 ذي قار / حسين العامل

في وقت اقرت فيه جهات حكومية في ذي قار بانتشار اعداد كبيرة من الكلاب السائبة في المناطق السكنية، اكدت تواصل العمل بحملة مكافحتها التي انطلقت عقب تعرض 11 طفلا لعضة كلب مسعور، مؤكدة قتل 400 كلب خلال الايام الاولى من الحملة التي انطلقت خلال ايام العيد وستتواصل على مدى شهرين.
وقال مدير المستشفى البيطري في محافظة ذي قار، محمد عزيز جاسم في حديث لـ(المدى)، ان "حملة مكافحة الكلاب السائبة كانت تصطدم بعقبة عدم توفر باب صرف قانوني لتمويل الحملة"، واضاف " وبعد تعرض 11 طفلا لهجوم من كلب مسعور عقدت الجهات والدوائر المعنية اجتماعا طارئا برئاسة المعاون الفني لمحافظ ذي قار حسن دعدوش وحضور ممثل عن قيادة الشرطة والبلدية والبيئة والبيطرة".
وتابع جاسم "وقد تم توفير غطاء مالي للحملة خلال عطلة العيد وجرى التنسيق مع مدير عام ادارة البيطرة ومسؤول المذاخر لتوفير المواد اللازمة لمكافحة الكلاب السائبة في نفس اليوم".
مبينا ان الحملة التي تتواصل على مدى شهرين انطلقت في بادئ الامر بأربعة فرق توزعت على مناطق صوبي الجزيرة والشامية وشملت حي اور وسومر ومحيط مستشفى الحسين ومركز الناصرية للقلب والمستشفى التركي".
وافاد بـ" باستحداث فرق اخرى لمكافحة الكلاب السائبة لتشمل مناطق شارع بغداد وحي المتنزه ومجمع تينا السكني وغيرها من المناطق"، مؤكدا تواصل الحملة للقضاء على اكبر عدد من الكلاب السائبة.
واستطرد جاسم انه "بموجب قانون الصحة الحيوانية يحق للمحافظ ان يتعاقد مع جهة او متعاقد متخصص بمكافحة الكلاب السائبة وقد تم التعاقد بإشراف دوائر البيطرة والبيئة وقيادة الشرطة والبلدية"، واردف "وحاليا تعمل عدة فرق في كل من صوبي مدينة الناصرية"، لافتا الى " تشكيل لجنة خاصة بإحصاء الكلاب التي تم استهدافها في الحملة ودفنها من قبل عمال البلدية".
ويجد مدير المستشفى البيطري ان" اعداد الكلاب السائبة كبير جدا وتنتشر في مناطق واحياء سكنية عديدة وهو ما استدعى ان تتواصل الحملة لمدة شهرين"، مؤكدا القضاء على 400 كلب في الايام الاولى للحملة التي انطلقت في الايام الاولى لعيد الاضحى.
وحذر جاسم من مخاطر الكلاب السائبة لافتا الى ان " تلك الكلاب تشكل مصدر خطر لنقل وتفشي الأمراض كداء الكلب والاكياس المائية ونقل حشرة القراد المسبب والناقل الرئيسي لمرض الحمى النزفية ناهيك عما تشكله من ارهاب للمواطنين ولاسيما الأطفال والنساء".
وكان مصدر طبي في محافظة ذي قار افاد يوم السبت (15 حزيران الجاري) بتعرض 11 أطفلا لإصابات بليغة اثر تعرضهم لهجوم كلب مسعور في احد احياء مدينة الناصرية.
واوضح المصدر أن " الاطفال المصابين جرى نقلهم الى المشفى لتلقي العلاج ومعظمهم في حالة مستقرة".
وفي اعقاب الحادث عقد رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الباقي العمري اجتماعا طارئاً ضم نائب محافظ ذي قار رزاق كشيش، ورئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس الدكتور احمد غني الخفاجي، ومسؤولين اخرين من الجهات الحكومية المعنية.
وقال العمري في بيان تابعته (المدى)، إن "الاجتماع جاء لوضع حلول سريعة لظاهرة انتشار الكلاب السائبة في مناطق المحافظة، بعد الحادث الاليم الذي وقع يوم (السبت)"، لافتا إلى ان " تأخر حسم الموضوع خلال المدة الماضية، يعود لعدم توفير التخصيصات المالية ومناقلتها من الأبواب الأخرى للصرف".
واضاف رئيس المجلس، انه " تم الاتفاق على عدة مقررات من بينها إيفاد النائب الأول للمحافظ إلى وزارة المالية لغرض حسم ملف المناقلة المالية إلى لجنة مكافحة الكلاب السائبة في ديوان المحافظة، والمباشرة بحملتها خلال الفترة المقبلة".
وأبدى العمري،" اسفه البالغ عما حصل من تعرض عدد من الاطفال إلى هجوم من قبل الكلاب السائبة والذي أدى الى اصابة عدد منهم بجروح متفاوتة".
وقوبلت الحملة بآراء متضاربة بين الاوساط الشعبية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي اذ ترى الاغلبية اهميتها للتخلص من مخاطر قطعان الكلاب السائبة التي باتت مصدر قلق لسكان الاحياء الشعبية فيما يطالب البعض بحلول حضارية تراعي حقوق الحيوان مشددين على ضرورة توفير اماكن مناسبة لرعايتها وعدم اللجوء الى ابادتها، فيما اقترح البعض الاخر تصديرها الى البلدان التي تستهلك لحومها وتهتم بها.
وكانت قيادة شرطة ذي قار اعلنت في (منتصف ايار 2023) عن تواصل حملة مكافحة الكلاب السائبة والمسعورة في مركز مدينة الناصرية والاقضية والنواحي، وفيما اكدت قنص العشرات خلال اليوم الاول من الحملة، بينت ان انطلاق الحملة يأتي بناء على نداءات استغاثة من المواطنين الذين يعانون من الظاهرة في المناطق السكنية.