TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > شارع صهولكه.. نبض السليمانية الليلي

شارع صهولكه.. نبض السليمانية الليلي

نشر في: 6 يونيو, 2024: 01:29 ص

 المدى / سوزان طاهر

إذا زرت السليمانية ولم تزر صهولكه فأنت لم تزر المدينة، هذا الشارع الممتد على جانب شارع سالم الرئيسي، حيث تجد رائحة الشاي على الفحم وأنواع الأكلات الشعبية، فضلاً عن انتشار المقاهي الثقافية، وهو ما يعكس روح المدينة ولياليها الساحرة.

من خلال الأغاني العربية والكردية والحوارات حول الثقافة والأدب والسياسة والصحافة، وأجواء ساحرة في ليالي صاخبة، بعد يوم شاق ومتعب في العمل، يحاول الناس الترويح عن أنفسهم، وتستمر تلك الأجواء حتى ساعة متأخرة من الليل.
ويقول الكاتب والشاعر الكردي نوجين عثمان، خلال حديث لـ(المدى)، إن "شارع صهولكه هو متنفس أهالي السليمانية وقبلتهم التي يرتادونها ليلاً، بعد يوم شاق من العمل"، مشيراً إلى أن "الأجواء في منطقة صهولكه ساحرة، حيث تجد الشاي المطبوخ على الحطب، فضلا عن الباعة المتجولين، الذين يبيعون "حب عباد الشمس" والمكسرات والكرزات بأنواعها المختلفة".
وأضاف أن "وجود مقهى جمال عرفان التأريخي الذي يجتمع فيه المثقفون والأدباء والشعراء، في شارع صهولكه، أعطى له نكهة خاصة وطعماً آخر، خاصة وأنه، ملتقى الأدب والثقافة وعرض النتاجات الثقافية".
وتابع، أن "مقهى الأغا هو واحد من الأماكن التاريخية التي تعكس حاضر وماضي السليمانية، وتضم داخل المقهى مكتبة فيها المئات من الكُتب التي تقدم للزبائن، وكذلك تتم مناقشة المواضيع اليومية المختلفة التي تهم واقع السليمانية".
من جهته، يقول الكاتب الكردي، سامان الجاف، خلال حديث لـ(المدى)، إن "صهولكه هي وجه السليمانية الثقافي والمكان الخاص بقضاء الوقت واللقاء بالأصدقاء لتخفيف عبء العمل اليومي"، لافتاً إلى أنه "دائما ما تكون حلقات للنقاش في المواضيع السياسية بين الحاضرين في صهولكه سواءً في المقاهي أو الذين يشربون الشاي والقهوة على الأرصفة، فهؤلاء ينتمون لتوجهات سياسية وحزبية مختلفة، ولكن نقاشاتهم تبقى في طور النقاش الحضاري".
ولعل أبرز ما يُميز "صهولكه" عن غيرها من مناطق السليمانية، باعة الشاي فيها، فالحطب أساس الصناعة وهي الطريقة التي يُحبها أهالي المدينة، ورواد شارع سالم.
ويؤكد بائع الشاي داريان أحمد، خلال حديث لـ(المدى)، أنه "يبيع الشاي في هذه المنطقة منذ أكثر من 7 سنوات، ويقدم للزبائن بطريقة مختلفة، وهو ما يجعل الأهالي يتجمعون رجالاً ونساءً ومن مناطق مختلفة يقصدون صهولكه".
ولا تقتصر أرصفة ومقاهي صهولكه على الرجال وحدهم فالكثير من الناشطات والصحافيات يجتمعن هنا، ويبادلن الرجال أحاديث السياسة والثقافة والفن وأوضاع الإقليم.
وتشرح الناشطة الكردية إيلين لطيف، خلال حديثها لـ(المدى)، أن "الكثير من النساء من الناشطات والإعلاميات يفضلن اللقاء في مقاهي وأرصفة صهولكه، للحديث عن مواضيع مختلفة تخص المرأة والسياسة والأدب والفكر"، مضيفة أن "أكثر النساء يفضلن شرب القهوة في صهولكه ومن ثم التجول بين جوانب الشارع، أو الجلوس في مقهى جمال عرفان أو الحديقة العامة التي تقع في بداية شارع سالم".
وتندرج صهولكه ضمن صنف الأماكن العابرة في جماليات المكان، ومن المميزات الجمالية لهذه الأمكنة هي أنها تجمع أطياف المجتمع العراقي كافة، من عمالٍ ومثقفين وفنانين وسياسيين وشبان وشيوخ ومفكرين وسواح من مختلف المحافظات والبلدان.
ومن مميزات الشارع وجود عدد من العازفين الذين يعزفون الأغاني الكردية والعربية على الآلات الموسيقية المختلفة، فكاك إبراهيم واحد من الذين يميزون شارع صهولكه، وهو الذي يقوم بتشغيل الأغاني على جهاز المسجل القديم، ويتجمع حوله المارة، ليقوموا بالتقاط الصور وإعطائه الهدايا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

 ذي قار / المدى صدر حديثا عن دار الرفاه للطباعة والنشر المجلد العاشر من كتاب (سبعة آلاف مثل عراقي / جمهرة الأمثال في مدينة الناصرية) الذي وثق فيه الباحث حسين كريم العامل جانبا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram