ترجمة: قحطان المعموري

واجه الرئيس جو بايدن الكثير من الانتقادات بعد أدائه السيئ في المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024 ضد دونالد ترامب.
وقالت مصادر ديمقراطية إن هناك حالة من الذعر والارتباك داخل الحزب، إضافة الى المناقشات المستفيضة حول ما إذا كان ينبغي على بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، التنحي أم لا. أما هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز - القلب النابض للمؤسسة الليبرالية في الولايات المتحدة – فقد قالت، إن بايدن ظهر وكأنه " ظلًا " لشخصيته السابقة ويجب أن يتنحى جانبًا.

لكن هل يستطيع بايدن التراجع الآن؟ ما الذي قد يحدث؟ ومن يستطيع أن يحل محله؟ الإجابة المختصرة هي أنه ما لم يوافق على التنحي جانبًا، فسيكون الأمر صعبًا. دعونا نلقي نظرة على السيناريوهات:

هل يستطيع جو بايدن الانسحاب؟
الجواب نعم، إذا قرر بايدن بنفسه التقاعد - وهو أمر مستبعد للغاية - لكن لو حدث ذلك فسيكون من السهل نسبيا العثور على مرشح آخر وسيتم اختيار مرشح الحزب رسميا في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو من 19 إلى 22 آب القادم ويخطط الديمقراطيون لترشيح السيد بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس افتراضيا قبل الاجتماع للامتثال للموعد النهائي للتصديق على الاقتراع في أوهايو. وهناك، يتعيّن على المرشح أن يفوز بدعم أغلبية "المندوبين" أي - مسؤولي الحزب الذين يختارون المرشح رسمياً. يتم تعيين المندوبين للمرشحين بشكل متناسب بناءً على نتائج الانتخابات التمهيدية لكل ولاية.

هل يمكن إجبار بايدن على الخروج؟
يبدو هذا السيناريو أقل ترجيحا. وإذا لم يكن راغباً في الرحيل، فإن هذه هي النقطة التي تصبح فيها العملية أكثر تعقيدا.
في العصر السياسي الأمريكي الحديث، لم يحاول أي حزب وطني كبير قط الاستيلاء على الترشيح بالقوة، وليس هناك أي دليل على وجود أي خطة جدية للقيام بذلك الآن. ومع ذلك، فإن لوائح اللجنة الوطنية الديمقراطية لا تخلو من بعض الثغرات التي قد تجعل من الممكن، من الناحية النظرية، دفع السيد بايدن للخروج، حيث تسمح القواعد للمندوبين "بأن يعكسوا بكل ضميرهم مشاعر أولئك الذين انتخبوهم"، مما يعني أنه يمكنهم التطلع إلى شخص آخر.
وقال خبراء إنهم يشكّون في احتمال حدوث تمرد بين مندوبي الحزب، لكن بإمكان الحزب الديمقراطي تغيير قواعد الحزب في أي وقت ، وتشير السيدة رايت ريجور إلى عام 1968، "عندما قرر الرئيس ليندون جونسون عدم الترشح لإعادة انتخابه، تحول الحزب عندها من عملية المؤتمر المفتوح، حيث يمكن للمندوبين الإدلاء بأصواتهم لصالح من يختارونه، إلى عملية ملزمة، حيث يتم ربط المندوب بمرشح بناءً على نتائج الانتخابات الأولية". تضيف السيدة ريجور: "في أي وقت، يمكن للجنة القواعد تغيير القواعد المتعلقة بكيفية اختيار المرشح الرئاسي ، حيث لا يوجد شيء خارج نطاق الاحتمال وحتى لو خرج بايدن فجأة من السباق، فقد تعهدت الجماعات المحافظة برفع دعاوى قضائية للطعن في شرعية أهلية أي ديمقراطي بديل لخوض الانتخابات.

هل يمكن أن تحل نائبة الرئيس كامالا هاريس محل بايدن؟
يمكن أن تحل نائبة الرئيس كامالا هاريس محل بايدن تلقائيا إذا تنحى عن الرئاسة، لكن القواعد نفسها لا تنطبق إذا انسحب بايدن كمرشح لسباق الانتخابات في نوفمبر، ولا توجد آلية من شأنها أن تمنح نائب الرئيس اليد العليا في مؤتمر مفتوح،
وبدلا من ذلك، سيتعين على هاريس الفوز بأغلبية المندوبين، تماما مثل أي مرشح آخر،نظراً لأنها بالفعل على بطاقة الحزب الديمقراطي ، ومن المؤكد أن السيدة هاريس يمكن أن تكون مفضلة. لكن شعبيتها المنخفضة نسبيا بين الجمهور الأمريكي قد تضعف هذه الميزة. رغم أن محصلة رفضها الآن أقل من رفض السيد بايدن ودونالد ترامب، وفقاً لموقع "فايف ثيرتيأيت".

هل هناك شخص آخر يمكن أن يحل محل بايدن؟
واجه بايدن منافسين من داخل حزبه في هذه الدورة الانتخابية، بما في ذلك عضو الكونجرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة ماريان ويليامسون، لكن كلاهما كانا بعيدين عن الفوز، ومن غير المرجح أن يصل أي منهما إلى قمة أي قائمة مختصرة.
هناك بعض الدعوات إلى حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، أو حاكمة ولاية ميشيغان جريتشن ويتمر، أو حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، للتدخل لإنقاذ الموقف ، ولكن لم يعلن أي من هؤلاء المرشحين علناً عن رغبته في أن يحل محل الرئيس الحالي.
هل يمكن الاحتكام الى التعديل الخامس والعشرين للدستور؟
يسمح التعديل الخامس والعشرون للدستور لنائب الرئيس الأمريكي وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء بالإعلان عن أن الرئيس غير قادر على أداء واجبات منصبه. وفي حالة الاستناد الى ذلك، تنتقل السلطة إلى نائب الرئيس ليكون بمثابة الرئيس بالنيابة، وهذا لم يحدث من قبل.
ولكن بعد مناظرة يوم الخميس، دعا كبار الجمهوريين في الكونغرس حكومة بايدن إلى النظر في استدعاء هذا البند. وسبق لمجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أن وافق في عام 2021 بعد اعمال الشغب في مبنى الكابيتول على قرار يحث نائب الرئيس آنذاك مايك بنس على تفعيل التعديل 25 للإطاحة بترامب، لكن هذه الخطوة لم يكتب لها النجاح.

• المصدر: BBC