علاء المفرجي
مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير من الألقاب، التي استدها القائلون بها من تنوع وإجادة الأدوار التي لعبها هذا الممثل.
«قدم شخصية ساذجة، كما في دور البطولة في «كازانوفا» لفيدريكو فيلليني عام 1976، ظلَّ ساذرلاند قوياً؛ أبقى على وجهه الذكي متعاطفاً مثل «كازانوفا»، رغم أنه يُشبه الوحش الأسطوري. أما في ملحمة المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي، «1900»، فقد لعب دور شخصية فاشية يُدعى «أتيلا البشع». ورغم أنه بالتأكيد بعيد جداً عن التعاطف، فقد أدّاه بديناميكية مثيرة للاشمئزاز ومفعمة بالوميض البرّاق. في السنوات الأخيرة، مال نحو الجاذبية، ولكن في أوج نشاطه، نقل الغضب الشديد أو الفرح أو البهجة أو الخبث أو الانفصال الساخر المبهج، كما في فيلم «ماش» لروبرت ألتمان عام 1970، بأدائه دور «هوكيي بيرس»، الجرّاح الميداني المتألّق غير المسؤول في الجيش الكوري. قدَّم شخصية منشقّ ينبض بالحياة، يتحرّك بطاقة هائلة بلا اتجاه، على العكس من اللامبالاة المرحة التي أدّى بها آلان ألدا الدور عينه على شاشة التلفزيون.»
لم يقتصر تفوّق ساذرلاند على تجسيد أدوار الأبطال النبلاء فحسب، بل امتدّ إلى الأدوار الشريرة والشهوانية. كذلك أتقن تجسيد هموم الرجل المحترم الذي يتحمّل أعباء القيادة أو الحزن. انجذب إلى الأدوار القيادية المعقَّدة، ووجد المخرجون مراراً أنه يتمتّع بالجدية الفكرية والنضج العاطفي لتجسيد شخصية الأب المعقَّدة، أو ربّ العائلة المضطرب، كما في فيلم «أناس عاديون» لروبرت ريدفورد. وربما الدور الأكثر إثارة على الإطلاق، هو دوره مؤرّخاً للفن يُدعى «جون باكستر» في فيلم «لا تنظر الآن» لنيكولاس روغ عام 1973.»
وبدأ ساذرلاند مسيرته في التمثيل مطلع ستينيات القرن الماضي، وظهر في عدد من البرامج التلفزيونية والأفلام. إكتسب شهرة واسعة في أواخر الستينيات والسبعينيات من خلال أفلام مثل «أبطال كيلي»(1970)، و»لا تنظر الآن»، كما شارك في سلسلة أفلام «ألعاب الجوع» (The Hunger Games) بدور الرئيس سنو، مما أكسبه جيلاً جديداً من المعجبين.
وحقق الراحل الكثير من الجوائز أبرزها "غولدن غلوب" مرتين، و"إيمي" عن أدوار تلفزيونية، ومُنِح عام 2017 جائزة أوسكار فخرية عن مجمل مسيرته، وفي عام 2015 تم تكريمه بنجمة باسمه على رصيف "هوليوود بوليفارد".
قيل الكثير عن هذا الممثل الذي لم يقتصر تفوّقه على تجسيد أدوار الأبطال النبلاء فحسب، بل امتدّ إلى الأدوار الشريرة والشهوانية. كذلك أتقن تجسيد هموم الرجل المحترم الذي يتحمّل أعباء القيادة أو الحزن. انجذب إلى الأدوار القيادية المعقَّدة، ووجد المخرجون مراراً أنه يتمتّع بالجدية الفكرية والنضج العاطفي لتجسيد شخصية الأب المعقَّدة، أو ربّ العائلة المضطرب، كما في فيلم «أناس عاديون» لروبرت ريدفورد. وربما الدور الأكثر إثارة على الإطلاق، هو دوره مؤرّخاً للفن يُدعى «جون باكستر» في فيلم «لا تنظر الآن» لنيكولاس روغ عام 1973.
تسلق ساذرلاند إلى الشهرة بعد أدواره في أفلام الحرب مثل الدزينة القذرة، و أبطال كيلي. ظهر بعد ذلك في العديد من الأدوار القيادية والداعمة، بما في ذلك كلوت مع النجمة جين فوندا (1971)، لا تنظر الآن (1973)، 1900 (1976)، كازانوفا لفيليني (1976)، بيت الحيوان (1978)، غزو خاطفي الجثث (1978).، أناس عاديون (1980)، موسم أبيض جاف (1989)، جون كنيدي (1991)، ست درجات من الانفصال (1993)، بلا حدود (1998)، و كبرياء وتحامل (2005). قام بتصوير الرئيس سنو في امتياز ألعاب الجوع (2012-2015).