اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تعتقل عناصر من "pkk" بالتزامن مع اوسع توغل عسكري تركي قرب دهوك

بغداد تعتقل عناصر من "pkk" بالتزامن مع اوسع توغل عسكري تركي قرب دهوك

العراق يحتضن لقاء نادر بين اردوغان والاسد قريبا

نشر في: 2 يوليو, 2024: 12:28 ص

 بغداد/ تميم الحسن

اعلنت بغداد، امس، لاول مرة منذ 2003 اعتقال مجرمين وصفتهم بـ"الخطيرين" كانوا يخططون لأعمال تخريبية في بغداد ينتمون الى حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، في وقت كانت فيه أنقرة تتوغل عسكريا في شمال العراق وتنصب حواجز على بعد 70 كم عن مدينة دهوك بحثا عن عناصر الحزب المعروف اختصارا بـ"pkk".
وخلال اكثر من اسبوع نقل الجيش التركي ما يزيد عن 300 دبابة الى قرى في دهوك، ويتحرك مئات الجنود الاتراك في المناطق الجبلية في اوسع توغل بري بالعراق منذ 40 عاماُ، وسط ترجيحات بالتوجه نحو سنجار، شمال الموصل، وهي احد المعاقل الرئيسية لحزب العمال.
في غضون ذلك فان التوقعات تتصاعد بشأن رعاية بغداد قريبا، للقاء نادر بين الرئيسين التركي والسوري رجب طيب أردوغان وبشار الاسد، بوساطة دولية واقليمية لا يستبعد ان تكون أهدافها تصفية حزب العمال ايضا.
وكانت انقرة قد منحت العراق، بحسب مصادر خاصة لـ(المدى)، "وقتا قصيراً" للتخلص من حزب العمال المتواجد منذ الثمانينات في مناطق شمال البلاد، قبل ان تنفذ تركيا عملية عسكرية وصفتها بـ"الحاسمة" للقضاء على الحزب.
ويقول أحمد الهركي، عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ان العملية الاخيرة، التي بدأت منذ نحو اسبوع في شمال العراق، تختلف عن كل العمليات السابقة لتركيا التي جرت في تلك المناطق، بسبب "كثافة القوات وحجم التوغل".
ويؤكد الهركي في اتصال مع (المدى) ان "القوات التركية تقيم دوريات في مناطق العمادية (70 كم شمال دهوك)، وتطلبت هويات السكان، كما نسمع احيانا اصوات اشتباكات".
وقبل ايام كشفت منظمة السلام العالمي الأميركية عن ان تركيا نقلت 300 دبابة ومدرعة خلال الأيام الـ 10 الماضية إلى قرى أوره، سرَرو، آردنا، كيسته، جلكي وبابيري، قرب دهوك.
وقالت المنظمة في تقرير :" يتنقل نحو 1000 جندي بين مقر كري باروخ (وهو الأكبر الذي أنشأته تركيا في إقليم كردستان منذ 1997) وجبل متين خلف منطقة بامرني".
ورأت المنظمة أن أهداف تركيا من مناورتها الحالية "الوصول إلى جبل حوت طبق في ناحية شيلادزي، ثم احتلال سلسلة جبال كارا بالكامل، وبذلك ستفقد حكومة إقليم كردستان 70-75% من الأراضي الخاضعة لسلطتها في محافظة دهوك".
وكانت تركيا أعلنت في 17 حزيران الماضي انطلاق عملية "مخلب النمر" في بشمال العراق، وذلك بعد يومين من إطلاق عملية "مخلب النسر" في شمال العراق أيضاً.
ومنذ مطلع حزيران الماضي وحتى يوم امس، قالت تركيا انها قامت بقتل "108" من عناصر حزب العمال في العراق وسوريا، بحسب وكالة اناضول التركية.

صفقة عراقية - تركية !
ويقول الهركي ان "هناك على مايبدو تهيئة من الإعلام الرسمي لقبول الهجوم على حزب العمال الكردستاني" في اشارة الى احتمال وجود تنسيق عراقي- تركي بالعمليات الاخيرة.
وفي خبر لافت اعلنت وزارة الداخلية امس، بانها اعتقلت "مجرمين خطيرين" متهمين باعمال تخريبية في شمال البلاد قبل عامين، واكدت أنهم ضمن حزب "pkk" الذي وصفته بالمحظور.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي عقده بمشاركة مدير عام ديوان وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان هيمن ميراني، :"في عام 2022 حصل حريق في كركوك وآخر في دهوك وثالث في أربيل وتبين أن المجرمين تابعون لـ PKK المحظور".
وأشار الى أن "الجهة الداعمة للمجرمين هي الـ PKK المحظور، وغايتهم ضرب المصالح التجارية لإحدى الدول المجاورة لهم"، لافتا الى أن "حجم الخسائر التي تسببوا بها تقدر بـ 300 مليون دولار".
وذكر أن "خطتهم كانت تتضمن استهداف مناطق وأسواق في كركوك والشركات التجارية وخط جيهان النفطي، فضلا عن محال تجارية وأسواق ببغداد".
وفي اذار الماضي، قبل شهر من زيارة اردوغان بغداد، وصفت الحكومة العراقية لاول مرة حزب العمال بانه "ارهابي".
وحمل هذا التغيير بموقف بغداد تفسيرات على ان الاخيرة دخلت في صفقة تتضمن المياه (الذي تمنعه تركيا عن العراق منذ سنوات) مقابل حزب العمال.
ومطلع ايار الماضي، كان رجب طيب اردوغان، الرئيس التركي في بغداد، ووقع اكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجال الاقتصاد والتعليم والأمن.
وضمن الزيارة "منح اردوغان لبغداد مهلة قبل ان ينفذ هجوما بريا واسعا داخل العراق لملاحقة حزب العمال"، بحسب مصدر سياسي رفيع.
واكد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ(المدى) ان "هذه المهلة كانت ضمن الشروط التي سبقت زيارة الرئيس التركي" التي تأجلت اكثر من عام.
وبحسب صحيفة حرييت القريبة من الحكومة التركية، أن الاستعدادات بدأت بالاتفاق مع بغداد لتنفيذ العملية الموسعة عبر جولات من اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والعراقيين.
واشارت الصحيفة الى ان العملية ستؤدي إلى إغلاق الحدود التركية العراقية البالغ طولها 378 كيلومترا تماما وتضييق الخناق على مسلحي "PKK" وبعمق 40 كم.
وتشير بعض التوقعات ان حركة الجيش التركي الان قد تذهب صوب التقدم الى سنجار، شمال الموصل، وهي احد أبرز معاقل حزب العمال في العراق، ويرديها الحزب منذ 7 سنوات بمشاركة فصائل.
ويعتقد احمد الهركي ان انقرة تطمح بالوصول الى سنجار، لكنه يؤكد ان الاخيرة "منطقة نفوذ دولية امريكية وايرانية".
ويشير الهركي الى تركيا تقوم دائما بعمليات "جس نبض" و"فرض امر واقع" من اجل التفاوض مع العراق، مضيفا :"حركة الجيش التركي الان قد يكون ضمن فرض واقع جديد مقايضة العراق بالأرض مقابل حزب العمال".

لقاء قمة نادر داخل العراق
دبلوماسيا، كشفت صحف سورية عن لقاء مرتقب بين الأسد وأردوغان في العراق، فيما يقول دبلوماسي سابق ان دول اقليمية وعالمية توسطت لحدوث هذا اللقاء الذي قد يعيد الهدوء الى سوريا.
وقالت صحيفة الوطن السورية، أن الجانب التركي كان قد طلب من موسكو وبغداد "أن يجلس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري، من دون طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها".
ويذكر غازي فيصل الدبلوماسي العراقي السابق في اتصال مع (المدى) ان "تركيا تريد من سوريا ان تعيد التعاون السابق بين الدولتين الذي كان في ثمانينات القرن الماضي، ضد حزب العمال".
فيصل يشير الى "الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وتركيا اتفقتا قبل 40 عاما على ملاحقة حزب العمال الذي كان متواجدا حينها في سوريا وتم طرده من البلاد"، مبينا ان "انقرة تريد اعادة انتاج هذا التعاون وهذه المرة بمشاركة العراق".
وبين فيصل وهو يدير المركز العراقي للدراسات الستراتجية ان جهود روسيا والصين للوساطة ويمكن ايران ايضا، يعملون "لتسوية العلاقات السورية- التركية"، لافتا الى ان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قريبة وليست مستبعدة بما يضمن الامن السوري والتركي وقف نزيف الحرب في سوريا المستمر منذ 2011.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انطلاق دورات إعداد المدربين للتعداد العام للسكان والمساكن

هل يشارك ميسي في ربع نهائي كوبا أميركا؟

الدولار يواصل الارتفاع في الأسواق المحلية

الرئيس بارزاني يزور بغداد غداً

"لا يوجد ملوك في أمريكا".. بايدن ينتقد قرار المحكمة بشأن حصانة ترامب

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بغداد تعتقل عناصر من
سياسية

بغداد تعتقل عناصر من "pkk" بالتزامن مع اوسع توغل عسكري تركي قرب دهوك

 بغداد/ تميم الحسن اعلنت بغداد، امس، لاول مرة منذ 2003 اعتقال مجرمين وصفتهم بـ"الخطيرين" كانوا يخططون لأعمال تخريبية في بغداد ينتمون الى حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، في وقت كانت فيه أنقرة تتوغل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram