 ترجمة / حامد احمد

تناول تقرير دولي أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العراق OCHA الجهود المبذولة لتحقيق حلول مستدامة لأوضاع نازحين وعائدين الى مناطقهم من مستوى معيشة ورعاية صحية وسكن وخدمات مؤكدا بقاء تحديات تعيق عودة آمنة لنازحين لمناطقهم منها عدم توفر سكن وقلة خدمات مع وجود تناقص في تمويل جهود إزالة الغام من مناطق ملوثة استطاعت عام 2023 ان تطهر 20% فقط من مساحة أراضي البلد الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية وتوقع استمرار تدني التمويل عام 2024.

ويذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في تقريره حول العملية الانتقالية في العمل الإنساني في العراق لعام 2024 والسعي نحو إيجاد حلول مستدامة لنازحين وعائدين ، بان العراق قد شهد حالات تقدم مهمة في الجانب الإنساني ويلاحظ ذلك من خلال تناقص اعداد النازحين من 7 ملايين ، بسبب الحرب ، الى 1.1 مليون نازح حاليا ، ولكن من بين هذا العدد هناك 157 الف و 714 شخص ما يزالون يقيمون في مخيمات نزوح اغلبها في إقليم كردستان وشرقي الموصل في محافظة نينوى ، مع عودة اكثر من 4.8 مليون شخص الى مناطقهم ، فان حركة عودة بطيئة لوحظت عام 2023 بسبب عوائق وتحديات معقدة تحول دون رجوعهم لمناطقهم الاصلية.
ويشير التقرير الى انه اعتبارا من كانون الأول 2023 فان مرصد حركة النازحين التابع لمنظمة الهجرة الدولية قد حدد وجود 1 مليون و 123 ألف و 663 نازح حول العراق يشكلون حوالي 192 ألف و 665 عائلة. وترى دراسات أخيرة أجريت من قبل المنظمة ان العوائق الرئيسية التي تحول دون عودة نازحين لمناطقهم الاصلية تشتمل على تحطم وتضرر منازلهم مع عدم وجود بنى تحتية فاعلة وعدم وجود مصدر معيشة فضلا عن مخاوف امنية.
ويذكر التقرير ان اكثر من نصف النازحين في البلد ينحدرون من محافظة نينوى وتشكل نسبتهم 56% من عدد النازحين الكلي وهم من مناطق سنجار وبعاج وتل لعفر ، ويلي ذلك النازحين من محافظة الانبار وصلاح الدين والذين تشكل نسبتهم 22% من العدد الكلي للنازحين .
وكشف التقرير ان 77% من النازحين يقيمون في مناطق سكنية خاصة بهم في حين يقيم 14% منهم فقط في المخيمات عبر 23 معسكر نزوح في إقليم كردستان والموصل ويبلع عددهم 157 ألف و 714 نازح ، مشيرا الى ان تحديات ظروف المعيشة والرعاية الصحية والسكن ما تزال تشكل أولويات احتياجات النازحين والعائدين. ويذكر التقرير ان جهود إزالة الألغام تلعب دور كبير في تمكين عمليات إعادة الاعمار في المناطق المتضررة من الحرب وتسهيل عودة النازحين مع دعم استئناف الأنشطة الحياتية اليومية ، مشيرا الى انه خلال العام 2023 ونتيجة لعمليات إزالة الغام أجريت من قبل مؤسسات حكومية وإنسانية في العراق ومن قبل شركات خاصة أخرى ، فانه وفقا لمؤسسة ، ماين أكشن ، الدولية المعنية بإزالة الألغام فقد تم مسح وتطهير 26 مليون متر مربع في البلاد من ألغام ومواد متفجرة وهي مصنفة الان على انها خالية من مخاطر المخلفات الحربية. مع ذلك فان هذه الجهود الكبيرة التي بذلت لم تتمكن سوى من تطهير اقل من 20% فقط من المجموع الكلي للمناطق الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية في العراق بضمنها المحافظات المتضررة من العمليات الحربية.
ونوه التقرير الى ان قطاع إزالة الألغام قد واجه خلال العام 2023 تدني بدعم تمويل البلدان المانحة ومن المتوقع ان يقل التمويل اكثر خلال العام 2024 . ولكن الأمم المتحدة مستمرة بتوجيه دعمها لتخصيص موارد مالية للجهود الإنسانية المتعلقة بإزالة الألغام من خلال ميزانية الدولة من اجل التخفيف من مخاطر المواد المتفجرة وتمكين عودة آمنة وسليمة للنازحين. حيث ان العراق يعتبر بلد عضو في مؤسسات واتفاقيات انسانية دولية مختلفة لنزع السلاح بضمنها اتفاقية حظر الألغام المضادة للأشخاص واتفاقية حظر ذخيرة القنابل العنقودية ، ولهذا فان البلد ملزم بتعهداته في تنفيذ هذه المسؤولية لحماية المواطنين عبر تسخير موارد مالية كافية لهذا القطاع.
وهناك سلطتين تشرف على جهود إزالة الألغام ضمن الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان ، وقامت مؤسسة يونيماس UNMAS الدولية لإزالة الألغام بتأسيس مكاتب دعم في العراق في نيسان عام 2023 تسعى من خلالها الى تعزيز إجراءات وجهود إزالة الألغام من خلال التنسيق مع الجهات المانحة وجهتي الاشراف في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم. وتستمر يونيماس بتعزيز قدرات الكوادر الوطنية المحلية وتقوم حاليا بتمويل مؤسستين محليتين غير حكومية لتنفيذ أنشطة إزالة الألغام في الموصل ومنطقة تل كيف وسنجار ضمن محافظة نينوى.
ويشير التقرير الى انه في آب 2023 تم اطلاق ستراتيجية 2023- 2028 الوطنية لإزالة الألغام . وتركز هذه الستراتيجية على تعزيز الجهود الوطنية المحلية لإزالة الألغام وزيادة كفاءتها من خلال تمكين كوادر هذا القطاع ضمن الدوائر المعنية في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم من اجل انجاز مهامهم في هذا المجال على أحسن وجه.

• عن موقع ريليف ويب الدولي