه ومعظمها اندثر بسبب الكثبان الرملية والإهمال، ويبلغ عمر القلعة او القصر أكثر من ألف عام.
وقيل في الشعر الشعبي حول القصر:
يا دار وين اهلج صُفَوا حاجيني يا دار
وين ارحلوا عني ومشوا ما عندج اخبار
يا دار من بعد الأهل ظليتي تذكار
بالباب روحي اتعلقت والقلب محتار حاجيني يا دار
عدنان البرشاوي – مؤرخ لشبكة 964:
للخان أو القصر تاريخ ذكره ياقوت الحموي والسكوني عند إشارتهما لعيون الطف القريبة من القادسية، وكذلك ذكره جعفر محبوبة في كتابه "ماضي النجف وحاضرها"، وفيه مرقد محمد بن الحسن وهو مزار معروف مشهور تعلوه قبة، وكان مطموراً تحت التراب أيضا وأظهره وشيده السيد محمود الرحباوي، وتذكر بعض الروايات التاريخية أن الامام الحسين مر بهذا المكان.
حسن أحمد – مهتم بشؤون التاريخ، لشبكة 964:
قصر الرحبة أو ما تبقى من هذا المعلم التاريخي المهم في النجف معرض للانهيار إن لم تتخذ الحكومة إجراءات سريعة لترميمه، فهو مهمل وبحالة سيئة بسبب قدمه مع وجود عوامل التعرية.
سهام المحنة – رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس النجف لشبكة 964:
نعم هناك مخاوف من انهيار القصر بسبب عوامل التعرية والظروف الجوية، وستتم متابعة الموضوع وزيارة المكان برفقة الخبراء والكوادر المختصة.
هناك مساعي جدية للمحافظة على آثار العراق بصوره عامة والنجف بصورة خاصة من منطلق "آثارنا إرثنا" ونحن نعمل على تطويرها والحفاظ عليها.