السماوة (المثنى) 964
على أنغام وصوت أم كلثوم عاد رواد مقهى "البرلمان" للاجتماع من جديد بعد غياب دام 20 عاماً، وتأسس المقهى عام 1933 في عكد الحدادين داخل السوق الكبير بالسماوة، وأغلق عام 2004، إلا أن عماد فنين أعاد افتتاحه قبل أيام، ويعتبر المكان ذاكرة لأحداث سياسية تاريخية، إذ كان يجلس الجميع ويستمعون إلى أحداث الحرب العالمية الثانية عبر الراديو، لكن صاحبه الآن منع استخدام الإنترنت ووسائل اللعب مثل الدومينو والطاولي ويقول إنه سيظل محافظاً على هوية المكان وتاريخه واسمه، وجاءت التسمية من الجلسات السياسية النقاشية في القرن الماضي للشخصيات الكبيرة وقد شهد ترشيح الشيخ عزارة آل معجون والشيخ عجة الدلي لعضوية مجلس الأعيان العراقي للدورة الأخيرة عام 1954 – 1958.
عماد فنين – صاحب المقهى، لشبكة 964:
تأسس المقهى عام 1933 وتناوب على إدارته المرحوم عباس الوعي وبعده نافع آل مشل والد الشاعر ناظم السماوي ومن عام 1965 استأجره المرحوم كريم فرج حتى عام 2004 حين وفاته وبعدها أغلق وماتت الحياة فيه وأتيت أنا لأعيد الحياة فيه من جديد.
سمي المقهى بالبرلمان لأنه كان محطة لتجمع شيوخ العشائر ووجهاء المدينة والوطنيين آنذاك، لمناقشة الأوضاع السياسية وحتى إسقاط الحكومات وفيه تم ترشيح الشيخ عزارة آل معجون والشيخ عجة الدلي لمجلس الأعيان بدورته الأخيرة.
لا نعتبره مقهى فقط بل هو كلية خرجت أدباء وسياسيين وشعراء وحتى رياضيين وكان محطة لاجتماع المواكب الحسينية أيام زمان.
المقهى يعتبر متحفاً مصغراً لتراث المثنى وتاريخها، ولدي صورة تعود لعام 1919 لمدينة السماوة التقطها الطيران الإنكليزي للمدينة وبندقية عمرها 134 سنة وما تزال تعمل لحد الآن.
جرّدنا المقهى من الوسائل الجديدة مثل الإنترنت وألعاب الطاولي وغيرها من أجل استمرار الحديث والنقاش، ولا نسمع إلا الطرب القديم وخصوصاً صوت أم كلثوم.
عباس الخفاجي – أحد رواد المقهى، لشبكة 964:
المقهى قديم جداً قبل إنشاء السوق المسكوف، وهو تجمع للطبقة المثقفة.
نختار المقهى لكسب الراحة النفسية والعودة إلى الماضي ورؤية الصور القديمة مثل جسر السماوة.
قبل 2004 كنا نجلس هنا والمقهى لا يزال محافظاً على تراثه خصوصاً أنه مازال مسقفاً "بالميط" والبواري.
المقهى شعبي ويمثل تراثنا ونحن نعتز به لأنه كان يجمع أبناء منطقة الشرجي والغربي حينما كانت السماوة صغيرة آنذاك.