TOP

جريدة المدى > سياسية > مع قرب موعد اغلاق المخيمات.. ايزيديون يخشون العودة الى سنجار

مع قرب موعد اغلاق المخيمات.. ايزيديون يخشون العودة الى سنجار

نشر في: 1 يوليو, 2024: 12:16 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع ال BBC الإخباري البريطاني استمرار معاناة ناجين من الايزيديين بعد عشرة سنوات على اجتياح تنظيم داعش لمنطقتهم سنجار وارتكاب جريمة إبادة جماعية بحقهم، مشيرا الى ان اغلبهم يخشون العودة لديارهم مع قرب موعد اغلاق مخيمات النزوح نهاية تموز وذلك لبقاء منازلهم وقراهم في حالة خراب وليس هناك خدمات ولا مدارس او مستشفيات مع تواجد عدة جماعات مسلحة فيها.

ويذكر التقرير ان عدة ناجيات من الايزيديات اللائي عايشن اهوال جرائم داعش، ويقمن في مخيمات نزوح متضررة، كن في المملكة المتحدة ضمن جوقة كورال لأداء فعاليات غنائية تعكس تاريخ منطقهم سنجار وتراثها وثقافتها مع تسليط الضوء على المعاناة التي تمر طائفتهم الدينية.
دموع كانت تنحدر بهدوء على وجنة الايزيدية، أميرة ، وهي تروي للبي بي سي الاعمال الوحشية التي ارتكبها مسلحي داعش عند اجتياحهم لمنطقتهم سنجار منذ عشرة سنوات مضت في العام 2014 ، ولكن الالم ما يزال يتجدد عندها. حيث استطاعت الهروب الى الجبل في وقت تم قتل الرجال وسبي النساء واستعبادهم جنسيا، وان اثنين من اخواتها كن من بين اللائي اختطفهم داعش.
تقول أميرة انه على خلاف بقية النساء الايزيديات ، فان اختيها لم يتم اغتصابهن لأنهن كن متزوجات ، مع ذلك فان احداهما التي قتل زوجها من قبل داعش ، كانت تتعرض للضرب على نحو يومي وتلقت تهديد وحشي شنيع من خاطفيها.
تمضي اميرة بالقول " كانت قد ولدت طفلا قبل اختطافها ب 15 يوم، وقالوا لها: سنقتل طفلك ونجبرك على أكل لحمه".
وكاد صوت اميرة يختفي وهي تصف كيف ان اختها الأخرى، دلال ، التي كانت حامل عند اختطافها قد فقدت طفلتها الرضيعة عند عمر خمسة أشهر لأنها لم تستطع ارضاعها . وحاولت دلال قتل نفسها ولكن تم ايقافها من قبل ابنها البالغ من العمر أربعة سنوات. وتقول اميرة " ابنها كان في الرابعة من عمره فقط، وقال لها: أمي لا تقتلينا. دعينا نخرج من هنا".
وفيما بعد عندما اخذت قطعة طماطم لإطعامه ، تم حجزها وطفليها في غرفة على مدى أسبوع كعقوبة بدون طعام ، مجرد قنينة صغيرة من الماء وشيء قليل من الحليب.
وتخطط الحكومة العراقية اغلاق مخيمات النزوح حيث يقيم فيها آلاف من الايزيديين وذلك منذ العام 2014 ويشكل ذلك مصدر خوف وخشية بالنسبة لكثير منهم. وان الخدمات المحدودة التي تقدم لهم في المخيمات ستتوقف بنهاية شهر تموز الحالي ، مع منح تقدم لهم للعودة الى منطقة سنجار التي حدثت فيها المجزرة.
فيان دخيل ، عضوة برلمان من الطائفة الايزيدية ، قالت للبي بي سي " الوضع خطر جدا ، هناك الكثير من المجاميع المسلحة ، وقوات الحكومة العراقية ضعيفة. الأنقاض في كل أنحاء سنجار . ليس هناك بيوت ولا مدارس ولا مستشفيات ولا أي شيء".
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR قد أعربت عن قلقها بقولها انه يجب ان لا يكون هناك اغلاق قسري لمخيمات النازحين. وقال فرهاد بهويور ، المتحدث باسم الوكالة في العراق " لا ينبغي اجبار أي شخص على ان يعود لمكان حيث من الممكن ان يتعرض لأذى لا يمكن إصلاحه ، او انه خالي من خدمات أساسية مثل الماء والرعاية الصحية والسكن وفرص عمل تساعدهم على استئناف حياة كريمة".
وتقول الوكالة انها تخشى من ان قسم من النازحين من أهالي سنجار قد ينتهي بهم الحال بدون خيار سوى البقاء في المخيمات الخارجة عن الخدمة.
هادية ، 28 عام ، وهي ايزيدية أخرى ضمن الجوق الغنائي الذي زار المملكة المتحدة بمبادرة من مؤسسة اعمار الخيرية ، قالت لبي بي سي انه قبل العام 2014 كان لديها " كل شيء حتى بيت كبير".
اما الان فهي تعيش مع عائلتها في خيمة مساحتها ثلاثة أمتار كأنه سجن والجو فيها حار جدا في الصيف وبارد في الشتاء، رغم ذلك فإنها تشعر على الأقل انها بسلام هناك.
ما تزال، هادية، حبيسة الذكريات المرعبة أيضا، بضمنها ما حدث لابنة عمها غزال.
وكانت غزال قد اقتيدت أسيرة وهي بعمر ثمان سنوات، وبعد مرور سنتين تم اجبارها على الزواج . وعندما تم انقاذها في العام 2020 وهي بعمر 14 عام ، تقول هادية انها كانت تربي طفلين اضطرت تركهم وراءها . غزال الان في الثامنة عشر من عمرها وما تزال مضطربة ووضعها النفسي صعب. اختها الأكبر، التي من المفترض ان يكون عمرها الان 19 عام ، هي من بين مئات نساء اخريات مازلن في عداد المفقودين.
زهراء ، مديرة مؤسسة اعمار الخيرية لمساعدة الايزيديين في دهوك ، تشكي بقولها " ليس هناك من يسأل عنهن . ليس هناك من يساعدنا للبحث عن اخواتنا. لم يساعدنا أحد عندما اقتحم داعش منطقتنا، والان يطلبون منا العودة الى سنجار".
وتقول زهراء ان الخسارة الأكبر ضمن كل ما مر بهم هو انها خسرت وزميلاتها واصدقائها المستقبل الذي كانوا يخططون له ، مؤكدة بان الصدمة النفسية الجماعية والشعور بالإهمال هو ما يزال يعانون منه.
وتضيف قائلة " لا نشعر بأمان. ولا نثق بأحد".

  • عن ال BBC

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram