 واسط / جبار بچاي

أعلنت هيئة المواكب الحسينية في محافظة واسط عن استكمال الإجراءات المحلية لإحياء شعائر شهر محرم الحرم التي سيشارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف موكب حسيني موزعة في عموم مناطق المحافظة، وأقر عدد من أصحاب المواكب والقائمين على تنظيمها جملة من الإجراءات المهمة ووضع ضوابط للمحافظة على الشعائر الحسينية أهمها منع تجوال وحضور النساء ضمن مواكب الرجال كذلك منع استخدام أجهزة الدي جي إضافة الى تحديد توقيتات زمنية لتشغيل الصوتيات وعدم رفع الصوت عالياً.
وقال مسؤول قسم الشّعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في محافظة واسط داخل عنيد في حديث لـ (المدى)، إن " محافظة واسط استكملت الإجراءات اللازمة لإحياء شعائر شهر محرم الحرام، إذ تم عقد سلسلة من اللقاءات المشتركة بين أصحاب المواكب والحكومة المحلية والأجهزة الأمنية وتم التركيز على جملة من القرارات أهمها المحافظة على الشعائر الحسينية ومنع جميع الأشكال الدخيلة عليها".
وأضاف أن " الحكومة المحلية وجميع الدوائر الخدمية في المحافظة أصبحت على مستوى كبير من الجاهزية لتقديم الدعم لتلك المواكب سيما ما يتعلق بالأعمال البلدية والتظيفات والإنارة والدفاع المدني كذلك الإسعاف الفوري إضافة الى الجهد الأمني الذي تقوم به قيادة شرطة واسط وباقي الاجهزة الأمنية". موضحاً أن " مراسم إحياء عاشوراء قد بدأت من حيث التحضيرات الأولية المتمثلة بنصب السرادق والنشرات الضوئية ورفع رايات الحزن والعزاء لكن الفعاليات الحسينية ستبدأ منذ اليوم الأول من شهر محرم الحرام لتبلغ ذروتها في العاشر منه". من جانبه قال الحاج كاظم حسين، أحد منظمي موكب حي الجهاد في مدينة الكوت وهو أكبر المواكب الحسينية على صعيد المحافظة إن " اجتماعا موسعاً شارك فيه جميع خدمة مواكب حي الجهاد تم خلاله الاتفاق على جملة من الضوابط والنقاط المهمة ومن أهمها عدم السماح بدخول النساء الى شارع المواكب ومنع سيرهم خلف مواكب الرجال ، كذلك التأكيد على أن يكون القرآن مفتتح لبدء المواكب الحسينية ويكون ذلك قبل بدء آذان المغرب بربع ساعة كذلك يكون تشغيل أجهزة الصوت لغاية الساعة الحادية عشر ليلاً ولا يجوز أكثر من ذلك مطلقاً مع التأكيد على خفض الأصوات بحيث لا تكون عالية وقد تزعج الآخرين".
ولفت الى أن من بين النقاط الاخرى التي تم الاتفاق عليها " المحافظة على المناطق والأماكن التي تقام فيها المواكب ونسب السرادقات ومنع غلق الشوارع العامة والعبث فيها أو في الحدائق والمحافظة على منطقة الموكب والتأكيد على تنظيفها يوماً وعدم ترك العمل على الاجهزة الخدمية إضافة الى عدم الإكثار من الإنارة والنشرات الضوئية وإطفائها عند الساعة الثانية عشر ليلاً".
وقال مرتضى الكناني أحد المساهمين في موكب الرسول الأعظم في حي العمال بمدينة الكوت إن " الأهم في إحياء شعائر شهر محرم المحافظة التأكيد على إقامة المحاضرات التي تتحدث عن ثورة الحسين وقصة استشهاده والدوافع وراء تلك الثورة العظيمة والابتعاد عن كل الأمور السطحية والمظاهر التي باتت تشكل خطراً على تلك الشعائر ومنها استخدام الدي جي التي يقوم بها البعض من أصحاب المواكب من الشباب حيث سيمنع أي موكب أو مجموعة أشخاص يستخدمون الدي جي من الدخول الى المواكب والمشاركة فيها."
مؤكداً أن " من بين النقاط المهمة التي تم التأكيد عليها الجانب الأمني والتعاون كليا مع الاجهزة الأمنية والتبليغ عن أية مظاهر أو سلوكيات أو حالات معين من شأنها تعكير امن المواطنين".
وتمثل المواكب الحسينية أحد أهم شعائر المسلمون الشيعة التي يحيون من خلالها أيام عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي وأبنائه وأخيه العباس وأبناء إخوته وأصحابه البالغ عددهم (72) شخصاً في العاشر من محرم عام (61) من الهجرة، على يد جيش يزيد ابن معاوية البالغ عدده أكثر من ثلاثين ألف جندي.
وتشهد المواكب الحسينية طقوسا خاصة، منها الضرب على الصدور "اللطم" أو مواكب الزنجيل "الضرب بالسلاسل الحديدية على الأكتاف" ومواكب التطبير "الضرب على الرأس بالسيوف"، وترافق كل أشكال المواكب قراءة القصائد الحسينية من قبل شخص يطلق عليه، الرادود، وتسير المواكب على صوت قرع الطبول، الدمام، وغالباً ما يكون سيرها ليلاً لتجوب مناطق تواجدها.
وكانت الطقوس الحسينية في العراق قد تعرضت الى الكثير من الضغوطات واعتقل وأعدم الكثير من منظميها على مدى ثلاثة قرون مضت لحكومات تعاقبت على سدة الحكم في العراق، وحظرت حكومة النظام البائد تلك المواكب وإقامة مجالس العزاء الحسيني خاصة في السنوات الاخيرة، لكن تلك المواكب عادت بقوة وفاعلية غير مسبوقة بعد سقوط ذلك النظام عام 2003.