اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مبادرة السلام الأمريكية بشأن وقف العدوان على قطاع غزة ورد الفعل في إسرائيل

مبادرة السلام الأمريكية بشأن وقف العدوان على قطاع غزة ورد الفعل في إسرائيل

نشر في: 4 يونيو, 2024: 12:00 ص

د. فالح الحمـراني

تشير الدلائل الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتردد في القبول بالميادرة الامريكية بشأن وقف حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل شنها في قطاع غزة بعد استخفافه وتجاهله بالعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب بوقف القتال في قطاع غزة وترتيب وصول المساعدات الإنسانية بصورة مأمونة إلى القطاع.
وقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الجمعة 31 أيار، مقترحات بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن والتي زُعم أنه نقلها إلى حماس نيابة عن إسرائيل. وتتضمن الخطة التي وصفها بايدن “بالإسرائيلية”، بندا فاجئ تل ابيب بصدد “وقف جميع الأعمال القتالية” وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ولا يوجد أي تحديد بشأن توقيت الهدنة. وعودة الرهائن. وتتضمن الخطة التي كشف عنها بايدن، ثلاث مراحل.
ومن الجدير بالذكر بشكل خاص أن بايدن، توجه “إلى شعب إسرائيل” مباشرة بالكلمات التالية: “من المهم لإسرائيل أن تعرف أن مثل هذا القرار لن يخلق أي مخاطر إضافية، لأنه في غضون ثمانية أشهر سينتهي الأمر”. لقد تمكن الجيش الإسرائيلي (حسب قوله) من القضاء على حماس”. وأضاف بايدن: “هناك في إسرائيل مَن لن يوافق على مثل هذه الخطة”. “وسوف يدعون إلى استمرار القتال واحتلال قطاع غزة. وعودة الرهائن ليست أولوية بالنسبة لهم، وسيطالبون بالمزيد من الجهود لتحقيق “المفهوم الغامض للنصر الكامل».
كما دعا بايدن حماس إلى الموافقة على الاقتراح الإسرائيلي الذي تم نقله إليها عبر وساطة قطرية. ويدعو الاقتراح إلى تبادل الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين المختطفين وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وعلى الرغم من عدم ذكر ذلك بشكل مباشر، فإن شروط الاتفاق تتيح لحماس بالحفاظ على السلطة في قطاع غزة.
مبادرة بايدن للسلام
تتكون الخطة من ثلاث مراحل. واعترف بايدن بأنه سيكون من الصعب بشكل خاص التفاوض على الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الأولى
ــ وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. والقوات الإسرائيلية تنسحب من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
ــ وتطلق حماس سراح عدد غير محدد من الرهائن بينهم نساء ومسنين وجرحى مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. كما تعيد حماس إلى أحبائها رفات بعض الرهائن القتلى.
ــ ويعود المدنيون الفلسطينيون إلى جميع مناطق غزة.
ــ زيادة بلا حدود في المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال ما لا يقل عن 600 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية يوميا إلى قطاع غزة. وسيرسل المجتمع الدولي أيضا مئات الآلاف من الوحدات السكنية المؤقتة.
ــ وستستمر المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بوساطة الولايات المتحدة وقطر، طوال الأسابيع الستة. وإذا نجحت، يمكن الانتقال إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية
•إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بما في ذلك الأفراد العسكريين الذكور.
•الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة بأكمله.
وسيصبح وقف إطلاق النار “وقفا دائما للأعمال القتالية».
المرحلة الثالثة
•عودة آخر رفات الرهائن القتلى.
•إطلاق خطة إعادة إعمار غزة بمشاركة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
طوال يوم الأول من حزيران، واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية معرفة خلفية وتفاصيل “العرض الإسرائيلي الجديد لحماس”، الذي أعلن عنه في الليلة السابقة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتظهر الصورة متناقضة، ولا يحاول مكتب رئيس الوزراء توضيحها، بل طمسها قدر الإمكان.
وهكذا، قال مكتب نتنياهو لمراسلة القناة 12، دانا فايس، إن البيت الأبيض أبلغ نتنياهو بالخطاب المقرر للرئيس قبل نصف ساعة من بدايته، لكنه لم ينقل مضمون الخطاب. ويتناقض هذا التصريح مع رسالة باراك رافيد، حيث قالت مصادره إن السفارة الإسرائيلية في واشنطن تلقت خطاب بايدن مسبقا وتم تسليم نص الخطاب للجانب اللإسرائيلي.
وتلقى مراسل صحيفة “هآرتس”، أمير تيبون، معلومات مماثلة من مصادر حكومية: قيل له إن البيت الأبيض قد نسق محتوى خطاب بايدن مقدما مع الجانب الإسرائيلي، “على عكس جمهورية مصر التي قدمت عرضا لحماس دون الاتفاق مع إسرائيل مسبقا ( ونتيجة لذلك، كما نتذكر، فإن حماس «قبلت» الاقتراح، وإسرائيل رفضته بشكل قاطع).
وبحسب مصادر أمير تيبون، فإن اقتراح بايدن الإسرائيلي “يشبه إلى حد كبير” ما اقترحته مصر على حماس. هذا ما تؤكده مراسلة “كان” جيلي كوهين، التي تكشف مضمون “التنازلات” الإسرائيلية لحماس.
ووفقاً لصحفي من إحدى القنوات التلفزيونية العامة، قبلت إسرائيل بشرطين رئيسيين تخلت بسببهما في السابق عن صفقة “الخيار المصري”: في المرحلة الأولى، ستعيد حماس ليس فقط الرهائن الأحياء، بل أيضاً الموتى، وسيستمر وقف إطلاق النار “الإنساني” طوال فترة المفاوضات بشأن هدنة طويلة الأمد والانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة. وكانت هذه النقطة ذات أهمية أساسية بالنسبة لحماس: يجب على إسرائيل أن تتعهد بعدم استئناف الأعمال القتالية لكي يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل أسرى الحرب. ومع ذلك، لم يتم تحديد الإطار الزمني. في النهاية، قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تتعافى حماس بشكل كامل في قطاع غزة.
وكما تؤكد جيلي كوهين أن بايدن عبر بالفعل عن الاقتراح الإسرائيلي الذي نقله الفريق المفاوض إلى قطر. وتم تحقيق مثل هذا الاقتراح نتيجة للضغط العام الموحد على نتنياهو الذي مارسته جميع الأجهزة الأمنية بدعم إجماعي من وزراء المجلس العسكري – يوآف غالانت وبيني غانتس وغادي أيزنكوت. وبحسب ما ذكرته “كان”، قبل أسبوعين، بعد اجتماع المجلس العسكري الذي رفض فيه رئيس الوزراء مقترحات فريق التفاوض وأعلن أنهم “لا يعرفون كيفية التفاوض”، قرر منسق الرهائن في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيتسان ألون، الاستقالة، لكن وزير الدفاع يوآف غالانت أقنعه بالبقاء وأكد له أن الجهاز الأمني بأكمله يقف إلى جانبه ويصر على التوصل إلى اتفاق.
وفي الاجتماع التالي لمجلس الوزراء العسكري، أيد جميع رؤساء الأجهزة الأمنية، إلى جانب الوزراء غانتس وجالانت وآيزنكوت، “الاقتراح الإسرائيلي” ذاته الذي أعلنه بايدن. وبعد أن تُرك معزولاً، أيد نتنياهو أيضاً الاقتراح، وتم تقديمه نيابة عن إسرائيل إلى الوسطاء القطريين. لكن تجدر الإشارة إلى أن كل هذه تصريحات لصحفيين إسرائيليين، بناءً على معلومات يزعمون أنهم تلقوها. ولا توجد وثيقة رسمية منشورة واحدة صوت عليها مجلس الوزراء الحربي.
وبحسب وسائل الإعلام اليسارية، تلقى نتنياهو “ على شكل دعوة من الحزبين إلى الكونغرس الأميركي حرفياً في تلك اللحظة بالذات. ومع ذلك، خوفا من رد فعل بن جفير وسموتريتش، يحاول رئيس الوزراء طمس حقيقة بسيطة بتصريحات تبدو عدائية يمكن فهمها بطريقتين - كرفض لاقتراح بايدن وكمبرر لهذا الاقتراح.
وقالت مصادر أميركية لباراك رافيد إن واشنطن تشعر بخيبة أمل بسبب عدم وجود رد فعل علني على خطاب بايدن من قبل الوزير بيني غانتس، الذي تم إبلاغه أيضاً بمضمون الخطاب مسبقاً. كما شعر البيت الأبيض “بخيبة الأمل” من أول رد فعل غير علني لغانتس على الرسالة المتعلقة بخطاب الرئيس الأمريكي.
نهاية الدراما يجب أن تأتي بعد عطلة نهاية الأسبوع لكن بالنظر إلى تصريح نتنياهو، لم يفهم أحد ما كان يحدث.
وبحسب آخر استطلاع للرأي، فإن 62% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب إذا سمحت بإطلاق سراح جميع الرهائن. وبين ناخبي الائتلاف الحاكم يؤيد هذا الموقف 35%، وبين الذين صوتوا للمعارضة 74%.
وقالت الخدمة الصحفية للحكومة الإسرائيلية، بعد خطاب الرئيس الأمريكي، إن إسرائيل لن تتخلى عن خططها للتدمير الكامل لحماس، لكنها عرضت “الخطوط العريضة” لاتفاق يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا يوم السبت لتعزيز الرسالة التي تم نقلها بعد خطاب كشف فيه الرئيس جو بايدن عن عرض إسرائيلي جديد لحماس. وقالت في بيان صدر باللغة الإنجليزية لوسائل الإعلام الأجنبية “شروط إسرائيل لأنهاء الحرب لم تتغير” و” إن فكرة موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل حدوثه لا معنى لها».
لكن بالنسبة لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا غير عادي يوم السبت: “لن نوافق على وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم استيفاء الشروط التي وضعناها”. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها: أن شرط وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة هو تدمير حماس. ونقلت عنه كان بيت قوله: “إن أي اقتراح توافق بموجبه إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار دون تدمير الهيكل العسكري والسياسي لحماس لن تتم مناقشته».
وكما حدث أكثر من مرة، سارع المنتدى الإسرائيلي لأهالي رهائن حماس، ومن دون التعمق في نص “مبادرات البيضان”، إلى مطالبة الوزراء والنواب: قولوا “نعم” للصفقة والإفراج عن المحتجزين.

  • اعتمدت المادة على مواد نشرت في وسائل الإعلام الروسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram