أحمد ثامر جهاد
يروي هذا الوثائقي للمخرج (michel viotti) المكون من ثلاث حلقات (50 دقيقة لكل حلقة)هي على التوالي(أفلام في ساحة المعركة- في مواجهة هتلر وموسوليني-مشاهير على الجبهة)الكيفية التي استجابت بها هوليود لنداء الرئيس روزفلت بضرورة دعم مجهود الحرب. معلومات غزيرة ووثائق نادرة تظهر كيف سخرت المؤسسة السينمائية العريقة كل امكانياتها البشرية وخبراتها الفنية وقدراتها اللوجستية لصالح دعم قواتها العسكرية ورفع معنويات المقاتلين الامريكيين في جبهات الحرب العالمية الثانية.
يمكن القول ان هذا الاسهام السينمائي الكبير اخذ انطلاقته الاوسع منذ العام 1942 اي بعد واقعة بيرل هاربر،اذ استشعرت امريكا بفعل الخسائر الفادحة التي لحقت بها حينذاك الخطر الفعلي لاعدائها، ثم توسعت مساهمة شركات هوليود الانتاجية الكبرى في السنوات التي تلت ذلك. بكل الاحوال لم تدخر مؤسسة هوليود اي جهد مهما كان نوعه في سبيل تحقيق المهمة الوطنية التي اوكلت اليها والتي كانت تتم عبر عدد من مكاتب التنسيق الرسمية على أعلى المستويات، حتى ان البعض اطلق على تلك التنسيقيات تسمية" هيئة اركان هوليود" وقد شارك فيها عشرات النجوم والمخرجين والتقنيين المعروفين، بينهم: جون فورد، بيلي وايلدر، جون هيوستن، جورج ستيفينز، جيمس ستيوارت، كلارك غيبل، جيمس كاغني وعدد اخر من الممثلين والممثلات" في ضوء ذلك كله تم إنتاج آلاف الأفلام الدرامية والوثائقية والكارتونية، سواء كانت موجهة للجمهور العام أو للوحدات العسكرية بشكل خاص، كما جرى تدريب مئات الفننين والمصورين على الفعاليات القتالية لغرض مرافقة سلاح الجو او القوات البحرية الامريكية وتوثيق المعارك ومشاهد الحرب كما تجري في الواقع لدرجة ان اعترض مكتب الرقابة العسكرية احيانا على بعض منها بحجة انها تحبط معنويات الجنود وتظهر الخسائر الفادحة بين صفوف الجيش، وتسببت تلك المشاركات الفعلية بمقتل واصابة العديد من المصورين والفنيين في ميدان المعارك الجارية. بعض تلك الوثائقيات والافلام الدرامية يعد اليوم ايقونات نادرة وثقت اهم لحظات الحرب الطاحنة خاصة على الجبهة اليابانية في المحيط الهادي كفيلم جون فورد" Midway 1942"الحاصل على اوسكار افضل فيلم وثائقي في حينها وكذلك توثيق عملية انزال النورماندي.
يمكن القول ان اهم الافلام الحربية التي انتجتها هوليود في العقود اللاحقة استند بشكل او باخر الى خبرة هوليود الكبيرة في وثائقيات النزاع الدائر وافادت كثيرا مما قدمته من اعمال فنية في سنوات الحرب العالمية الثانية وما تلاها من احداث.